موفاز يطبخ السم في واشنطن ويرفض الانسحاب من الجولان السوري
بدأت، أمس، اجتماعات طواقم الحوار الاستراتيجي بين أميركا وإسرائيل، بحضور 15 شخصية من الجانبين. ويرأس الطاقم الإسرائيلي وزير المواصلات شاؤول موفاز فيما يرأس الطاقم الأميركي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أليوت كوهين.
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية ركزت على أن الحوار الاستراتيجي يتسم، هذه المرة، بأهمية خاصة، ويعنى بقضايا تتصل بأمن إسرائيل على المدى القصير، وهو ما يعني أنه لا يقتصر على الأخطار البعيدة المدى، وإنما كذلك على الأخطار المباشرة كالوضع في الجنوب اللبناني وقطاع غزة. ومعلوم أن مداولات الحوار الاستراتيجي تجري بشكل نصف سنوي بالتناوب بين واشنطن وتل أبيب، وتخضع لدرجة عالية من السرية.
وقال موفاز، للصحافيين الإسرائيليين في واشنطن، إنه سيضع، مع الطاقم الإسرائيلي، على طاولة الحوار حقيقة أن «إيران تواصل مساعيها لامتلاك سلاح نووي، وتستمر في تدخلها المباشر في منطقتنا، في الجنوب اللبناني، في قطاع غزة، وفي العراق، وهي، بالإضافة إلى عزمها امتلاك السلاح النووي، تطور خططاً لتوسيع مدى الصواريخ البعيدة المدى».
وأعلن موفاز، في تعقيبه على الأنباء حول الاتصالات لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا حول الجولان المحتل، أن «النزول عن الهضبة سيقود إلى تواجد إيراني فيها». وشدّد على أنه «مثلما أن لإيران موطئ قدم متقدماً في الجنوب اللبناني، وموطئ قدم متقدماً في قطاع غزة، فسيمتلكون موطئ قدم متقدماً في الجولان. وفي واقع كهذا، فإن هضبة الجولان تشكل ذخراً استراتيجياً محظور علينا تسليمه للسوريين». وأشار إلى أنه يعارض الانسحاب من الجولان، لأنه «من ناحية الوضع الاستراتيجي في المنطقة، بما في ذلك حقيقة أن هناك تعاظماً في المحور الراديكالي، وسوريا ذات مكانة مهيمنة في هذا المحور، فإن كل تسليم لهضبة الجولان تعني جلوس إيران على الهضبة».
واعتبر موفاز، رغم ذلك، أنه لا يعارض «إرسال الوسطاء وتبادل الرسائل، ولكن لا ينبغي إدارة مفاوضات تكون فيها الهضبة وديعة. لقد تحدّثت مع وزيرة الخارجية (كوندليسا رايس) حول حقيقة أن المحور الراديكالي الذي تقوده إيران يتعزز ويزداد قوة عاماً بعد عام سوية مع سوريا، حزب الله وحماس»، مضيفاً «ينبغي لنا في الحوار الاستراتيجي أن نجري تقويماً للموقف داخلياً، وأن نتبادل الآراء مع الطاقم الأميركي».
وكان موفاز أعلن قبيل وصوله إلى واشنطن أن دمشق «جزء من محور الشر، وأنها تسمح لإيران بقيادتها، وأنها غارقة حتى رقبتها في مساعدة حزب الله والمنظمات الأخرى مثل حماس، وعلى سوريا الآن أن تقرر ما إذا كانت راغبة في البقاء خلف إيران أم ستترك محور الشر».
وأوضح موفاز أن إسرائيل تؤكد أن العقوبات المفروضة على إيران حالياً ليست كافية، ولم تفلح في كبح مشروعها النووي، وهي بالكاد أبطأت حركته. وقال إن «العقوبات خلقت للإيرانيين مشاكل داخلية. ففي داخل إيران تبرز أسئلة في أوساط القيادة الاقتصادية بشأن التجارة، البنوك والقيود المفروضة على الحركة في العالم، ولكن لا يمكننا أن نقول بنزاهة إن العقوبات أوقفت المسيرة النووية». وشدّد على أن موضوع العقوبات على طهران ووسائلها موضوعة على طاولة الحوار. وبين موفاز نية إسرائيل مطالبة الولايات المتحدة بتشديد العقوبات على إيران والاتفاق على منظومة أخرى رابعة للعقوبات.
وكان موفاز قال، بعد لقائه مع رايس، أمس الأول، إن «حزب الله يسيطر بشكل تام على الجنوب اللبناني. وسيطرته مطلقة». وأضاف أن «حزب الله ضاعف من عدد الصواريخ بعيدة المدى لديه. في الماضي كان السلاح ينقل خفية، أما اليوم فإنه ينقل بأوتوستراد من سوريا إلى لبنان. ولذلك أفلحوا في التسلح بهذه السرعة».
وأشار موفاز إلى أن «حزب الله يعد نفسه للمعركة المقبلة. وتقريباً تم إفراغ القرار 1701 من مضمونه. كما أن وجود قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني في الجنوب لم يعد جوهرياً تقريباً، ولا يشكل عقبة أمام تعاظم قوة حزب الله». وأعرب أمام رايس عن قلق إسرائيل من تعاظم قوة حزب الله.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد