ما هي حقيقة التقرير السري البريطاني حول بقاء قوات الاحتلال في العراق

08-04-2007

ما هي حقيقة التقرير السري البريطاني حول بقاء قوات الاحتلال في العراق

الجمل:    تقاطعت المعلومات الصادرة صباح اليوم في العاصمتين الأمريكية والبريطانية واشنطن دي سي، ولندن، مؤكدة صدق أطروحة (الكذب النبيل) التي أسس لها الفيلسوف اليهودي التلمودي موسى ابن ميمون، وأعاد إنتاجها البروفيسور اليهودي الأمريكي ليوشتراوس، ونفذتها عملياً جماعة المحافظين الجدد.
• المعطيات المعلنة:
أصدرت حكومة توني بلير قراراً بسحب القوات البريطانية من العراق، وتنفس البريطانيون الصعداء، وبدأت المعركة في واشنطن، بين إدارة بوش التي لم يتبق لها من الوقت سوى 18 شهراً، هي كامل الفترة التي يستطيع لأن يفرض فيها الرئيس بوش قراره المتعلق بالإبقاء على القوات الأمريكية في العراق، لأنه بعد ذلك سوف يكون مصيره معلقاً على مشنقة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. أما الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، فقد ظل يناور متراوحاً بين إرضاء الرأي العام الأمريكي المؤيد للانسحاب من جهة، ومن الجهة الأخرى عدم الاصطدام والمواجهة مع إدارة بوش التي تتمسك بعدم سحب القوات الأمريكية. وضمن هذه المناورة طرح الديمقراطيون في الكونغرس على الجمهوريين حلاً وسطاً يتمثل في الالتزام بسحب القوات الأمريكية خلال 12 شهراً.
القراءة الجارية في الوقائع المعلنة لـ(صراع البيت الأبيض- الكونغرس)، (وصراع داونينغ ستريت- مجلس العموم)، تقول بأن أمريكا وبريطانيا سوف تنسحبان خلال فترة أقلها عام وأقصاها 18 شهراً..
وكل ما تبقى بعد قرار حكومة بريطانيا سحب قواتها، هو اما أن تفشل خطة تأمين بغداد، وبالتالي يجد البنتاغون نفسه مجبراً على تنفيذ الخطة (ب) المتعلقة بسحب القوات الأمريكية من العراق، أو أن تنقضي فترة الـ18 شهراً المتبقية من ولاية بوش، ويفوز إما الديمقراطيون، أو محافظو الحزب الجمهوري، برئاسة الإدارة الامريكية، وتتم بالتالي عملية سحب القوات الأمريكية.
• المعطيات غير المعلنة:
أوردت صحيفة الصنداي تيلغراف البريطانية الصادرة اليوم، تحليلاً اخبارياً أعده سيان رايمينت مراسل الصحيفة للشؤون الدفاعية، حمل عنوان (خمس سنوات أخرى إضافية في العراق –هكذا- تقول المستندات والأوراق الدفاعية).
يقول مراسل الصحيفة بأن كبار مسؤولي وزارة الدفاع البريطانية، قاموا بإعداد وثيقة سرية لمخططات العمليات العسكرية والحربية التي سوف تقوم القوات البريطانية داخل العراق، وقد كشفت بعض الأجزاء التي تسربت من هذه الوثيقة لصحيفة الصنداي تايمز بأن القوات البريطانية سوف تواصل الاستمرار في عملياتها العسكرية في العراق والخليج العربي على الأقل حتى نهاية عام 2012م.
خطة العمليات العسكرية البريطانية أكدت على ضرورة إرسال 12 لواء ميكانيكياً بريطانياً إلى العراق، والتقيد بأن تكون عودة القوات البريطانية الموجودة حالياً في  أفغانستان لا إلى بريطانيا وإنما إلى العراق حصراً.
التقرير الاخباري الذي أوردته الصنداي تايمز، تقاطع مع تقرير اخباري آخر، نشرته اليوم صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أعده المحرر توماسي إي ريكس، وحمل عنوان (السياسات تصطدم مع واقع العراق: القادة العسكريون يسعون من أجل التركيز طويل الأجل).
يقول التقرير مدرجاً المعطيات الآتية:
• لا توجد في العراق حرب واحدة، وإنما حربان، هما:
- الحرب الدائرة حالياً في شوارع بغداد.
- حرب المفاهيم والإدراك المتعلق بالحرب العراقية في واشنطن.
• الإدارة الأمريكية والكونغرس يتصارعان حول إنهاء الحرب، ولكن على المستوى الميداني يبدو الأمر وكأنما لا نهاية له.. فالقوات الأمريكية تتزايد أعدادها يوماً بعد يوم، والعتاد الأمريكي يتم جلب المزيد منه يوماً بعد يوم، والعمليات العسكرية يتم تخطيط وتنفيذ المزيد منها كل يوم.
• أعلنت الإدارة الأمريكية استراتيجيتها الجديدة في العراق، وباشرت تنفيذها فوراً، وتزامن مع ذلك قيام الإدارة الأمريكية بالتغييرات الآتية.
- تعيين (المتشدد) ريان كروكر سفيراً أمريكياً في العراق بدلاً من زلماي خليل زاده.
- تعيين الجنرال بيتراوس قائداً للقوات الأمريكية في العراق بدلاً من الجنرال جورج دبليو كيسي.
- تغيير الجنرال جون أبو زيد قائد القيادة الوسطى الأمريكية.
وسبق تلك التغييرات على مستوى الإدارة الأمريكية القيام بالآتي:
- تعيين روبرت غاتز وزيراً للدفاع بدلاً عن رامسفيلد.
- تعيين نيغروبونتي نائباً لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، بعد إعفائه من منصب مدير الأمن القومي الأمريكي.
وعموماً فإن الخطوط العامة لحرب العراق تتمثل في الآتي:
• على مستوى واشنطن تخطط جماعة المحافظين الجدد بهدف الاستمرار في الحرب، والحفاظ على زخم العمليات العسكرية الجارية حالياً في العراق، وأفغانستان، على أمل توسيع الحرب بحيث تشمل إيران وبقية أنحاء الشرق الأوسط.
• على المستوى الميداني العسكري: أصبح مصير الحرب يرتبط حصراً بـ:
- نجاح خطة تأمين بغداد والقضاء على الميليشيات العراقية.
- كسر هجوم الربيع والقضاء على حركة طالبان.
وأول الإشارات الدالة على الربط بين هذين المستويين، أطلقها الجنرال الأمريكي بتراوس قائد القوات الأمريكية الجديد في العراق، وذلك عندما قال بأن تحديد وتقييم المؤشرات الدالة على إحراز التقدم في موضوع استقرار العراق يحتاج الى وقت أطول.
وعلى خلفية تصريح الجنرال بتراوس، تحدث لصحيفة الواشنطن بوست أحد كبار خبراء البنتاغون –رفض ذكر اسمه- قائلاً: إن تنفيذ مشروع البنتاغون الذي تم وضع مخططاته مؤخراً من أجل هزيمة التمرد العراقي يحتاج إلى فترة يبلغ حدها الأدنى خمسة أعوام، والأقصى عشرة أعوام.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...