محمد الشيخ نجيب ودّع ساحة الأمويين ومضى

03-12-2012

محمد الشيخ نجيب ودّع ساحة الأمويين ومضى

كأنّ للبعض مشيئة واضحة وخياراً حازماً بخصوص لحظة الغياب الأبدية. عندما تضيق بهم الأرض، تشتاق أرواحهم لأحبتهم الذين رحلوا ويزهدون بالحياة. لذا، فإنهم يحزمون حقائبهم ويقررون خوض غمار الرحلة الأخيرة. هكذا كانت حال الممثل والمخرج السوري محمد الشيخ نجيب (1953 ــ 2012) الذي لم يحتمل قلبه منظر الدماء التي تسيل، وأعمدة الدخان وهي تتصاعد من كل شارع في عاصمة الأمويين. لذا، قرر أن ينهي حياته ويمضي.

وبالفعل، رحل صاحب «ممرات ضيقة» بعد صراع ثلاثة أشهر مع مرض السرطان قضى معظمها في مستشفيات بيروت حيث خضع لعملية جراحية. لكن في اللحظة الحاسمة، عاد إلى دمشق حيث ختم مسيرة عطائه الطويلة في مسقط رأسه ليلة الجمعة الماضية. ترك لعائلته، وتحديداً لولديه النجم قيس الشيخ نجيب، والمخرج سيف الشيخ نجيب، إرثاً فنياً مع وصية صغيرة نُفِّذت بحذافيرها، وهي أن يشق موكب جنازته ساحة الأمويين ليوارى في ثرى «مقبرة باب الصغير». شيِّع الراحل ظهر السبت بعدما ألقى تحية الوداع الأخيرة على «مبنى التلفزيون السوري». من هذا الأخير، بدأ رحلته الفنية في السنة التي تأسست فيها فرقته الفنية، أي عام 1969 لينضم بعدها إلى نقابة الفنانين السوريين ويعمل مع الثنائي الكوميدي الشهير دريد لحام ونهاد قلعي في مسرحية «غربة» قبل أن يسافر إلى هنغاريا للدراسة ثم يعود إلى سوريا عام 1984 ليتفرغ للعمل ممثلاً في المسلسلات السورية («المحكوم» و«عشتار»، و«رجال تحت الطربوش» و«في حضرة الغياب»). إلى جانب ذلك، كان الشيخ نجيب يصنع مساحته الخاصة كمخرج أنجز العديد من المسلسلات منها «ألو جميل ألو هناء»، و«تحت المداس»، و«الزلزال» و«ممرات ضيقة». ورغم أنّ عدداً من زملاء الراحل قد شاركوا في مراسم الجنازة، ومنهم عدنان أبو الشامات، والمنتج أيمن الذهبي، إلا أن غالبية نجوم الدراما السورية نعوا زميلهم عبر صفحاتهم على فايسبوك، وأولهم الممثلة كندة علوش التي نشرت من القاهرة خبر وفاة الشيخ نجيب وتوجهت إلى عائلته بالعزاء. ثم كرت سبحة التعازي، فكتبت نسرين طافش من مكان إقامتها في دبي الخبر الحزين، ثم شارك المخرج سيف الدين السبيعي صور الراحل وحكى عن عشقه للحياة وذكرياته مع الفرح. وكذلك فعل الكتّاب الشباب: محمود إدريس، وعثمان جحا، ولبنى مشلح (زوجة قيس الشيخ نجيب)، فيما كتبت نسرين الحكيم على صفحتها جملاً نعت فيها الفقيد. إذاً، بينما يخيّم هدوء جنائزي يحوّل عاصمة الأمويين إلى خيمة عزاء كبيرة، يضاف إلى قائمة خسارات الدراما السورية فقيد جديد وقامة كبيرة في مسلسل الموت الذي لا ينتهي.

وسام كنعان

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...