مصر: مواجهات عنيفة أمام جامعة الأزهر و «الإخوان» تقبل بشروط الوساطة لحل الأزمة
تحولت تظاهرات طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعة الأزهر في القاهرة إلى «حرب شوارع» مع قوات الشرطة التي فرقت التظاهرات باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، وطاردت مئات الطلاب في الشوارع المحيطة بالجامعة، فيما فتحت الجماعة مجدداً باب التفاوض مع الحكم الموقت بأن أعلنت أن «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده «وافق على فكرة الوسطاء لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، ولكن بشروط».
وبدأت تظاهرات الطلاب في ثاني أيام الدراسة في الجامعة داخل الحرم الجامعي المُطل على طريق النصر، المؤدي إلى ميدان رابعة العدوية حيث كان يعتصم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. ووقعت اشتباكات بالأيدي والحجارة بين الطلاب المؤيدين لـ «الإخوان» ومعارضيهم، فيما كثف الأمن الخاص في الحرم الجامعي من تأمين مقر إدارة الجامعة واكتفى بغلق أبوابه من الداخل خشية اقتحامه.
وكانت الدراسة ارجئت مرتين في الجامعة المعروفة بأنها معقل للإسلاميين، خصوصاً «الإخوان». وحذر رئيس الجامعة أسامة العبد من إرجاء الدراسة «لأجل غير مسمى» في حال أقدم الطلاب على «تعكير صفو العام الدراسي».
وخرج آلاف الطلاب إلى شارع النصر وقطعوه وتقدموا باتجاه ميدان رابعة العدوية رافعين رايات عليها إشارة «رابعة» ومصاحف في مواجهة قوات من الجيش أغلقت الشارع بالأسلاك الشائكة، وطلبت من الطلاب عدم التقدم نحوه، وأطلقت عيارات صوت في الهواء لمنع الطلاب من التقدم. لكن بعد أقل من ساعة أصبح الطلاب أمام الحاجز الحديد الذي نصبه الجيش مباشرة، فتراجعت قوات الجيش وتقدمت الشرطة التي طالبت بلا جدوى الطلاب بالتراجع إلى داخل الجامعة وفتح الطريق أمام حركة السير، قبل أن تطلق قنابل الغاز لتتفرق الحشود.
وطاردت الشرطة الطلاب وضربت بعضهم بالهراوات وألقت القبض على عدد منهم، فيما رشق طلاب قوات الشرطة بالحجارة بعدما دخلوا الحرم الجامعي الذي سقطت في داخله قنابل غاز. وشهد محيط الجامعة مطاردات، فرشق طلاب من داخل الجامعة الشرطة التي تمركزت أمام البوابات بالحجارة لتتراجع ويخرجون إلى الشارع مجدداً، ودارت مصادمات بين الطرفين سقط فيها جرحى، فيما تحولت المنطقة إلى ساحة كر وفر بين الجانبين، وحطم طلاب أرصفة لاستخدامها في رشق قوات الشرطة، كما أضرموا النار في مقاعد خشبية وفروع أشجار وإطارات سيارات أمام بوابة الجامعة.
وكاد المشهد يتكرر في جامعة القاهرة المطلة على ميدان النهضة حيث كان مقر الاعتصام الثاني لأنصار مرسي، إذ شهد حرمها اشتباكات بين الطلاب المؤيدين لمرسي والمعارضين له، فيما أغلقت الشرطة الميدان أمام حركة السير وتمركزت بكثافة أمام البوابة الرئيسة للجامعة وطوقت محيطها بحاملات الجنود، تأهباً لمواجهة أي تظاهرات في الشارع. وشهدت جامعة الزقازيق في محافظة الشرقية مواجهات مماثلة واشتباكات بالأيدي وتراشق بالحجارة بين الطلاب. وأغلق طلاب «الإخوان» مبنى كلية الهندسة وأوقفوا الدراسة فيها.
سياسياً، نقلت صحيفة «الحرية والعدالة» الناطقة باسم «الإخوان» عن القيادي في الجماعة الوزير السابق محمد علي بشر ان «التحالف وافق على فكرة الوسطاء لحل الأزمة السياسية... على الوسطاء أن يتدخلوا بين الطرفين لإيجاد صيغة مشتركة تحل الأزمة وتنهي حال الانقسام التي يشهدها الشارع». وأضاف بشر: «لم يتم الاتفاق بعد على أسماء الوسطاء أو هويتهم ومرجعيتهم، إلا أنه عندما يقع الاختيار عليهم، سيتم إخبارهم باقتراحاتنا ومبادراتنا لحل الأزمة».
وقال مصدر قريب من المؤسسة العسكرية إن حديث «الإخوان» عن اختيار وسطاء «لا يعني الجيش، لكن ننتظر ما يمكن أن يقدموه». وشدد على أن «تعديل خريطة الطريق أمر غير وارد والتراجع أي خطوة إلى الخلف مستبعد، ولا تدخل في عمل القضاء... إن أرادوا المشاركة فالباب مفتوح، ولو أرادوا التفاوض فليقدموا على فعل يُظهر هذه الرغبة».
وأصدر وزير العدل عادل عبدالحميد قرارا بتعيين مساعده القاضي عزت خميس رئيساً للجنة إدارة أصول وأملاك جماعة «الإخوان» وجمعيتها الأهلية التي صدر حكم قضائي بحظر كل أنشطتها والتحفظ على أموالها. وستتولى اللجنة إدارة كل ما تمتلكه الجماعة والجمعية من عقارات وأموال واستثمارات إلى حين صدور حكم نهائي بحل الجمعية ومصادرة أموالها.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد