معرض الكتاب في دمشق يكشف اهتمامات الشباب وأوضاعهم المعيشية

20-08-2007

معرض الكتاب في دمشق يكشف اهتمامات الشباب وأوضاعهم المعيشية

انتهى معرض الكتاب في دمشق الذي افتتح في الأول من شمن المعرضهر آب (أغسطس) الجاري واستمر حتى الحادي عشر منه، وكان واضحاً ان النسبة الكبيرة من الحضور كانت من الشباب السوري ثم العربي.

وفي شكل عام يمكن القول إن إقبال الشباب على الكتب يتحكم به العامل المادي، ويرتبط بالمواضيع التي تعتبر من سلم أولوياتهم، انطلاقاً من تفاصيل الحياة اليومية وصولاً إلى القضايا الكبيرة وفق ترتيب يختلف من شاب لآخر.

الغالبية اتجهت نحو الكتب المتعلقة بالتخصص الدراسي، وفي حال بقي شيء من الموازنة المعدة لشراء الكتب فتنفق على الأنواع الأدبية أو المواضيع التي تلقى اهتماماً ورواجاً عند الشباب. غيث (24 سنة مهندس) كان يبحث عن كتب حول فن «الغرافيك»، إضافة الى بحثه عن كتب في فن الطبخ. فإقامته بمفرده بعيداً من أهله جعلته يعتمد على نفسه في تحضير طعامه، حتى صار ذلك هواية بالنسبة إليه ينوي زيادة خبرته فيها بالإطلاع على مؤلفات في طرق تحضير الوجبات الشرقية والغربية، على حد تعبيره.

أما نور (22 سنة طالبة طب) فبعد أن اشترت أطلساً في التشريح ليساعدها في دراستها، راحت تقلب صفحات كتاب عن أسس التجميل ووضع الماكياج إلا أنها امتنعت عن شرائه عند اطلاعها على سعره البالغ 1000 ليرة سورية ( أي ما يقارب 20 دولاراً أميركياً). وتقول نور: «أعجبني الكتاب لكن موازنتي لهذا الشهر لا تكفي لشرائه... ربما أقتنيه في ما بعد».
ولا تعتقد الشابة أن تأجيلها شراء هذا الكتاب أو ذاك سيفقدها فرصة مغرية لتخفيض في الأسعار، فبرأيها «لا تختلف الأسعار كثيراً في المعرض عن خارجه». ويخالفها عمر اسكندرون (مدير دار نشر) الرأي فيؤكد وجود تخفيضات على أسعار الكتب أثناء المعرض، ويقول: «إدارة المعرض حددت نسبة لا تقل عن 20 في المئة كتخفيض على أسعار الكتب».

لكن ربما كان الدخل المحدود لمعظم الشباب السوريين هو ما جعلهم يجدون أسعار الكتب مرتفعة. يوضح ذلك خالد العاني مدير دار نشر عربية فيقول: «أسعار الكتب في سورية بالمقارنة مع بقية دول العالم جيدة ومعقولة، لكنها لا تناسب القدرة الشرائية للمواطن السوري في شكل كبير، لذا نسبة عالية من مبيعات الكتب تكون من نصيب السياح العرب والأجانب».

وفي موازاة الإقبال على الكتب المرتبطة بالتخصص الدراسي، كان لافتاً أن شباباً كثراً يفضلون شراء كتب عن مهارات استخدام الكومبيوتر والانترنت وتقوية اللغات الأجنبية. «الخبرة في هذا المجال شرط أساسي لمعظم الوظائف في سوق العمل المحلية والخارجية» يقول محمد عيسى الذي يعمل في دار متخصصة بالنشر باللغة الإنكليزية, مضيفاً: «إقبال الشباب شديد نحو الكتب المنشورة باللغة الأجنبية، حتى لمن لا يزال دون مرحلة الجامعة، فالقراءة بالانكليزية أصبحت رائجة». ويخص محمد أبناء «الطبقة المرتاحة» بهذا الوصف مشيراً إلى شباب ينتمون إلى أسر ذات دخل مرتفع.

الطلاب العرب والأجانب حاولوا التقرب من المجتمع السوري بالاطلاع أكثر على ثقافته من خلال كتب المعرض. روزا شابة بريطانية تدرس العربية في دمشق كانت تبحث عن كتاب عن الأمثال الشعبية. أما صديقها الأردني سعد فكان يتفحص سلسلة كتب عن القبائل في سورية. ويقول سعد (23 سنة) الذي يدرس الأدب العربي: «اكتشفت أنه من المحتمل وجود أقرباء لي هنا في سورية لا أعرفهم، أو أن هناك تشابهاً كبير في الأسماء».

في جناح آخر كانت حاجات الشباب المادية والمعنوية تتضح من خلال هدية اشتراها هادي لخطيبته، وهي نسخة من كتاب أعجبه عن «الرجل والمرأة في حياتهما الجسدية والعاطفية». ويوضح هادي (26 سنة) وهو موظف سبب انتقائه هذا الكتاب بأنه قد يساعده وخطيبته على مناقشة أمور «حان وقت الحديث عنها بالنسبة إلينا كشباب مقبلين على الزواج».

المعرض في دورته الثالثة والعشرين التي أقيمت في مكتبة الأسد، بلغ عدد عناوين الكتب المشاركة فيه 29 ألف عنوان بمشاركة 415 دار نشر، من 12 دولة عربية و9 دول أجنبية. رافق المعرض نشاط ثقافي تنوع بين لقاءات للجمهور مع المبدعين والنقاد، وندوات عن أعمال أدبية تحولت إلى أعمال تلفزيونية، إضافة الى توقيع كتب عدة صدرت حديثاً.

لينا الجودي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...