مواجهة قادمة بين «النصرة» و«حراس الدين»
توقعات تقارير صحفية، أمس، أن يؤدي تصاعد الخلاف بين تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يعتبر الفرع القديم لتنظيم «القاعدة» الإرهابي في سورية من جهة وتنظيم «حراس الدين» الفرع الجديد لـ«القاعدة» من جهة أخرى في إدلب إلى مواجهة بين الجانبين.
ونقل موقع «عربي 21» القطري الإلكتروني الداعم للمعارضة عن الصحفي المعارض المدعو إبراهيم إدلبي: إنه «لدى النظر إلى ما جرى سابقاً، وما يجري حالياً من خلافات وانشقاقات داخل «الهيئة» (هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لـ«النصرة») وذهاب المنشقين باتجاه «حراس الدين»، فإن المواجهة قريبة ومتوقعة».
وينتشر تنظيم «حراس الدين» الذي أعلن عن تشكيله في الربع الأول من العام الماضي، من تشكيلات موالية لفكر «القاعدة»، منها «جند الشريعة»، و«جيش الملاحم»، في ريف إدلب الغربي، بجسر الشغور ومحيطها، وريف إدلب الجنوبي في مورك، وفي ريف اللاذقية الشمالي.
ورأى الموقع، أنه سرعان ما بلغت الخلافات المتراكمة بين الطرفين نقطة اللاعودة، وذلك على خلفية رفض «حراس الدين» الدخول في غرفة عمليات شاملة وموحدة لكل الميليشيات والتنظيمات المنتشرة في إدلب وريفها.وترددت مؤخراً أنباء عن تقديم قيادة «الهيئة» عرضاً لـ«حراس الدين» بالانضمام إلى ما يسمى «المجلس العسكري» الذي يتم العمل على تشكيله بالتنسيق مع ميليشيا «فيلق الشام» المدعومة من النظام التركي، الأمر الذي رفضه «حراس الدين»، واصفاً العرض بـ«المشروعات التي تقتل الروح الجهادية في النفوس».
ونقل الموقع عن إدلبي: إن التغيرات السياسية التي تبديها «الهيئة» أحدثت شرخاً في علاقاتها مع «حراس الدين»، وتأكيده أن الأخير بصدد إعادة هيكلة نفسه، للاستقلال بشكل تام عن قرار «النصرة» التي ما زالت في مفاصل «تحرير الشام».
وأضاف إدلبي: إن «الليونة التي تبديها قيادة «الهيئة» لم تعجب «حراس الدين» الذي يعتبر صندوقاً للمسلحين الموالين لفكر «القاعدة»، معتبراً أن قتال «الهيئة» لـ«حراس الدين» بمنزلة الفرصة التاريخية أمام متزعم «النصرة» أبو محمد الجولاني، وقال: إن «قتال «الهيئة» سيثبت للأطراف الضامنة لمحادثات أستانا، أنها لم تعد فصيلاً (تنظيماً) متطرفاً».
ورأى إدلبي، أن «قتال «حراس الدين» سيعطي «الهيئة» فرصة للظهور بمظهر الفصيل المعتدل».
من جهته، رأى العقيد الفار أديب عليوي، أنه في حال تم الاستمرار في تنفيذ المخطط القادم لإدلب دون عوائق، فإن القتال بين «الهيئة» و«حراس الدين» قادم بكل تأكيد.وأضاف: إن «تعامل تركيا مع المعتدلين من «النصرة» ليس بجديد، حيث بدأ مع تأسيس أول نقطة مراقبة تركية في محيط إدلب»، موضحاً أن تأسيس نقاط المراقبة التركية كان بالتنسيق مع من سماهم «المعتدلين» داخل «النصرة».
ولفت في السياق ذاته، إلى استقالة شرعي «الهيئة» أبي اليقظان المصري، وعلق بقوله: إنها تعد «الخطوة الأولى باتجاه المواجهة، وضمن هذه الظروف والمعطيات فإن الصراع قريب».
وشبه مراقبون ما يحصل في إدلب، بما حصل سابقاً في الغوطة الشرقية حيث تخبطت «النصرة» كلما اقترب الجيش العربي السوري من مواقعها، مشيرين إلى ما شهده حي جوبر والمناطق المحيطة به من مواجهات بين «النصرة» وميليشيا «فيلق الرحمن» بالتزامن مع الحشود العسكرية التي وفرها الجيش لعملية الغوطة الشرقية.
الوطن
إضافة تعليق جديد