من الهدف التالي لأمريكا : إيران أم سوريا أم السعودية

06-05-2006

من الهدف التالي لأمريكا : إيران أم سوريا أم السعودية

ما هو البلد الذي سوف يكون الهدف التالي في قائمة ماتطلق عليه أمريكا دول محور الشر ، والدول الراعية للإرهاب .. وذلك في " الحرب على الإرهاب " الجارية حالياً !!..وهل ياترى النفط والمال هما السبب المهيمن على خطط أمريكا في شن الحرب على أفغانستان والعراق وربما .. البقية القادمة ؟ وإذا كان ذلك ظاهرياً فهل هناك أجندة خفية غير معلنة في " الحرب على الإرهاب " إذاً أقرأ ..جيداً .. ثم قيم الحيثيات .. و قرر ..
• أفغانستان :  كان الهدف الرئيسي المعلن في أول الأمر بواسطة أمريكا وحلفاءها ، يتمثل في ضرورة إلقاء القبض على أسامة بن لادن ، باعتباره المسئول عن هجمات الحادي عشر من أيلول 2001م ، والقضاء على شبكة تنظيمه المسلح ( القاعدة ) ، هذا وبالفعل ، فقد قامت الولايات المتحدة ، وبريطانيا بنشر أعدادٍ  من القوات والعتاد العسكري في المنطقة – والجدير بالملاحظة : أن عملية نشر القوات كذلك ، فقد بدأت عملية غزو أفغانستان .. قبل أسابيع من تاريخ حدوث هجمات أيلول .. ويمكن أن يتضح ذلك بجلاء لكل من يتتبع بدقة التسلسل الحقيقي للأحداث والوقائع .. من خلال التغطيات الإعلامية في فترة ما قبل الحادي عشر من أيلول .. إضافة إلى الكثير من السجلات الرسمية التي تؤكد ذلك ..
إن علاقة " العلة والمعلول " ، التي بين هجمات أمريكا – بريطانية على الشرق الأوسط من جهة ، والهجمات الانتقامية التي حدثت في الحادي عشر من أيلول عام 2001 من الجهة الأخرى ، قد تم عكسها وقلبها رأساً على عقب تماماً في عقول وإدراك العامة ، وذلك بواسطة تأثير الحملة السياسية ، والبروباغاندا الإعلامية التي تمت على نحو لم يسبق له مثيل في تاريخ الديمقراطية الغربية .
و بعد كل ذلك : أسامة بن لادن لم يتم العثور عليه !! ، وتنظيم القاعدة ظل ناشطاً بقدر كبير داخل وخارج أفغانستان !! وأمراء الحرب الأفغان .. أصبحوا أكثر قوة عما كانوا عليه في السابق !!
والفائدة الوحيدة ، التي برزت حتى الآن بوضوح دون غيرها ، هي مشروع خط أنابيب النفط ، الذي تهيمن عليه أمريكا ، والذي تم تخطيطه وإعداد مخططه التفصيلي منذ عام 1998م ، وبشكل ملفت للنظر أن موافقة الحكومة الأفغانية الجديدة التي صممها الأمريكيون .. كان فورية على نحوٍ مثيرٍ للجدل !! .
• العراق : كانت أمريكا وحلفاءها يتذرعون بضرورة غزو العراق من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل ، التي بحوزة صدام حسين ، وتجريده منها ، هذا وقد قامت أمريكا وحلفاءها بشن الحرب ضد العراق ، قبل أن تكتمل عملية الغزو ،تبين تماماً عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق ، وكل ما تحقق هو : عملية تغيير النظام ، هذا وتشير المعلومات المؤكدة إلى أن أمريكا قد خططت لغزو العراق منذ نيسان 2001م ، أي قبل ستة أشهر من هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001م ، وكانت ثمة إشارة رسمية تضمنت ضرورة غزو العراق من أجل تدعيم وتعزيز سبيل الغرب في الوصول إلى النفط العراقي ، ثاني أكبرمصدر عالمي ..كذلك ، فالمستفيدون الوحيدون حتى الآن هم مدراء المنشآت النفطية الأمريكية ، والتي أصبحت تسيطر على معظم الصناعات والأنشطة المربحة ، والموارد الطبيعية ، إضافة إلى أثرياء السياسيين الأمريكيين الذين يمسكون بدقة الأمور في البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون .. والذين أصبحوا أكثر ثراء بعد أن قدمت لهم المنشآت والشركات النفطية الكبيرة في أمريكا .. الكثير من التمويل .. كذلك ، فقد تم قتل عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين الأبرياء ، معظمهم من النساء والأطفال وذلك بما يعادل أضعاف العدد الذي تم قتله بواسطة هجمات الحادي عشر من أيلول ..
• إيران : وتمثل ما يشبه الساندويتش بين العراق وأفغانستان ، خاصة وأنها أصبحت تقع في جوار دول أغلبيتها واقعة تحت سيطرة الولايات المتحدة وأبرزها : العراق من جهة الغرب ، أفغانستان من جهة الشرق ، إضافة إلى تركيا وأذربيجان من جهة الشمال وباكستان من جهة الجنوب ، وهي جميعاً يربطها تحالف استراتيجي قوي مع الولايات المتحدة ، إضافة إلى الخليج العربي والذي أصبح مستودعاً للسفن العسكرية الأمريكية .. هذا وتمتلك إيران حالياً واحداً من أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم ، ويمثل احتياطي الغاز الطبيعي الإيراني وحده حوالي 40%من إجمالي الاحتياطي العالمي . وحالياً استطاعت الولايات المتحدة تجميع قوة عسكرية كبرى في المنطقة ، وذلك بما يكفي لقيام أمريكا باحتلال كل المنطقة .. كذلك على خلفية المسألة النووية الإيرانية ، وبنفس الطريقة التي طبقتها أمريكا وحلفاءها على العراق ...
