ما هي مهمة قائد قوات التحالف الأمريكي في لبنان؟
الجمل: تشير الوقائع الجارية إلى تطور مفاجئ، في منطقة شرق المتوسط، تمثل في خبر وصول الجنرال ديفيد بتراوس قائد قوات التحالف الأمريكي الحالي في العراق، والقائد القادم للقيادة الوسطى الأمريكية.
• ماذا تقول التسريبات:
تقول المعلومات، بأن الجنرال بتراوس قد جاء إلى لبنان يوم أمس الأربعاء، بهدف مناقشة التعاون العسكري مع اللبنانيين، وأكدت بعض التقارير خبر لقاء الرئيس اللبناني ميشيل سليمان- الجنرال بتراوس، إضافة إلى لقاء العماد شوقي المصري قائد الجيش اللبناني الحالي مع الجنرال بتراوس.
• ماذا تقول التحليلات:
نشر الموقع الإلكتروني لمركز سترانفور الاستخباري الأمريكي، تقريراً استخبارياً حول أبعاد زيارة الجنرال ديفيد بتراوس المفاجئة للبنان، وأشار فيه إلى النقاط الآتية:
- تنظر الإدارة الأمريكية للجنرال بتراوس باعتباره الرجل الذي نجح في تثبيت استقرار العراق، وعلى هذه الخلفية، أصبح الجنرال بتراوس بمثابة المفتاح الذهبي الأمريكي لتحقيق الاستقرار في رقعة الشرق الأوسط الممتدة من أفغانستان حتى شرق المتوسط.
- سوف يتولى الجنرال ديفيد بتراوس منصب قائد القيادة الوسطى الأمريكية بدءاً من أول شهر أيلول (سبتمر) 2008م القادم
- من الصعب القول بأن الجنرال ديفيد بتراوس قد جاء للبنان من أجل تقديم المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، وذلك لأن الإدارة الأمريكية ليس لها حتى الآن خطة لدعم الجيش اللبناني بحيث يصبح قوة عسكرية ضاربة في المنطقة.
- جاءت زيارة الجنرال ديفيد بتراوس للبنان في وقت حرج للغاية بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة ، وحالياً:
• يتباحث الرئيس الأسد مع الأتراك حول ملف المحادثات غير المباشرة السورية- الإسرائيلية.
• استطاع حزب الله اللبناني أن يعزز موقفه السياسي وقدراته العسكرية.
• محاولة الإسرائيليين فرض المزيد من الضغوط على سوريا من أجل إضعاف حزب الله اللبناني والسيطرة عليه.
• عدم وضوح الأسلوب الذي تريد إسرائيل استخدامه لجهة القضاء على حزب الله اللبناني أو الحد من قدراته، وحتى الآن ما تزال فكرة استخدام إسرائيل للوسائل العسكرية ضد حزب الله فكرة متأرجحة.. وكل ما هناك أن إسرائيل تحاول تفادي العمل العسكري باللجوء للوسائل الدبلوماسية غير المباشرة.
• توجد ترتيبات عسكرية إسرائيلية جارية لاستهداف حزب الله، ولكن احتمالات المواجهة نفسها غير مؤكدة، يمكن أن تكون هذه الترتيبات استعداداً لاستدراج حزب الله لمواجهة محدودة، الهدف منها ليس النيل من حزب الله فقط، وإنما التأكد من نوايا سوريا إزاء السلام مع إسرائيل.
هل هناك أجندة غير مرئية للزيارة؟:
تقول المعلومات والتسريبات بأن الإسرائيليين وجماعات اللوبي الإٍسرائيلي، تدفع بالتعاون مع صقور الإدارة الأمريكية باتجاه تنفيذ مخطط الضربة العسكرية المتوقعة ضد إيران، وتقول المعلومات بأن الجنرال فالون القائد السابق للقيادة الوسطى الأمريكية كان قد نجح صقور الإدارة الأمريكية وعناصر اللوبي الإسرائيلي في القيام بعملية إبعاده من منصبه بسبب معارضته الشديدة لمخطط ضرب إيران، وتم إعداد الترتيبات بحيث يتولى الجنرال ديفيد بتراوس منصب قائد القيادة الوسطى، بحيث يتسنى للإدارة الأمريكية مخطط ضرب إيران.
تشير التكهنات إلى أن الجنرال ديفيد بتراوس سوف يقوم بسلسلة من الزيارات للبلدان العربية المنضوية تحت مظلة المعتدلين العرب، والواقعة تحت نطاق دائرة اختصاص ومسئولين إشراف القيادة الوسطى الأمريكية، وتشير التسريبات أيضاً إلى أن الجنرال ديفيد بتراوس يولي لبنان أهمية خاصة، لجهة التهديد الكبير الذي سوف تواجهه إسرائيل في حالة تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران.. وعلى ما يبدو فإن الجنرال بتراوس يسعى إلى استطلاع الأوضاع الميدانية تحسباً لاحتمالات ردود الأفعال المتوقعة.
ومن جهة أخرى، وبشكل متزامن مع وصول الجنرال بتراوس إلى لبنان، فقد أطلق الأدميرال الأمريكي المعارض لضرب إيران مايكل مولين، رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية المشتركة، تحذيراً نارياً لإسرائيل من واشنطن، وقد أورد الموقع الإلكتروني إنفور ميشن هاوس، تصريح الأدميرال مايكل مولين، الذي تحدث فيه عن واقعة قيام الإسرائيليين بضرب المدمرة الأمريكية لبيرتي في عام 1967م.. وحذر الإسرائيليين من مغبة اللجوء لتنفيذ هذه العمليات السرية الاستخبارية الهادفة لتوريط أمريكا في الصراعات، وأشار الأدميرال مولين قائلاً بأن نموذج عملية ضرب الإسرائيليين للسفينة الأمريكية لبيرتي هو النموذج الذي يجب أن تتفاداه أمريكا حتى لا تنزلق من صراعات ونزاعات الشرق الأوسط المحتملة.
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد