موسكو ترفض إحالة سوريا إلى «الجنائية» وحداد سوري على مجزرة حلب

16-01-2013

موسكو ترفض إحالة سوريا إلى «الجنائية» وحداد سوري على مجزرة حلب

 طالب سوري يسير قرب جثة أحد قتلى الهجوم على جامعة حلب أمس (أ ف ب)
 رفضت موسكو مبادرة تقدمت بها حوالي 56 دولة إلى مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق في ارتكاب جرائم حرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية، محذرة من أنه ستكون لهذا الأمر «نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليا وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء»، كما أنها «لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة».
وأعلن عدد من المسؤولين الإيرانيين، خلال لقائهم رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي في طهران، دعم إيران أي خطة حل للأزمة في إطار مطالب الشعب السوري، مكررين التزامهم «المطلق بدعم سوريا، حكومة وشعبا، وتعزيز مقومات صمودها وتقديم ما تحتاج اليه من مساعدات ومواد أساسية وضرورية»، بينما أعلن الحلقي أن «الشعب السوري مطمئن لأنه سينجح في التغلب علي المشاكل».
ورأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في مقابلة مع قناة «سي ان ان» الأميركية بثت أمس، «بدأنا تحقيق الانتصار، وأنا متأكد من أننا سننتصر في النهاية وأنا متفائل للغاية». وأضاف «أستمد ثقتي بالوضع من الرئيس بشار الأسد وهو ايجابي ومتفائل طوال الوقت». وأكد أن «القوات السورية لم تفقد سيطرتها على المناطق الشمالية والشرقية من البلاد»، مضيفاً «يمكننا الذهاب إليها في أي وقت ويمكن للجيش استعادة هذه المناطق».
إلى ذلك، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر مقربة من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قولها ان التقرير الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن «يتضمن مجموعة من التوصيات، في مقدمتها حث مجلس الأمن على تفعيل دوره ودعم بيان جنيف بشأن الأزمة السورية الصادر في حزيران الماضي»، مؤكدة أن «الإبراهيمي لن يعلن فشل مهمته ولن يعتذر عن استكمالها».
وقتل 83 شخصا، وأصيب 160، في انفجارين في جامعة حلب تضاربت المعلومات حول طبيعتهما. وقال محافظ حلب وحيد عقاد لوكالة «فرانس برس» ان «82 شهيدا وأكثر من 160 جريحا هم حصيلة التفجير الإرهابي الذي استهدف طلابنا في أول يوم امتحانات لهم في جامعة حلب حتى الآن».
وتضاربت المعلومات حول سبب الانفجارين. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله ان «مجموعة إرهابية قامت بإطلاق قذيفتين صاروخيتين من منطقة الليرمون على جامعة حلب، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات بين المواطنين وأضرار مادية بالمكان». وأضاف ان «القذيفتين الصاروخيتين أسفرتا عن استشهاد وإصابة عدد من الطلاب في أول يوم للامتحانات في جامعة حلب، إضافة إلى عدد من المواطنين النازحين من بيوتهم جراء أعمال المجموعات الإرهابية والمقيمين في المدينة الجامعية في منطقة بني زيد في حلب».
ونقل مراسل «فرانس برس» في المدينة عن مصدر عسكري قوله ان المسلحين أطلقوا صاروخ ارض ـ جو مضادا للطائرات في اتجاه طائرة حربية كانت تحلق في المنطقة، لكنه اخطأ الهدف وسقط على الجامعة.  وعرضت قناة «الإخبارية» السورية لقطات من مكان الانفجار، تظهر سيارات تحترق وأخرى شبه مدمرة، بينما تبدو جثة واحدة على الأقل ممددة وسط الطريق التي يغطيها الركام.
وقال مصدر مسؤول ان الجامعة أرجأت امتحانات اليوم وغدا إلى موعد لاحق. وقرر وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا «وقف التدريس والامتحانات في الجامعات السورية غدا (اليوم) حدادا على أرواح الشهداء في جامعة حلب الذين اغتالتهم يد الغدر الإرهابية». وأضاف ان «الرئيس  الأسد وجه فورا بإعادة تأهيل ما تدمر من جامعة حلب بأقصى سرعة لتأمين سير عملية التدريس والامتحانات في الجامعة».
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، خلال نقاش في مجلس الأمن حول مكافحة «الإرهاب»، «استهدف عمل جبان طلاب جامعة حلب حين كانوا يؤدون امتحانات منتصف العام. قتل هذا العمل 82 طالبا وأصاب 162 طالبا آخر». وهاجم تركيا وقطر والسعودية و«جماعة سياسية محددة في لبنان»، واتهمهم بتهريب سجناء ومعتقلين من عناصر «القاعدة» وتمويلهم وإدخالهم إلى سوريا. وطالب مجلس الأمن باتخاذ رد حازم يلزم الحكومة التركية إعادة الممتلكات المسروقة من المنشآت في حلب.
وقالت مصادر ديبلوماسية  في نيويورك، ان موسكو قدمت لأعضاء مجلس الأمن مسودة بيان رئاسي تدعو فيه إلى إدانة التفجير في جامعة حلب، لكن فرنسا طلبت مهلة 24 ساعة لتدرسها حكومتها.
وتضيف مسودة البيان «يؤكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية لا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها في أي مكان وزمان وأيا يكن مرتكبوها. ويؤكد الأعضاء تصميمهم على مكافحة جميع أشكال الإرهاب وفقا لمسؤولياتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة».

ورفضت موسكو مبادرة تقدمت بها 57 دولة إلى مجلس الأمن تطالبه بإحالة ملف التحقيق في «جرائم حرب» مرتكبة في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «نعتبر أن هذه المبادرة تأتي في غير وقتها كما ستكون لها نتائج عكسية على مستوى الهدف الرئيسي حاليا، وهو الإنهاء الفوري لسفك الدماء في سوريا». وأضافت «اننا مقتنعون بأن التكهنات بخصوص ملاحقات جنائية دولية للبحث عن المذنبين لن تؤول إلا إلى تعزيز المواقف المتشددة لدى الأطراف المتنازعة، والى المزيد من الصعوبة في البحث عن سبل التسوية السياسية الديبلوماسية للنزاع السوري».
ودعت «كافة الدول المعنية إلى بذل الجهود من أجل المساهمة في تسوية الأزمة السورية على أساس المبادئ المتفق عليها دوليا، والواردة في قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 وبيان جنيف الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في 30 حزيران الماضي». 

                                                                                                                              وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...