فقد طلبوا من إيران .. أن تثبت العكس . أي تثبت بأنها لاتسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل .. وهو طلب مستحيل .. لأن الصحيح أن يتم التفتيش بواسطة المجتمع الدولي .. لإثبات ذلك ، لذلك فإن وضع الطلب بهذه الطريقة أمام إيران .. لا بد أن يكون الهدف منه خلق ذريعة مسبقة .. من أجل الاعتداء وشن الحرب على إيران .. هذا ، وتجدر الإشارة إلى أن إيران قد سبق واتهمت عملاء للحكومة البريطانية بتنفيذ هجمات إرهابية في العراق ، وقد ردت الحكومة البريطانية زاعمة ضلوع الإيرانيين بدعم المتمردين العراقيين ضد سلطة الاحتلال .. إلا أن الحكومة البريطانية عادت وذكرت مرة أخرى بأنها تمتلك دليلاً واضحاً على ذلك .
• سوريا : تقع سوريا في واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم ، إضافة إلى توافر احتياطي نفطي عظيم الفائدة تحت أراضيها ، وهي أصغر حجماً من أفغانستان وإيران والعراق ، الأمر الذي يجعل بعض القوى الكبرى تظن بأن سوريا سوف تكون هدفاً سهلاً لأطماع الغزو والاحتلال كذلك ، هناك رأي يقول بضرورة مهاجمة سوريا قبل إيران .. وبناء على ذلك فقد ربطت الإدارة الأمريكية نواياها تجاه سوريا بنواياها تجاه إيران ، بحيث كونت مجموعة عمل إيران سوريا
      (IRAN-SYRIA Action Group) (ISAG)  ، ويبدو أن الإدارة الأمريكية سوف تعتمد على     جعل العراق مجالاً للتركيز الرئيسي لتمركزها العسكري في المنطقة .
• السعودية : اتهمت وكالة المخابرات الأمريكية المملكة العربية السعودية ، باعتبارها تمثل مصدر الدعم الرئيسي لشبكة تنظيم القاعدة ، إضافة إلى أن أسامة بن لادن ومعظم الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001م هم من مواطني المملكة العربية السعودية ، هذا ، وقد حذرت الولايات المتحدة الحكومة السعودية مسبقاً ، بأنها قد تلجأ إلى اتخاذ ما يمكن أن تراه مناسباً ، إذا استمر " تدفق الدعم " للإرهابيين من السعودية .. هذا وحتى الآن ماتزال السعودية تمثل المصدر الأكبر للنفط في العالم .
• السودان : ظل السودان مستهدفاً لفترة طويلة بواسطة الحكومات الأمريكية ، وهناك ضغوط وعقوبات أمريكية مستمرة على السودان ، وذلك منذ مطلع التسعينات ، إضافة إلى دعم الإدارة الأمريكية لفرض العقوبات على السودان منذ محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في منتصف التسعينيات ، كذلك ماتزال أمريكا وحلفاءها الغربيين تنشط في دعم المتمردين السودانيين الذي يخوضون أربعة حروب أهلية ، في الجنوب ، وفي دارفور ، وفي شرق السودان وفي منطقة جبال النوبة بوسط السودان ، وقد أصدر الكونغرس محاسبة السودان ، .. وغيرها .
كذلك نجحت الإدارة الأمريكية في بناء تحالف عسكري أمني يضم الدول المجاورة للسودان ، ومن أبرزها ، اريتيريا ، تشاد ، كينيا ، و أوغندا ، وسابقاً كان ذلك يتم بقيادة مصر .
وحالياً ، هناك تحركات عسكرية وقواعد عسكرية أجنبية : أمريكية اسرائيلية في اريتريا ، وأمريكية فرنسية في تشاد .. فهل ياترى سوف يكون السودان ، هدفاً للغزو في حالة فشل مخطط التقسيم ، وذلك على خلفية المخزونات النفطية في الوسط والجنوب ، ومخزون اليورانيوم الأكبر في العالم بدارفور .. والذي تقول التقديرات أنه يبلغ 6 مليون طن على الأقل ..
• كوريا الشمالية : يمتد قوس العداء الأمريكي ، والذي تسميه الإدارة الأمريكية بـ ( محور الشر (
بمايضم : إيران ، العراق ، كوبا ، كوريا الشمالية ، سوريا ، والسودان وأفغانستان .. هذا ، وكثير ما ادعى البيت الأبيض الأمريكي ، بأن كوريا الشمالية تقوم بتطوير ترسانة أسلحة نووية .. من أجل استخدامها في تهديد أمريكا وحلفائها .. ولكن نلاحظ في حالة التعامل مع الأزمة الكورية بأن الأمريكيون وحلفاءهم ..ظلوا يتفادون تطوير لغة المواجهة العسكرية !! فهل ياترى يعود السبب إلى أن كوريا الشمالية تمتلك بالفعل قدرات نووية وتعمل على تطويرها  أم غير ذلك .. أم ترى بأن الأمر يعتمد على المفاجأة التي يمكن حدوثها على خلفية تعزيز أمريكا لأساطيلها النووية في منطقة الباسفيكي وشرق آسيا على نحو غير مسبوق ..

 

الجمل : قسم الترجمة
المصدر : ذا ديبيت أورغ ( بتصرف )


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...