من قال إن الأمور المضجرة... مضجرة؟

10-10-2010

من قال إن الأمور المضجرة... مضجرة؟

 هل تساءلتم يوماً عن الطريقة الأفضل لترتيب ربطات العنق، أو تأملتم في جمال أسقف مرائب السيارات؟ وهل دققتم في جاذبية الألعاب الإلكترونية التي تسمح للاعبين بمحاكاة سائقي شاحنات؟ هل وجدتم إجابة عما إذا كان طعم الحليب المعلّب يختلف من متجر لآخر؟
قد يبدو للبعض، أو ربما للكثيرين، أن تلك أسئلة «غير مهمة أو غير منطقية». لكنها بالنسبة للبريطاني جيمس وارد، الملقّب بـ«رئيس مجلس إدارة الضجِرين»، تستحق عقد مؤتمر لبحثها.
وتستضيف لندن في كانون الأول المقبل المؤتمر الأول من نوعه، بحيث يكرّس بالكامل «من أجل دفع قيود المعرفة الإنسانية بعيداً، حتى حدود الأمور المضجرة».
قصة «مؤتمر الأمور المضجرة 2010»، الذي يشارك فيه 25 خبيرا، بدأت بمزحة، وكرد على مؤتمر يعرف باسم «مؤتمر الأمور الممتعة 2010»، الذي انتشر في نيويورك وفانكوفر ولندن.
وكان يفترض بوارد (29 عاما) وهو مدير توزيع أقراص مدمجة، أن يشارك في مؤتمر لندن للأمور الممتعة. كان متحمساً جداً للفكرة، قبل أن يعلن عن إلغاء المؤتمر اللندني «الممتع». شعر بالإحباط، وكتب على موقع «تويتر» مازحاً، انه سيكون ممتعاً لو يجمع خبراء لمناقشة أمور «غريبة» تبدو مضجرة. «لم أكد جدياً»، قال «لكنني تلقيت العديد من الردود بأن الفكرة جيدة، إلى أن أحسست بأنني صرت مجبراً على عقد مثل هذا المؤتمر. وحصلت على تجاوب من 25 خبيراً».
مشاركة المؤرخ الثقافي البريطاني جو موران، وكاتب السيناريو جون رونسون، الذي كتب سيناريو فيلم «الرجل الذي يحدّق في الماعز»، دليل على تنامي شعبية الأمور «غير الاعتيادية»، حيث بات يتم الاحتفاء بالاختراعات الغريبة، وتمنح جوائز «نوبل بديلة».
ومن بين المواضيع التي يناقشها «مؤتمر الأمور المضجرة 2010»، «تاريخ الغبار»، و«الغاية من آلات البيع المسبق الدفع». كما يعتزم القيمون على المؤتمر تنظيم لعبة «سوليتير» يشارك فيها المؤتمرون ويبحثونها.
كما سيتعلّمون ترتيب ربطات العنق بناء على الألوان، والنسيج، والسماكة، والتصميم. وسيتعرّف المؤتمرون الى «مؤشر الذكاء». كما يبحثون عن «أفضل الأماكن لشحن بطاريات الهاتف الخلوي في مبنى حكومي»، وعن «الكلفة التي يتكبدها دافعو الضرائب عندما يشحن أحدهم حاسوبهم في المكتبات».
ويعد هذا المؤتمر أحدث «غرائب» وارد. فقد سبق للرجل أن شارك في تأسيس «نادي القرطاسية»، المشابه لـ«نادي الكتاب»، لكن حيث يلتقي الأعـــضاء للحديث عن نوعية كرة الحبر في قلم الحبر من طراز معين، أو نوعية الورق في دفتر ملاحظات.
وقد عقد هذا النادي، في وقت سابق من العام، حفلاً للاحتفال بالذكرى الثلاثين لاختراع «البوست ات»، تلك الأوراق الصفــــراء الصغيرة التي نستخدمها لكتـــابة الملاحظات وهي قابلـــة للصق.
وقال وارد «لا أريد أن يشعر الناس بالضجر. لكنني أريد أن أثبت أن الأمور التي تبدو مضجرة تصبح أكثر إثارة للمتعة كلما منحـتها الانتباه».
وكان «مؤتمر الأمور الممتعة» بحث في 2009 «عن معنى أن تكون كوووول»، و«كيف تحسن نوعية قصصك»، و«لماذا يبرع بعض الكتاب»، و«كيفية ابتكار أيقونات وصور ترضي الجمهور»، «وتعلّم قول نعم».


(عن «الاندبندنت»)

التعليقات

شكرا لمنظمي مؤتمر الأمور الضجرة...فقد نبهوني إلى ضرورة الاستمتاع بالروتين المضجر للمعاملات في مديريات الدولة..أو انتظار الدور الطويل عند تقديم شكوى لفاتورة الهاتف الأرضي..والاستمتاع حقا بانتظار وسيلة المواصلات لتأتي ونحن واقفون تحت أشعة الشمس بأشهر الصيف..بل حتى الاستمتاع بمشاهدة أطفالنا الضجرين وهم ينتظرون عودة الكهرباء ليكملوا حلقة فيلم الكرتون الذي انقطع بدون سابق إنذار....كم نحن في نعيم ولا نشكر ....ودمتم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...