مقتل 11 أمريكياً والقاعدة تستعرض قواتها في الرمادي

19-10-2006

مقتل 11 أمريكياً والقاعدة تستعرض قواتها في الرمادي

عشية توقيع وثيقة مكة لوقف الاقتتال المذهبي بين العراقيين في مكة، أعلن جيش الاحتلال الاميركي، أمس، مقتل 11 جندياً في يوم واحد، فيما نظّمت قوات تابعة لتنظيم القاعدة استعراضاً للقوة في الرمادي، لإعلان ضمّها إلى الامارة الاسلامية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في منظمة المؤتمر الاسلامي قوله، إن المراجع الشيعية والسنية المشاركة في المؤتمر ستصل إلى مكة اليوم، فيما سيتم توقيع وثيقة مكة مساء الغد. وأوضح ان المبادرة ليست مؤتمراً ولا ندوة ولا نقاش فيها ولا جدال، ولا مفاوضات، فمداها الموضوعي يهدف إلى وقف الاقتتال المذهبي، وخلفيتها الدينية مؤسسة على نظرة إسلامية موحدة. ويتوقف الحدث على مجرد حضور المراجع ووجودهم معاً في مكة، وتوقيعهم الوثيقة التي جرى إعدادها من قبل المرجعيات السنية والشيعية في اجتماع عقد في مقر مجمع الفقه الاسلامي في جدة، في السابع والثامن من تشرين الاول الحالي.
وتنص الوثيقة على التأكيد على حرمة أموال المسلمين ودمائهم وأراضيهم والتأكيد على ضرورة المحافظة على دور العبادة
للمسلمين وغير المسلمين، والتمسك بالوحدة الوطنية الاسلامية. كما تدعو إلى إطلاق سراح المختطفين الابرياء، وكذلك الرهائن المسلمين وغير المسلمين. وتحث على أن يكون السنة والشيعة صفا واحداً من أجل استقلال العراق ووحدة ترابه. وتدعو إلى نبذ إطلاق الاوصاف المشينة على السنة والشيعة.
وكان المتحدث باسم منظمة المؤتمر الاسلامي التي ترعى الميثاق، عطاء المنان بخيت، أوضح أن هذه المبادرة تقتصر على جانب النزاع الطائفي لاخماد جمرته، باعتبار ان هذا النزاع بما ينطوي عليه من خلفيات دينية يكون عادة أكثر أنواع النزاعات دموية وعنفا. أضاف بخيت، في بيان نشر على موقع المنظمة على الانترنت إن الامر لا يتعلق بمبادرة للمصالحة بين العراقيين، بل يتعلق بوقف الاقتتال المذهبي بين السنة والشيعة.
ونفى مدير الإدارة السياسية في منظمة المؤتمر الإسلامي، مهدي فتح الله، في حديث لصحيفة الوطن السعودية، أن يكون هناك مشاركون من غير العراقيين في هذا اللقاء.
في هذه الاثناء، زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، النجف، حيث التقى كلا من المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني والزعيم الشيعي مقتدى الصدر، في منزليهما. وقال المالكي إن العديد من العراقيين تجاوبوا مع مبادرة ميثاق مكة لكن بعض القوى الشريرة وبقايا الصداميين والبعثيين يمارسون عمليات القتل والتهجير لكي لا يهدأ هذا البلد وسنقوم باجتثاثهم. أما الصدر فقال أنا أدعم كل المؤتمرات وكان الافضل عقد مؤتمر مكة في العراق.
يتزامن ذلك مع إفراج قوات الاحتلال عن مساعد الصدر البارز، الشيخ مازن الساعدي، وأربعة من مرافقيه، بطلب من حكومة المالكي.
ونقلت صحيفة الصباح العراقية شبه الحكومية، أمس، عن مدير إعلام ديوان الوقف الشيعي العراقي صلاح عبد الرزاق، الموجود في مكة حالياً، تأييد كل من السيستاني، والمرجعيين الشيعيين آية الله محمد اليعقوبي، وآية الله بشير النجفي وموافقتهم التامة.. ومباركتهم لهذه الوثيقة.
وفي الانبار، نقلت رويترز عن شهود أن عشرات من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة نزلوا إلى شوارع مدينة الرمادي في استعراض للقوة، فيما أذاعت مكبرات الصوت في مساجد المدينة بيانا لمجلس شورى المجاهدين يعلن انضمام المدينة للإمارة الإسلامية السنية التي أعلنها حلف المطيبين قبل أيام. المؤلفة من محافظات عربية سنية، برئاسة الأمير أبو عمر البغدادي.
في هذه الاثناء، أعلن الجيش الاميركي، في بيان، مقتل 11 جندياً بينهم جندي من المارينز في أعمال عنف متفرقة في بغداد وديالى أمس الاول، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الاميركيين في العراق، منذ مطلع الشهر الحالي، إلى نحو 70 جندياً.
وقد ارتفع المتوسط الشهري للقتلى من الجنود الاميركيين من 43 في تموز الماضي، إلى 65 في آب الماضي، ثم 71 في أيلول الماضي.
وفي وقت لاحق، أكد المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو، أن ارتفاع حصيلة القتلى الاميركيين لن تغير من سياسة الرئيس الاميركي بوش في العراق. وقال كلا، إن استراتيجيته (بوش) تقضي بالفوز. الرئيس يتفهم ليس فقط صعوبة ذلك، لكنه يحزن للاشخاص الذين خدموا ببسالة. لكن كما قال الجميع بوضوح، يجب أن نفوز. وهذا هو الثمن.
أضاف سنو لقد فكرنا في التقسيم... لكن قررنا لعدة أسباب أن هذا ليس خياراً حكيماً من اجل استقرار العراق والمنطقة، لأنه يقوض الحكومة، وايضاً يحقن الارهابيين. وأشار إلى ضرورة أن يتعاون الصدر مع المالكي من أجل لعب دور فعال في العراق.
وتزامناً مع ارتفاع الخسائر الاميركية، وافق وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، أمس الاول، على خطة غير معلنة لاستدعاء جنود الاحتياط في المارينز وإرسال الوحدات التي خدمت لجولة واحدة في العراق مجدداً إلى هناك، بدءا من العام .2008 وهي المرة الاولى التي يعاد إرسال فرق مارينز لجولة ثانية في العراق.
من جهة أخرى، أكد الوزير السابق جايمس بيكر في مقابلة تلفزيونية، أمس الاول، على استقلالية تقرير اللجنة التي يرأسها لبحث البدائل لسياسة واشنطن في العراق. وقال يعلم الجميع مدى قربي من أسرة بوش. لكن إذا كان لتقريرنا أن يساوي شيئا فينبغي أن يكون مستقلا ويتعين أن نقدمه كما هو. كما أكد نائب بيكر في رئاسة اللجنة، العضو الديموقراطي السابق في مجلس النواب لي هاميلتون، أنه سنكتب تقريرنا بأنفسنا. لن يكتب في البيت الأبيض ولا الكونغرس ولن يعرض على أحد لتعديله أو تغييره.
وكان بيكر قال أمام مجلس هيوستون للشؤون العالمية، أمس الاول، من أنه لا يوجد حل سحري للوضع في العراق. انه أمر صعب جدا جدا.
قتل خمسة عراقيين بينهم ثلاثة جنود، فيما جرح نحو 10 آخرين في مناطق متفرقة من العراق، مع الاعلان عن اعتقال ثمانية إرهابيين ونحو 22 مشتبهاً فيهم.
توسط وجهاء عشائر لفرض هدنة من 20 يوماً بين العراقيين المتقاتلين من السنة والشيعة في بلدة بلد شمالي بغداد، بعد خمسة أيام من الاقتتال المذهبي الدامي الذي أسقط نحو 100 قتيل فيها.
في هذه الاثناء، حمّل وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري قوات الاحتلال مسؤولية تردي الاوضاع الامنية في البلاد، في تصريح غير مألوف منه لوكان أصدقاؤنا استمعوا إلينا، لما كنا وصلنا إلى حيث نحنا اليوم، موضحاً انه يعني بالاصدقاء الاميركيين، التحالف، البريطانيين.
من جهة أخرى، دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني إيران، لأن تكون جزءاً من الحل في العراق، وتساهم في استتباب الاوضاع فيه.
من جهته، قال الرئيس العراقي جلال الطالباني لهيئة بي بي سي البريطانية، إن العنف في العراق سيتوقف في غضون أشهر قليلة في حال انضمت طهران ودمشق إلى الجهود الرامية إلى إعادة الإستقرار.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...