ما هي ترتيبات اجتماع أولمرت- عباس الاثنين القادم
الجمل: خلال الاجتماع المتوقع عقده يوم الاثنين القادم بين أولمرت ومحمود عباس، من المتوقع أن يتقدم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، بتقديم طلب لرئيس الوزراء الإسرائيلي، يتعلق بالحصول على موافقة إسرائيل بدخول قوات فيلق بدر من الأردن إلى الضفة الغربية.
• جذور الفكرة:
تعود الفكرة إلى زعيم الليكود الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي تحدث بعد سيطرة حماس على قطاع غزة حول ضرورة أن يتم إلقاء عبء حفظ (الاستقرار) في الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ثم تناولت الفكرة أجهزة اللوبي الإسرائيلي، وكتب روبرت ساتلوف خبير معهد واشنطن، مطالباً الإدارة الأمريكية بعدم دعم محمود عباس لأنه انهزم في الانتخابات، وبالتالي لابد من البحث عن بديل للقيام بحفظ الأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وقال بأن القوات الأردنية هي البديل المناسب الممكن.
• الحلقة المفقودة وتوصيل النقاط:
مسار المخطط واضح، فقد بدأ بواسطة بنيامين نتنياهو من إسرائيل، ثم انتقل إلى اللوبي الإسرائيلي، ثم إلى الإدارة الأمريكية (وعلى الأغلب إلى اليهودي الأمريكي ايليوت ابراهام نائب مستشار الأمن القومي، واليهودي الأمريكي ديفيد وولش نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ثم بعد ذلك إلى عمان ورام الله.
• عمان- رام الله وإخراج السيناريو:
كان من المتوقع أن يتم السيناريو عن طريق مطالبة إسرائيل للأردن بإدخال قواتها إلى الضفة، طالما أن هناك اتفاق سلام إسرائيلي- أردني، وقيام الإدارة الأمريكية بالضغط على محمود عباس، والعاهل الأردني، طالما أنها تقوم بدفع قيمة المعونات، ولكن تفادياً لمعارضة الفلسطينيين، والشكوك التي تصاحب دخول القوات الأردنية، فقد تم إخراج مشاهد السيناريو بطريقة تضمنت قدراً من الخبث والمفاجأة، وذلك على النحو الآتي:
- أن يقوم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بمطالبة الإسرائيليين بالسماح بدخول قوات (فيلق بدر) من الأردن إلى الضفة الغربية).
- أن يقوم محمود عباس بمطالبة الإسرائيليين بالموافقة على دخول عشرات الآليات والمركبات المدرعة من مصر إلى الأراضي الفلسطينية.
وبعد موافقة إسرائيل، والتي قد تتمهل وتتلكأ الحكومة الإسرائيلية في إعطائها، لغرض إضفاء المصداقية على السيناريو، سوف يتقدم محمود عباس بطلب مماثل إلى العاهل الأردني.
وجود فيلق (أو فرقة) أردنية معناه وجود ثلاثة ألوية، ولما كانت الفرقة بحسب الأعراف العسكرية السائدة تمثل تشكيلاً عسكرياً يتكون من عدة قطع، وقادر على القتال منفرداً في منطقة المواجهة الخاصة به، فإن انتقال هذه الفرقة الأردنية إلى الضفة الغربية، سوف يكون بمثابة انتقال لقوام عسكري متكامل، ضمن منطقة سوف تشكل بكل المقاييس المنطقة العسكرية الخاصة به.
إن هذه الفرقة الأردنية لن تكون بأي حال من الأحوال تابعة للسلطة الفلسطينية، ولن تكون للسلطة الفلسطينية أي علاقة مباشرة مع هذه القوات.. وبكلمات أخرى: سوف يكون هناك (ضباط ارتباط) بين هذه الفرقة والسلطة الفلسطينية، وعلى الأغلب أن يكون هؤلاء الضباط إسرائيليون.
المهام العسكرية التي ستقوم بها هذه الفرقة الأردنية داخل الضفة الغربية سيتم التخطيط لها وتجهيزها بواسطة المخابرات العسكرية الإسرائيلية، وسيكون من أبرز هذه المهام (مكافحة الإرهاب) في الضفة الغربية، وبالتالي ستكون عناصر حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الفصائل الفلسطينية الرافضة لاتفاق أوسلو الهدف الرئيسي لهذه الفرقة.
ستستخدم المخابرات العسكرية الإسرائيلية الفرقة الأردنية من أجل حماية ما تبقى من قوات الأمن الوقائي الفلسطيني، والحرس الرئاسي، التابعة لحركة فتح، وذلك بحيث تكون المواجهة المتوقع حدوثها في الضفة الغربية حصراً بين عناصر حماس، والفرقة الأردنية.
أما قوات محمد دحلان (الأمن الوقائي)، وقوات الحرس الرئاسي التابعة لمحمود عباس، والقوة التنفيذية التابعة لحركة فتح، فسوف يتم تخفيف الضغوط عليها، وذلك استعداداً لاستخدامها في المواجهات المحتملة بين حركة حماس وحركة فتح، إذا رأت إسرائيلي وأمريكا بضرورة أن تقوم حركة فتح بشن الهجوم المضاد من أجل استرداد السيطرة على قطاع غزة.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد