نتنياهو: الخلافات حول الاستيطان هي بين أصدقاء
قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، من أهمية الخلاف الذي طفا على سطح العلاقات بين تل أبيب والغرب حول سياسة الاستيطان التي تنتهجها حكومته، في وقت دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إسرائيل إلى «اتخاذ إجراءات سريعة لبناء الثقة»، مشدداً على ضرورة إحياء المسارين اللبناني والسوري
وقال نتنياهو، في ختام المحادثات التي أجراها مع ساركوزي في الاليزيه، إنه عرض في اللقاء خطته بشأن الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين استنادا إلى مبدأ الاعتراف المتبادل بـ«الدولة اليهودية» والدولة الفلسطينية، إضافة إلى مشاريع التنمية التي تريد إسرائيل إقامتها بدعم من فرنسا والإتحاد الأوروبي.
وأوضح نتنياهو أن مباحثاته مع ساركوزى تناولت أيضا الأوضاع في إيران, حيث حيا «شجاعة الشعب الإيراني», قائلا إن «هذا الشعب إذا لم يحصل على الحرية اليوم فإنه سيحصل عليها غدا». ورأى أنّ «رغبة الشعب الإيراني في الحرية تعكس أيضا رغبته في السلام».
وحول التوتر في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب على خلفية الاستيطان، اعتبر نتنياهو إنّ الخلافات قد تحدث «بين أفضل الأصدقاء»، مشيراً إلى أنّ إسرائيل في صدد توضيح سياستها الاستيطانية لواشنطن.
لكن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تخف أبداً حجم الخلاف، خاصة بعد مفاجأة إلغاء اللقاء الذي كان مقرراً عقده أمس مع مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، في تطوّر فسره دبلوماسيون غربيون على أنه يبرز الصعوبة التي تواجه كلا الجانبين في تسوية خلافاتهما.
وفي تعليقه على هذه المسألة قال نتنياهو «لقد طلبت تأجيل الاجتماع... ووافق السيّد ميتشل على الفور». وأضاف «نعتقد أن علينا أن نوضح بعض القضايا والإحصاءات، ووزير الدفاع (إيهود باراك) سيفعل ذلك يوم الاثنين في الولايات المتحدة».
وتابع «سنواصل الاتصالات بنية حسنة، وبهدف التوصل إلى تفاهمات تعزز عملية سلام مع الفلسطينيين، وآمل في أن تشمل بقية العالم العربي».
وقال مسؤولون إسرائيليون إن هدف نتنياهو هو التوصل إلى «تفاهمات» مع إدارة اوباما تسمح لأعمال البناء الجارية بالمضي قدما، لكن مسؤولاً رفيع المستوى يرافق نتنياهو في جولته الأوروبية أكد أنّ «هناك حاجة لكثير من العمل الجاد للتوصل إلى أرضية مشتركة» مع واشنطن بشأن قضية المستوطنات.
وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت عن مصادر حكومية إسرائيلية إنّ السبب وراء تأجيل اللقاء هو رغبة الدولة العبرية في مزيد من الوقت للتغلب على الخلافات بشأن مستوطنات الضفة الغربية، لكن صحيفة «يديعوت أحرونوت» ذكرت أنّ واشنطن هي التي ألغت اللقاء، وذلك تعبيرا عن استيائها تجاه السياسة الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي البيت الأبيض ابلغ إسرائيل صراحة انه ليس هناك ما يدعو إلى عقد هذا اللقاء طالما أن إسرائيل لم تبدل موقفها بشأن الاستيطان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد