مساجد مصر تواجه خطر «الأخونة»
لا تزال معركة السيطرة على مؤسسات الدولة من قبل جماعة «الإخوان المسلمين» مستمرة... «أخونة وزارة الأوقاف» هي أحدث خطط «الاخوان» للسيطرة على المساجد والمؤسسات التابعة لوزارة الاوقاف، فخلال الاشهر الماضية تم رصد العديد من مظاهر تلك الخطة، وكان ابرزها إصدار وزير الأوقاف طلعت عفيفي، القريب من «الإخوان»، قرارات بنقل بعض أئمة المساجد الكبرى، وتعيين آخرين محسوبين على الجماعة.
السيطرة على الوزارة، أو ما يعرف بـ«الأخونة»، بدأ بتحديد مواضيع بعض خطب الجمعة، وتعميمها على عدد من المساجد، وهو اسلوب طالما اتبعه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وبالتدريج انتقلت مواضيع الخطب من مواضيع عامة مثل كيفية قضاء الشاب وقت الفراغ، الى مواضيع سياسية حول وجوب طاعة ولي الامر .
ولعل قرار وزير الاوقاف الذي حمل الرقم 75 لسنة 2013، وينص على تغيير اسم «مجلس إدارة المسجد» إلى «مجلس إعمار المسجد»، كان الخطوة الاكبر في الطريق إلى «خطة أخونة وزارة الأوقاف»، فالقرار هو لائحة تنفيذية لانتخاب ما سمي «مجلس إعمار المسجد» من «جمعية المسجد العمومية» التي تركها القرار مفتوحة بشــكل غريب يتيح للاخوان الســيطرة عليها بكل سهولة.
القرار حوى على بعض المواد المبهمة والقابلة للتأويل، حيث انه لم يحدد عدد الأعضاء تفصيلاً، فقد تحدث في المادة الخامسة عن ترشيح سبعة ائمة لعضوية المجلس، ثم ذكر في المادة السابعة أن الإمام عضو بحكم وظيفته، وبعدها أضاف في الفقرة التاسعة من القرار، أن الوزارة تعين ثلاثة أعضاء من دون إجراء انتخابات لهم، ويتم الانتخاب لثلاثة فقط.
نقابة الأئمة والدعاة المستقلة اعتبرت أن القرار سيخلق نوعاً من التحزبات بين الراغبين، بسبب اختلاف توجهاتهم، وسيساعد في أن يكون رئيس مجلس الإدارة، والنائب، وأمين الصندوق، من «الإخوان»، وبالتالي فإنهم سيسيطرون على المسجد، ويصبح لا حق للإمام فى اختيار معاونيه.
كما الغى القرار الجديد قرار وزير الأوقاف السابق، بمنع وجود صناديق للتبرعات داخل المسجد، ووضع المادة 18، التى بموجبها تخصص من الصندوق نسبة 10 في المئة شهرياً للإمام والعاملين في المسجد، وذلك بواقع 300 جنيه للإمام و100 جنيه للعاملين شهريا، وهو ما أرجعه أعضاء النقابة المستقلة إلى محاولة للتغطية على فشل الوزير فى إقرار كادر الأئمة.
محمد سالم، وهو إمام وخطيب مسجد، وصف قرار وزير الاوقاف بانه «قرار تقسيم للمساجد بين الاخوان والسلفية»، موضحا: «القرار جعل المساجد وكأنها مراكز شباب أو اندية رياضية لها جمعية عمومية وتنتخب أعضاء مجالس ادارتها، في حين ان للمساجد طبيعة خاصة باعتبارها مؤسسات دعوية دينية «.
وأضاف سالم: «منذ زمن بعيد والاخوان والسلفيون يتصارعون للسيطرة على المساجد، وأعتقد أن هذا القرار قد صدر لتقنين سيطرتهم تلك، فعبر آلية الانتخاب الغريبة تلك، وتعيين أعضاء من قبل الوزارة التي يسيطر عليها الاخوان، ستصبح المساجد ساحات لتصفية الصراعات بين السلفية والاخوان» .
من جهته، نفى وزير الأوقاف طلعت عفيفي ما تردد حول إسناد المناصب القيادية لأعضاء في جماعة «الإخوان المسلمين».
وقال عفيفي خلال موتمر صحافي عقده في القاهرة: «نُسند المناصب إلى الأكفاء، ولن نخون الله ورسوله». وأضاف: «بدأنا منذ اليوم الأول في العمل بوزارة الأوقاف في اختيار من نرى فيهم الأمانة والصدق، وشكلنا فريق عمل من الأزهر والأوقاف، ونتشاور في كل كبيرة وصغيرة».
ورداً على «أخونة وزارة الأوقاف»، قال «عفيفي»: «لا أرى الانتساب إلى الإخوان أو السلفيين أو أي فصيل تهمة أو سبة... كلنا نتعاون على البر والتقوى»، مضيفا: «نقدم الكفاءة على الانتماء، ونتعامل في القضية مع الله سبحانه وتعالى، وما يُنشر كلام لا يستحق الرد».
أحمد عبد الفتاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد