منتدى المستقبل خلافات على تأميم الإصلاح وفلسطين والعراق
تحركت الدول العربية ومجموعة الثماني في خطين متوازيين حيال القضايا التي ناقشها منتدى المستقبل في الأردن المنعقد يوم أمس الجمعة، إذ قدّمت دول المنطقة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على مشاريع الإصلاح الغربية، فيما أصر معظمها على عقد مؤتمر دولي لتحريك هذا المسار المتعثر منذ ست سنوات.
ولم يخل المنتدى الثالث الذي عقد على شاطئ البحر الميت بمشاركة ثلاثين دولة من سجالات لا سيما ما ورد في كلمتي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا.
الوزير السعودي رفض فرض "نماذج إصلاح جاهزة" معتبرا أنها "قادت إلى حروب وصراعات"، في إشارة إلى العراق.
وشدّد على ضرورة أن "ينبع الإصلاح من الداخل في إطار الثقافة السعودية ومبادئ الشورى والشريعة الإسلامية على نحو متدرج يضمن الإدامة ويحافظ على تماسك المجتمع".
إلى ذلك جادل الأمير الفيصل أن موقف الغرب حيال الصراع العربي-الإسرائيلي "يؤثر على صدقيته" مذكرا بأن فلسطين تشهد "أكبر انتهاكات لحقوق الإنسان في العالم".
في كلمتها ردّت رايس أن إدارة جورج بوش كانت الأولى في "طرح حل الدولتين". وزادت، "نحن معنيون بقيام دولة جهدا لتحقيق ذلك" مذكرة بجولتها الخميس في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
بينما وافقت الموقف السعودي المتصل بتأميم الإصلاح، طالبت رايس مع ذلك بوجود "إرادة لإنشاء مؤسسات وأدوات" وصفتها بأنها ضرورية للإصلاح.
واضافت: "نحن نريد أن نساعد وفق ظروف كل بلد. نفعل ذلك بتذلّل وتفّهم وإرادة طيبة".
رئيس وزراء الاردن معروف البخيت أكد أن "تسوية القضية الفلسطينية يشكل مفتاح حل جميع قضايا المنطقة".
وحذر البخيت في كلمة الافتتاح من أن "غياب الحل العادل والشامل للصراع العربي الاسرائيلي يضعف القوى المعتدلة ويقوي دعاة العنف والتطرف والكراهية".
وبينما وصف الأزمات في العراق ولبنان بأنها أعراض جانبية للقضية الجوهر، أوضح البخيت أن تسويتها يسحب الذرائع التي يستخدمها الارهابيون".
وتحدث عن أهمية الإصلاح "التدريجي للأنظمة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية بقفزات منتظمة عقلانية بوتيرة معتدلة تضمن أمن المجتمع والدولة".
ورأى أن تفاقم "الازمات دون حلول سريعة وعادلة من شأنه أن يبطئ وتيرة الجهودالاصلاحية."
تمحور الخلاف الثاني حول آليات تحريك المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أكد للصحافيين أن دولا غربية رفضت طلبا عربيا بعقد مؤتمر دولي كآلية ملّحة لتحريك المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. وطلب موسى من الرافضين طرح بدائل للخروج من المأزق، معتبرا أن يرفضون لمجرد الرفض.
وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت أوضحت في تصريحات صحافية أن بلادها لا ترى فائدة في عقد مؤتمر دولي في هذا الوقت.
وتحدثت بيكيت في المقابل عن السعي لتفعيل خطة الطريق- التي أطلقتها في منتصف العام 2004 اللجنة الرباعية - الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية.
وزير خارجية اسبانيا أنخيل موراتينوس دعا إلى انتهاز "الفرصة السانحة وتوافر الإرادة السياسية" لتحريك المفاوضات.
وزيرالخارجية العراقي هوشيار زيباري وجه على هامش المنتدى انتقادات لرئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري معتبرا أنه يدعم القاعدة علنا.
وقال زيباري "لسنا بحاجة لمحاورته (الضاري) ولم نحاوره بسبب وجهات نظره التي يريد من خلالها اسقاط الحكومة". يذكر أن الحكومة العراقية أصدرت بحق مذكرة تحقيق بحق الضاري المقيم في عمّأن.
سبقت عقد "منتدى من أجل المستقبل" محادثات بين وزيرة الخارجية الأمريكية ونظرائها في الأردن، مصر ومجلس التعاون الخليجي بمن فيهم وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة.
وهي أول مرة يزور فيها رئيس الدبلوماسية القطرية المملكة منذ سحبت سفيرها في الدوحة الشهر الماضي بسبب خلافات سياسية توجّت حين أحجمت قطر عن إسناد مرشّح الأردن لمنصب أمين عام الأمم المتحدة.
الشيخ حمد غادر الأردن لاحقا تاركا خلفه وفدا برئاسة مساعد وزير الخارجية محمد عبد الله الرميحي، حسبما علم لدى الوفد القطري.
وتتنافس قطر، اليمن، دبي (الإمارات) وألمانية في استضافة المنتدى الرابع العام المقبل، علما أن باكورة المؤتمرات التي تدعمها مجموعة الثماني عقد في دبي عام 2004 فيما التأم الثاني في المنامة عام 2005.
المصدر: بي بي سي
إضافة تعليق جديد