موسكو تؤكّد شروطها وتفاهمها مع واشنطن عشيـة لقـاء خصـوم دمشـق فـي مراكـش
حددت موسكو أمس شروطها ومعايير تفاهمها مع الولايات المتحدة حول الازمة السورية في ظل ما يبدو تقاربا بينهما حول اسس التسوية الممكنة، على قاعدة ترك السوريين يقررون الإصلاحات التي يريدونها لنظامهم السياسي من دون تدخل خارجي او فرض وصفات جاهزة، وذلك عشية اجتماع مايسمى «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» في مراكش غدا الذي يفترض ان يوفر الغطاء السياسي لائتلاف المعارضة وتحديد سبل إضعاف نظام الرئيس بشار الاسد.
وفي بروكسل كتب مراسل «السفير» وسيم ابراهيم ان رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» احمد معاذ الخطيب لم يتمكن من إقناع جميع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بـ«الائتلاف»، لذلك فان الاعتراف الكامل به مؤجل. واعتبر الوزراء، في بيان بعد الاجتماع، قوى الائتلاف «ممثلين شرعيين للشعب السوري»، لا «الممثل» ولا «الوحيد» كما اعترفت به فرنسا وبريطانيا.
ورحب الاتحاد الأوروبي، في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية، بجهود إعادة الهيكلة التي قام بها «الائتلاف» في القاهرة «ليكون أكثر شمولا وفعالية». وحث «الائتلاف» على مواصلة العمل على هذه الأهداف مع «جميع فصائل المعارضة وجماعات المجتمع المدني السوري»، و«ضرورة طرحه برنامجا للانتقال السياسي لجهة توفير بديل موثوق للنظام الحالي». واعتبر بعض الوزراء أن تمثيل «الائتلاف» لجميع أطياف وفئات الشعب السوري شرط ليس فقط للاعتراف به، بل أيضا لمستقبله.
إلى ذلك، أعلن مصدر ديبلوماسي، في أنقرة، أن صواريخ «باتريوت» التي قرر حلف شمال الأطلسي نشرها في تركيا لن تنشر على الحدود مع سوريا مباشرة، وإنما داخل الأراضي التركية بهدف الإثبات لروسيا انها ذات هدف دفاعي بحت. وقال إن «بطاريات صواريخ باتريوت ستثبت على بعد أكثر من 10 كيلومترات من الحدود».
وقال المتحدث باسم «أنصار الإسلام» أبو المعز الأغا لوكالة «رويترز»، إن انتخاب «قيادة عسكرية» جديدة، في انطاليا التركية والتي يهيمن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين عليها، قد يؤدي إلى زيادة تدفق الأسلحة الثقيلة إلى المسلحين. وقال، من تركيا قبل توجهه إلى إحدى الدول الخليجية: «ما نحتاج إليه الآن هو الأسلحة الثقيلة، ونحن نتوقع الحصول عليها بعد تأليف هذه القيادة. نتوقع الحصول على أسلحة مضادة للدبابات والطائرات». وأضاف: «قدم القطريون والسعوديون وعودا ايجابية لنا. سنرى ما الذي سيحصل»، مشيرا إلى أن مسؤولين غربيين، شاركوا في الاجتماع، لم يتحدثوا عن تسليح المقاتلين بل وعدونا «بإرسال مساعدات».
وفي بيان عن المحادثات التي جرت في جنيف أمس الأول بين الإبراهيمي ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن «قرار روسيا المشاركة في هذا اللقاء، اتخذ انطلاقا من قلقنا وتخوفنا من تدهور الأوضاع أكثر في سوريا».
وكان الإبراهيمي قال، بعد اجتماع مع بوغدانوف وبيرنز، إن المحادثات كانت «بناءة»، موضحا أن «المشاركين سعوا إلى دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لمصلحة حل سياسي للازمة السورية».
وأضاف البيان الروسي: «لقد عبر المشاركون عن موقف موحد حول تطور وتوسع مساحة النزاع المسلح في هذا البلد، الذي يؤدي إلى وقوع ضحايا أكثر بين المدنيين، ملحقا ضررا كبيرا في البنى التحتية والموروث الثقافي - التاريخي. واتفق المشاركون في اللقاء «على ضرورة منع عسكرة النزاع لاحقا وتحويله نحو التسوية السياسية».
وتابع البيان إن «روسيا، خلال جميع مراحل الأزمة السورية، كانت تدعو إلى توحيد الجهود الدولية من اجل ضمان التسوية السياسية». وضمن هذا السياق، أكد بوغدانوف ثقة الجانب الروسي بأن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في لقاء مجموعة العمل في جنيف في 30 حزيران (الماضي) حول سوريا يبقى القاعدة التي لا بديل لها، لتسوية الأزمة السورية سلميا. وعليه يجب فورا وقف إراقة الدماء وكل العمليات الحربية والدخول في حوار وطني، يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة مؤشرات المرحلة الانتقالية والاتفاق عليها».
وتابع: «أكد الجانب الروسي مرة أخرى أن من حق السوريين فقط، إجراء إصلاحات جذرية في المنظومة السياسية لسوريا، باعتبارها دولة ذات سيادة وموحدة ومستقلة، من دون تدخل خارجي ومن دون محاولات فرض وصفات جاهزة للتطور السياسي ـ الاجتماعي. وانطلاقا من هذه المبادئ ستدعم روسيا مهمة الإبراهيمي».
ويهدف بيان الخارجية الروسية إلى التأكيد على التزام روسيا بمساعدة الإبراهيمي على التوصل إلى حل للصراع في سوريا، يشمل إجراء محادثات بشأن انتقال سياسي، لكنها تواصل معارضتها لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق.
وتجتمع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» غدا في مراكش للمرة الأولى منذ الإعلان عن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي يحاول «تكريس شرعيته كممثل للشعب السوري» أمام المجتمع الدولي، لا سيما إذا نال اعتراف واشنطن الكامل به.
وتضم «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» أكثر من مئة دولة عربية وغربية ومنظمات دولية وكذلك ممثلين عن المعارضة السورية. وسبق الاجتماع إعلان تشكيل «قيادة عسكرية» جديدة في انطاليا التركية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أصيبت بفيروس في المعدة وانها ستؤجل ليوم واحد زيارتها للمغرب. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب رينس، في بيان: «لان لديها فيروسا في المعدة، فان مغادرتنا للمغرب نقلت من الاثنين إلى الثلاثاء».
وتضغط البلدان التي ستشارك في لقاء مراكش من أجل اعتراف مشترك «بالائتلاف». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: «نأمل أن ينضم أكبر عدد من البلدان إلى صفنا، ولا أعرف ما إذا كان هذا الاعتراف (بالائتلاف) سيتم بشكل جماعي أم بشكل فردي». وأضاف: «نأمل أن يسمح لقاء مراكش بوضع أسس تشكيل حكومة موقتة في سوريا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد