ملفات إيرانية ـ أميركية على «الطاولة النووية» في جنيف
تشهد العاصمة السويسرية جنيف اليوم السبت، اول لقاء »نووي« اميركي ايراني، هو ايضا الارفع مستوى بين طهران وواشنطن منذ الثورة الاسلامية قبل ٣٠ سنة، حيث يشارك المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز، في لقاء يضم مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي ومنسق السياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا مع مندوبي الدول الكبرى، وهو ما اعلنت واشنطن امس انه يمثل خطوة تؤكد تحولا سياسيا تتبعه »منذ بعض الوقت«.
وتشكل مشاركة بيرنز انعطافة مهمة في موقف ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، بعدما كانت ربطت مشاركتها في اي مفاوضات متعددة الطرف مع ايران، بأن تعلق طهران مسبقا تخصيب اليورانيوم، علما بأن واشنطن تصنف ايران على انها حجر الزاوية في مفهومها لدول »محور الشر«.
وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، التي سيقدم لها بيرنز الاثنين المقبل تقريرا حول المحادثات، التحول الاميركي، قائلة »انها اشارة واضحة للعالم اجمع على اننا كنا جادين بشدة بشأن النهج الدبلوماسي، وسنستمر في ذلك«. وأضافت ان »قرار ارسال مساعد وزير الخارجية وليام بيرنز هو تأكيد للسياسة التي اتبعناها مع حلفائنا الاوروبيين.. منذ بعض الوقت«.
ورأت رايس أن »الرسالة التي نوجهها مفادها اننا ندعم بشكل كامل الطريق التي يمكن أن تختارها إيران لتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي.. هي رسالة تلقى الدعم الكامل من الاميركيين.. وقلنا بشكل واضح ان اي بلد يمكن ان يغير موقفه«. لكنها أكدت »من الضروري ان يكون واضحا للجميع ان الولايات المتحدة تضع شرطا لفتح مفاوضات مع إيران وهو لم يتغير: تعليق يمكن التحقق منه لنشاطات تخصيب اليورانيوم ومعالجته«.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي ان بلاده لن تجري مفاوضات مع إيران قبل ان تتخلى عن تخصيب اليورانيوم. وذكرت صحيفة »صباح« التركية، ان انقرة استضافت امس الاول اجتماعا سريا ضم ١١ مستشارا أمنيا من حلف شمال الأطلسي، أكد خلاله هادلي »لم نوقع على اتفاق سري مع إيران.. بيرنز سيعرض جهودنا الدبلوماسية، ولن يتفاوض«.
إيرانيا، رحب وزير الخارجية منوشهر متكي بالمشاركة الاميركية. وقال خلال زيارته الى انقرة »آمل ان ينعكس هذا التقدم ايضا في مضمون المشاورات«، مشيرا الى »تحول اميركي رسمي إيجابي«. كما اعلن انه يمكن اجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن فتح مكتب لرعاية المصالح الاميركية في طهران وإطلاق خط جوي مباشر بين البلدين، وهو ما ايدته سريعا وزارة الخارجية الاميركية، لكنها اوضحت ان محادثات السبت هي فقط للاطلاع على الرد الايراني على رزمة الحوافز.
وقبيل مغادرته طهران، قال جليلي، الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني، انه يأمل في »مفاوضات جيدة وبناءة«. وعلق جليلي على مشاركة بيرنز قائلا »بأسلوب بناء وبتجنب الاخطاء السابقة، فإننا بالتأكيد يمكننا ان نجري مفاوضات جيدة وبناءة«. وأضاف »المهم من وجهة نظرنا هو بأي توجه يشارك الطرف الآخر في المفاوضات. نوع التوجه أهم من المشاركين«.
وكان مسؤول إيراني اعتبر ان محادثات جنيف التي ستجري في »اوتيل دو فيل«، »ستكشف مصير المفاوضات. إما ان تستمر المفاوضات بعد هذه الاجتماعات، أو تتوقف بالكامل«. وأضاف ان جليلي لديه تفويض كامل في هذا اللقاء »الحاسم« من مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، والرئيس محمود احمدي نجاد، لاتخاذ أي قرار في المحادثات.
وأكد آية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران، ان بلاده ستظهر نية حسنة في جنيف اذا تبنى محاوروها الموقف ذاته. لكنه نبه الى انه في حال مارست الولايات المتحدة او اسرائيل »نفوذهما« كما في الماضي، فإن المباحثات »ستكون عقيمة«.
وتطرق خاتمي الى الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، قائلا ان »الانتصار الذي حققه حزب الله كان هزيمة مذلة للكيان الصهيوني«. واعتبر ان العديد من العقد السياسة في لبنان تمت تسويتها »من خلال تدبير حزب الله وبالتــعاون مع المجــموعات الأخرى«، واصفا عملية تبادل الأسرى والرفات مع إسرائيل »بالانتصار الكبير« للحزب.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد