مرسي يقيل قيادات أمنية وعسكرية بارزة، سيناء: أضخم عملية للجيش منذ حرب 1973

09-08-2012

مرسي يقيل قيادات أمنية وعسكرية بارزة، سيناء: أضخم عملية للجيش منذ حرب 1973

اتخذ الرئيس المصري محمد مرسي، يوم أمس، قرارات مفاجئة بإقالة مسؤولين عسكريين وأمنيين أبرزهم مدير جهاز المخابرات العامة اللواء مراد موافي وقائدا الشرطة العسكرية حمدي بدين والحرس الجمهوري محمد عبد السلام رشوان، في الوقت الذي أطلقت فيه القوات المسلحة المصرية، فجراً، حملة أمنية، وصفت بأنها الأضخم منذ حرب العام 1973، لمداهمة البؤر التي تتحصن فيها عناصر الجماعات التكفيرية، رداً على الهجوم الذي استهدف مركزاً عسكرياً في العريش يوم الأحد الماضي، والذي أودى بحياة 16 جندياً. جنود مصريون خلال الحملة الأمنية في سيناء أمس (أ ف ب)
وقرر مرسي إحالة مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي على التقاعد، وتعيين اللواء محمد رأفت عبد الواحد شحاتة قائماً بأعمال مدير المخابرات العامة، علماً بأن الأخير سبق أن شغل منصب سفير مصر لدى إسرائيل وقام بدور بارز في صفقة الجندي جلعاد شاليت.
وقرر مرسي تعيين اللواء حامد زكي قائداً للحرس الجمهوري بعد إقالة اللواء نجيب محمد عبد السلام رشوان، كما اتخذ قراراً بإقالة محافظ شمال سيناء اللواء عبد الوهاب مبروك.
كذلك، طلب مرسي من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع حسين طنطاوي تعيين قائد جديد للشرطة العسكرية خلفاً للواء حمدي بدين.
وكلف مرسي وزير الداخلية بإحداث تغييرات في القيادات الأمنية في القاهرة والأمن المركزي، وعليه فقد تم تعيين اللواء أسامة محمد الصغير مديراً لأمن محافظة القاهرة خلفًا للواء محسن مراد، وماجد مصطفى كامل نوح مساعداً لوزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي.
وجاء إعلان قرار إقالة مدير المخابرات بعد ساعات من تصريحات قال فيها إن الجهاز كانت لديه معلومات مؤكدة عن وجود تهديدات بهجوم إرهابي يستهدف وحدات في سيناء قبيل وقوع حادث رفح، بينما ربطت مصادر إعلامية مصرية إقالة قائد الحرس الجمهوري بغياب مرسي عن جنازة شهداء سيناء يوم أمس الأول، حيث تردد أن الرئيس المصري تلقى نصائح من قائد الحرس الجمهوري بعدم المشاركة في الجنازة لاعتبارات أمنية، وهو ما أثار انتقادات حادة لمرسي.
وربطت مصادر أخرى بين إقالة حمدي بدين بالخلافات التي شهدتها المرحلة الماضية بين قائد الحرس الجمهوري وقياديين بارزين في جماعة «الإخوان المسلمين» على رأسهم محمد البلتاجي.
من جهة ثانية، أصدر مرسي قراراً جمهوريا بتعيين السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي رئيسا لديوان رئيس الجمهورية. يذكر أن الطهطاوي عمل سفيرا لدى ليبيا وإيران، وشغل أيضا منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، ثم عمل عميدا للمعهد الديبلوماسي، ومتحدثا باسم مشيخة الأزهر.
ولم يتضح مدى تشاور مرسي قبل اتخاذ هذه القرارات مع الجيش الذي يحتفظ بقبضة قوية على السياسة الأمنية منذ سقوط مبارك، لكنه أجرى التغييرات بعد ترؤسه اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني بمشاركة المشير حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، وقادة القوات البرية والبحرية والجوية، حيث اطلع على آخر التطورات في سيناء. وكان لافتاً يوم أمس غياب المشير حسين طنطاوي عن الاجتماع الأول لمجلس الوزراء وأناب عنه لحضور الاجتماع مساعد وزير الدفاع اللواء حسن الرويني.

وشن الجيش المصري، فجر أمس، عملية أمنية واسعة في سيناء لـ«تطهير» المنطقة من المجموعات التكفيرية المسلحة والسيطرة على حال الانفلات الأمني في شبه الجزيرة المصرية.
وذكرت مصادر عسكرية أن القوات استخدمت في العملية طوافات الـ«أباتشي» والدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون والـ«آر بي جي»، كما تم إنزال وحدات من قوات النخبة («الصاعقة»).
وأشارت المصادر إلى أن العمليات العسكرية تتمركز في منطقة رفح، وتحديداً قرى التومة وأبو العراج والجورة، بينما تم إغلاق مدينة العريش تماماً. وفي الشيخ زويد، قامت قوات الجيش بحملة أمنية لتمشيط قرى المدينة بمشاركة 50 مدرعة وطائرة.
 انتشرت القوات المصرية على طول الشريط الحدودي مع غزة، حيث شرعت بتدمير الأنفاق بين سيناء والقطاع. كما تم إغلاق نفق الشهيد أحمد حمدي على خط قناة السويس لإحكام محاصرة المسلحين ومنعهم من الفرار.
وأشارت المصادر إلى أن الحملة الأمنية أدت حتى مساء يوم أمس إلى مقتل ما لا يقل عن 20 مسلحاً، وإصابة نقيب في القوات المسلحة وأربعة جنود ومواطن، بينما وصفت وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية ما يجري في سيناء بأنه «العملية الأضخم منذ حرب أكتوبر» العام 1973.
وأصدرت القوات المسلحة المصرية بياناً جاء فيه: «في ساعة الصفر بدأت العملية العسكرية لتطهير أرض الفيروز (أرض سيناء)، وبدأت القوات البرية والقوات الخاصة والقوات الجوية بالتنسيق مع وزارة الداخلية العملية الكبرى لتطهير الثوب من الدنس».
وأضاف البيان «لقد عبرنا مرة أخرى إلى أرض الفيروز، ونستعيد ذكرى انتصار الآباء في رمضان، ونثبت للعالم أجمع أن أجيال العبور لم ولن تموت»، مشددا على أن العبور في تلك المرة لم يكن لتحرير الأرض، «فلا يجرؤ أحد على احتلالها، وإنما عبرنا لتطهيرها من براثن الإرهاب الأسود الذي سوّلت له نفسه ومَن يخطط له ويموّله أن يعتقد ان أرض الفيروز لقمة سائغة».
وتابع البيان «لقد نسوا أو تناسوا أن دماء الشهداء على مر التاريخ تحرسها، وأن هذا الشهر هو شهر الانتصارات وأن خير أجناد الأرض يؤمنون بأن سيناء هي أرض معاركهم المفضّلة، وأننا رجال صدقنا ما عاهدنا الله عليه ونقسم بالله إننا منتقمون».
واختتم المجلس بيانه بالقول « لقد اختار القتلة الكفرة الفجرة يوم 17 رمضان، ذكرى غزوة بدر، لتنفيذ جريمتهم الشنعاء ضد إخواننا وهم صائمون، ولم يراعوا حرمة الشهر الكريم، ونسوا أو تناسوا أننا لا نُهزم في رمضان... لقد اخترنا لهم الساعة الأولى في العشر الأواخر من الشهر الكريم ليدفعوا الثمن ولنوفي بالقسم الذي أقسمناه بأننا لمنتقمون».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...