من غزة إلى لبنان : إسرائيل تستدعي عزرائيل
هاجمت إسرائيل مطار بيروت الدولي وقناة تلفزيون المنار الناطقة باسم حزب الله يوم الخميس وقتلت 22 مدنيا في غارات جوية على جنوب لبنان موسعة هجوما على لبنان بعد يوم من أسر مقاتلي الحزب جنديين إسرائيليين في غارة عبر الحدود وقتلهم ثمانية آخرين. ورد حزب الله على "المجازر" بإطلاق 60 صاروخا على نهاريا في شمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي ان صواريخ الكاتيوشا أطلقت على مدينة في شمال إسرائيل وان مدنيا قتل. وهذه المواجهات هي الأعنف بين لبنان وإسرائيل منذ عام 1996 عندما كانت إسرائيل تحتل قسما من جنوب لبنان. وتزامنت مع هجوم إسرائيلي موسع على قطاع غزة بعد أن أسر نشطون فلسطينيون جنديا إسرائيليا في غارة عبر الحدود يوم 25 يونيو حزيران.
وقال شهود عيان ومصدر امني ان مروحية اسرائيلية أطلقت يوم الخميس صاروخا على مبنى تلفزيون المنار التابع لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت مما أسفر عن إصابة ستة وإلحاق أضرار بسيطة بمقر التلفزيون. وقال رئيس التلفزيون إن أحد الجرحى من العاملين بالقناة التلفزيونية. ووقع الهجوم في حي حارة حريك الذي يضم المكاتب الإعلامية ومراكز القيادة لحزب الله. وجاءت الغارة بعد ساعتين على مهاجمة الطائرت الاسرائيلية مدرجين في مطار بيروت الدولي موسعة هجماتها على لبنان بعد يوم من هجمات لحزب الله اسفرت عن اسر جنديين اسرائيليين ومقتل ثمانية.
وقالت مصادر امنية لبنانية ان الطائرات الاسرائيلية قصفت بستة صواريخ على الأقل مطار رفيق الحريري الدولي وطريقا قريبا متسببة في إغلاق المطار وتحويل مسار الرحلات الجوية إلى مطارات قريبة في الشرق الأوسط.
ولم يصب مبنى المطار او أي من الطائرات ولم يتضح على الفور مدى الضرر الذي أصاب المدرجين.واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الهجوم على المطار. وجاء الهجوم في اعقاب غارات جوية فجرا على أهداف في قرى بجنوب لبنان أودت بحياة ما لا يقل عن 22 مدنيا وأصابت عشرات المدنيين بجراح حسبما قالت مصادر أمنية. وكان من بين القتلى عشرة أشخاص من عائلة واحدة في قرية الدوير وسبعة أشخاص من عائلة أخرى في قرية بافليه. وجاء في بيان لحزب الله "ردا على المجازر بحق المدنيين في الجنوب والاعتداءات على البنى التحتية قصفت المقاومة الإسلامية مستعمرة نهاريا في شمال فلسطين المحتلة بستين صاروخا". وتوعدت إسرائيل يوم الأربعاء برد قاس على هجمات حزب الله التي أسر فيها جنديان إسرائيليان وقتل ثمانية آخرون على يد الجماعة المدعومة من سوريا. وقال بيان أصدره مجلس الوزراء الاسرائيلي برئاسة ايهود أولمرت بعد اجتماع طاريء ان اسرائيل تحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن الهجمات واعادة الجنديين المخطوفين سالمين.
وقبل مهاجمة نهاريا قال حزب الله انه أطلق قذائف مدفعية وصواريخ على ثلاثة مراكز قيادة في شمال إسرائيل وهاجم مواقع حدودية إسرائيلية في وقت مبكر يوم الخميس.
وكانت موجات من الغارات الجوية الإسرائيلية أصابت 12 جسرا ومواقع يشتبه أنها لحزب الله فقتلت اثنين من المدنيين اللبنانيين ومقاتلا من حزب الله وقطعت اتصالات الخطوط الهاتفية الأرضية بين بيروت وجنوب لبنان. وزاد القصف من البر والبحر الدمار في شبكة الطرق بجنوب لبنان.
ومن شأن الانتقام الإسرائيلي ان يزيد من الضغوط المحلية على حزب الله الذي رفض نزع سلاحه وفق ما يقضي به قرار للأمم المتحدة صدر عام 2004 ومن الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية التي يقودها ائتلاف معاد لسوريا لاتخاذ إجراء في هذا الشأن.
وهجوم حزب الله الجريء عبر الحدود أعاده إلى واجهة صراع الشرق الأوسط بعد ان انزل أقسى خسائر عانتها إسرائيل على حدودها الشمالية منذ انسحابها من جنوب لبنان عام 2000 دافعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نحو أزمة ثانية بسبب جنود إسرائيليين في الأسر.
وأشارت إسرائيل الى ان هجومها على لبنان لن يخفف الضغط عن غزة وشنت غارة جوية إسرائيلية دمرت خلها مكتب وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار. وقال مسؤولون امنيون فلسطينيون انه لم يصب احد بسوء في الغارة الليلية على مبنى وزارة الخارجية الفلسطينية في مدينة غزة.
وقال المسؤولون ان غارة جوية أخرى قرب بلدة دير البلح في وسط قطاع غزة أودت بحياة مقاوم في الجهاد الإسلامي وأصابت مسلحا آخر بجراح.
وقتلت إسرائيل في قطاع غزة يوم الأربعاء 24 فلسطينيا على الأقل بينهم تسعة أفراد من عائلة واحدة في ضربة جوية دمرت مبنى سكنيا من ثلاثة طوابق وقالت ان كبار قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا مجتمعين فيه. والزهار احد قادة حركة حماس التي تولت الحكم في المناطق الفلسطينية بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في يناير كانون الثاني.
وقال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله ان الجنديين اسرا لاجبار اسرائيل على اطلاق سراح سجناء.
وقال نصر الله في مؤتمر صحفي في بيروت ان الهجمات الاسرائيلية لن تقود الى اطلاق سراح الجنديين "ما جرى اليوم هو حقنا الطبيعي وهذا هو الطريق الوحيد المنطقي الموجود لاطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال."
غير ان إسرائيل تقول ان هجوم حزب الله عمل من أعمال الحرب وأنها لن تبادل سجناء بالجنود المخطوفين في غزة ولبنان.
وقال جدعون مئير المسؤول الرفيع بوزارة الخارجية الإسرائيلية لرويترز "لا ينبغي التفاوض مع منظمات إرهابية."
وكانت اخر عملية تبادل أجراها حزب الله عام 2004 عندما بادل رجل أعمال إسرائيليا ورفات ثلاثة جنود مع أكثر من 420 عربيا في السجون الإسرائيلية في صفقة تمت بواسطة المانيا.
وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان حكومته لم تكن على علم بهجوم حزب الله ولا تتبناه او تقر بالمسؤولية عنه. وأدان البيت الأبيض هجوم حزب الله والقى اللوم على سوريا وايران اللتين تدعمان الجماعة. لكن سوريا قالت ان إسرائيل تتحمل مسؤولية الغارة التي شنها حزب الله ووقع فيها جنديان إسرائيليان في الأسر.ولم يتوغل الجنود الإسرائيليون في الاراضي اللبنانية منذ ان انسحبوا من الجنوب قبل ستة أعوام عقب مواجهات مع حزب الله استمرت 18 عاما.
المصدر : رويترز
إضافة تعليق جديد