من هي الشركات التي تستخدمها المخابرات الأمريكية كواجهة لأعمالها؟

02-03-2007

من هي الشركات التي تستخدمها المخابرات الأمريكية كواجهة لأعمالها؟

الجمل:   استطاعت وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)، توظيف مزايا الانفتاح الاقتصادي وحرية الحركة والعمل التي يتسم بها النظام الرأسمالي، واستطاعت هذه الوكالة التغلغل في معظم بلدان العالم، عن طريق استخدام الشركات الأمريكية والغربية، كغطاء وواجهة لأنشطتها الاستخبارية.
قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإنشاء مئات الشركات، وأيضاً بشراء الكثير من الأسهم في شركات المساهمة العالمية والدولية الطابع.
من أبرز الشركات التي أنشأها المخابرات الأمريكية تجد شركة طيران بان آم (Pan Am)، وهي الشركة التي اتهمت ليبيا بالقيام بإسقاط إحدى طائرات في مدينة لوكربي الاسكتلندية، كذلك تتغلغل المخابرات الأمريكية في شركات الموز العاملة في أمريكا اللاتينية، وفي الكثير من شركات النقل والأسلحة والخدمات التجارية والمالية.
استخدام شركات الواجهة، ذات النشاط العالمي الدولي والعابر للحدود لم يعد حكراً على المخابرات الأمريكية، فقد انتقلت عدوى ذلك إلى:
• المخابرات البريطانية، والتي أنشأت الكثير من الشركات في الهند وكينيا وغانا ونيجيريا وباكستان واستراليا وكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا.
• المخابرات الفرنسية، وأنشأت الكثير من الشركات وبالذات في المغرب العربي، والسنغال، وساحل العاج، وأفريقيا الوسطى وتشاد، وعلى الأغلب في بعض الدول العربية التي تقدم التسهيلات لفرنسا والفرنسيين وشركاتهم.
استخدام شركات الواجهة يوفر لأجهزة المخابرات الغربية الآتي:
- الحصول على الأموال التي تدعم ميزانية هذه الأجهزة دون الحاجة إلى مطالبة السلطات بالمزيد من الأموال والنفقات.
- مقر الشركة في البلدان الأجنبية يمكن أن يستخدم كمقر لـ(محطة) الأنشطة الاستخبارية، وأيضاً فإن استخدام أجهزة الاتصال الموجودة في مقر الشركة قد لا يثير أي ريبة أو شكوك.
- الوضع القانوني والنظامي للشركة يوفر الغطاء القانوني والنظامي لتحرك عناصر الاستخبارات الأجنبة بحرية مطلقة داخل البلد المضيف للشركة.
- الشركة باعتبارها تمثل شخصاً اعتبارياً وكيان قانوني تقوم بمرور الزمن بعملية اختراق واسعة لشبكة العلاقات العامة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلد المضيف، بحيث تكون قدرتها أكبر في تجميع المعلومات المختلفة تحت ذرائع الاستثمار والتجارة.
من أبرز الأمثلة المعاصرة لشركات الواجهة، نجد شركة (Brewster Jenningc and Associates) والتي انشكف أنها إحدى شركات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وقد تم إنشاء الشركة في منتصف حقبة تسعينيات القرن الماضي، أي قبل 12 عاماً تقريباً.
في عام 2003 كتب الصحفي الأمريكي روبرت نوفاك ضمن عموده قائلاً بأن زوجة ويلسون (واسمها فاليري بالمي) قد قامت بدفع مبلغ 1000 دولار إلى غوري، وذلك ضمن معاملاتها كموظفة في شركة بريوستر جينينغس، وأشار إلى أن الشركة تتبع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأن السيدة فاليري بالمي تعمل في وظيفة ضابط بإدارة العمليات السرية التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وأشار الصحفي الأمريكي بأن هذه المعلومات قد وصلت من ريتشارد أرميتاج- المسؤول الأمريكي الكبير السابق عن شؤون آسيا في البيت الأبيض الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية.. ومن يومها انكشفت هوية فاليري بالمي وانكشف أمر الشركة، واستغلت فضيحة سلوتر ليبي، وقد تبين أن الفضيحة كانت عقاباً للسفير الأمريكي السابق ويلسون زوج فاليري بالمي، وذلك بسبب كشفه لفضيحة محاولة المحافظين الجدد القيام بعملية شراء وهمية من دولة النيجر، إلى نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك لتضليل الرأي العام الأمريكي والعالمي بأن النظام العراقي يملك اليورانيوم، ويعمل على تطوير أسلحة الدمار الشامل.
الكثير من أسرار شركة برويستر جينيغس سوف تكشف عنه محاكمة سكوتر ليبي الجارية حالياً، وتفيد المعلومات الأولية عن تورط هذه الشركة في الكثير من مناطق الشرق الأوسط، وبأن كشف معاملات هذه الشركة سوف يشير إلى عدد من الشركات والبيوتات التجارية الشرق أوسطية، وأيضاً إلى الكثير من (الوجهاء) العرب والذات في منطقة الخليج، والأردن.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...