مرسي يؤدي اليمين رمزياً في ميدان التحرير: رسالة إلى العسكر
أدى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي اليمين الدستورية بشكل رمزي يوم أمس في ميدان التحرير، وذلك عشية أدائه اليمين بشكل رسمي اليوم أمام المحكمة الدستورية، وفقاً لأحكام الإعلان الدستوري المكمل الذي يرفضه «الإخوان المسلمون». وسعى الرئيس المنتخب، خلال خطبته الثانية أمام المصريين منذ إعلان فوزه الأحد الماضي، لاكتساب شعبية، قد يتسلح بها أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إذ حاول طمأنة المتوجسين من صعود الإسلاميين إلى الحكم، بأنه سيعمل على بناء دولة مدنية، مشدداً على أنه سينتزع كافة صلاحيات رئيس الجمهورية، ومخاطباً المحتشدين في الميدان قائلاً «إنكم مصدر السلطة والشرعية التي لا تعلو عليها شرعية».
وعلى غرار الخطاب المتلفز بدا خطاب مرسي في ميدان التحرير شعبوياً بدلاً من أن يكون خطاب رئيس دولة. وبعد توجيهه التحية إلى من نسيهم خلال الخطاب المتلفز في محافظات مصر، بالإضافة إلى المثقفين والفنانين والإعلاميين، استفاض الرئيس «الإخواني» في تأجيج حماسة المتظاهرين، مكرراً شعارات الثورة من بينها «ثوار أحرار ح نكمّل المشوار».
أما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية فشدد على انتهاء عصر «التبعية للخارج»، مؤكداً أن مصر لن تعتدي على أحد ولكنها لن تقبل بأن تنتهك كرامتها وكرامة رئيسها.
وبينما أغفل مرّة أخرى الإشارة من قريب أو من بعيد إلى القضية الفلسطينية، لم يفت مرسي أن يتبنى قضية الشيخ المتشدد عمر عبد الرحمن المسجون في الولايات المتحدة بتهمة الإرهاب، متجاهلاً قضايا كبرى أخرى تهم المصريين، او قضية الناشط الحقوقي والمحامي أحمد الجيزاوي المعتقل في السعودية بسبب دفاعه عن حقوق المصريين.
وخاطب مرسي الجموع التي كانت تلوّح بالأعلام المصرية في ميدان التحرير قائلا «جئت إليكم اليوم لأنني مؤمن تماماً بأنكم مصدر السلطة والشرعية التي لا تعلو عليها شرعية»، مضيفاً «أنتم أهل السلطة ومصدرها، وأنتم الشرعية وأقوى مكان فيها، ومن يحتم بغيركم يخسر».
وأضاف «لن ينتقص احد، كائناً من كان، من حقوقكم ما دامت هذه هي إرادتكم... ها أنا أقف أمامكم أيها الشعب المصري العظيم قبل أي جهة أخرى وقبل أي إجراءات أخرى»، في إشارة إلى قسمه اليمين اليوم أمام أعضاء المحكمة العليا الدستورية، وهو ما كان موضع جدل حاد في مصر خلال الأيام الماضية. وشدد مرسي على أن «لا مجال لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه، ولن أتهاون في أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية».
وفي مسعى لطمأنة المتوجسين من صعود الإسلاميين إلى السلطة، قال «سنكمل المشوار في دولة مدنية وطنية دستورية حديثة. لا نعطل الإنتاج ولا نعطل المرور ولا نعتدي على الملكيات الخاصة والعامة ولا مجال للصدام أبدا ولا التخوين».
وقال مرسي إنه سيتبنى قضية الشيخ عمر عبد الرحمن، وأنه سيباشر ابتداءً من اليوم العمل على إطلاق سراحه، كما تعهد بمعالجة ملف المدنيين الذين يحاكمون محاكمة عسكرية، وذلك بعدما أطلق موقفاً ملتبساً حيال هذه القضية، عندما قال أمس الأول إنه يدرس هذا الملف، وإنه أُبلغ بأن «غالبية» هؤلاء «بلطجية وخارجون عن القانون».
وألقى مرسي قسماً رمزياً قال فيه «أعاهد الله وأعاهدكم - أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن احترم الدستور والقانون وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على استقرار الوطن وسلامة أراضيه».
وفي السياسة الخارجية، قال مرسي «سأعمل على أن تعود مصر حرة في إرادتها في علاقاتها الخارجية وسأحذف أي معني للتبعية لأية قوى مهما كانت».
وأحاط بمرسي ضباط من الحرس الجمهوري في زي مدني وعسكري قاموا بتأمين المنصة التي ألقى منها الخطاب، لكن الرئيس المنتخب حرص على أن يبدو جزءا من التظاهرات ناهيا ضباط الحرس الجمهوري عن الفصل التام بينه وبين الحشود. وفتح سترة بزته مرتين في إشارة إلى أنه لا يرتدي سترة واقية من الرصاص، قائلا انه يشعر بالأمان وسط الجماهير. وكان لافتاً، حين أنهى مرسي خطابه، أن أحد منظمي الاحتفال هتف «يا مشير قول الحق.. مرسي رئيسك وللا لأ» في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي.
وكان مرسي أدى صلاة الجمعة ظهراً في جامع الأزهر بمشاركة شيخ الأزهر احمد الطيب ومفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد