نصر الله: المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة تعمل لمصلحة الأمريكي والإسرائيلي
أكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله وجوب الحل السياسي والتسوية في سورية وقال "نؤكد صوابية الموقف الذي كنا دائما نعبر عنه خلال الفترة الماضية بوجوب الحل السياسي والتسوية ووقف القتال وهذا في مصلحة سورية والشعب السوري".
وأضاف نصر الله في كلمة له الليلة الماضية بمناسبة يوم الشهيد "إن أطراف المعارضة السورية المجتمعة في الدوحة تجمع على رفض الحوار والحل السياسي ما يعني أنها تريد أن تذهب إلى المزيد من القتال والدمار وهذا لمصلحة أمريكا واسرائيل وبعض الحقد العربي والطموحات الاقليمية متسائلا "هل هي مصلحة الشعب السوري في المزيد من القتال والدمار وسفك الدماء أم الذهاب إلى حل سياسي وتسوية سياسية".
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن ما جرى في الدوحة من اجتماعات كان كما تريد وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي قالت إن مجلس اسطنبول لم يعد يمثل شيئا لذا فتشوا عن إطار أوسع وجمعوا كل العالم في الدوحة وحبسوهم في الفندق سبعة أيام وعملوا إطارا جديدا كما تريد كلينتون.
وقال الأمين العام لحزب الله "إنه لو اعتمد لبنان على جامعة الدول العربية لكانت في جنوبه بل في جبل لبنان مستوطنات صهيونية" متسائلا أين الجامعة العربية من القضايا العربية وأين هي من فلسطين ومن قصف العدو لمصنع الاسلحة في السودان والاعتداء على سيادة دولة عربية مستقلة وأين هي أمام الاعتداءات اليومية على قطاع غزة وما يحصل في بورما... معتبرا أن ما يجري في غزة امتحان عسير لدول (الربيع العربي).
وشدد نصر الله على أن المقاومة في لبنان استطاعت ايجاد معادلة ردع جديدة امام العدو الصهيوني تتكرس من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة لافتا الى أن معادلة طائرة (أيوب) تندرج في سياق معادلة الردع مع العدو الذي يعلم معنى أن يصبح لدى المقاومة معلومات واضحة وصحيحة بهذا الحجم.
وبين الأمين العام لحزب الله أن معادلة طائرة أيوب في الردع هي جزء من منظومة متكاملة وتعني أنه بوجود القوة الصاروخية مع توفر المعلومات الدقيقة تجعل المطار مقابل المطار والميناء يقابله ميناء ومحطة الكهرباء تقابلها محطة كهرباء وتل أبيب مقابل بيروت بل الضاحية وكمقاومة نستطيع ضرب أهداف معينة وبدقة.
وأوضح الامين العام لحزب الله أن المقاومة اللبنانية تضم أجيالا متعددة في وقت واحد ما يدل على حيويتها وتجددها وقال "نحن مستمرون بالعمل دون كلل او تعب ولا يفكر احد ان ما يقال في لبنان والمنطقة عن المقاومة سوف يثنينا عن العمل لردع العدو.. البعض يريدنا ان ننسى ماضينا ويريد للامة ان تنسى ماضينا وهذا البعض نفسه يريدنا ويريد للامة ان تنسى ماضيه".
كما أكد نصر الله تمسك المقاومة بماضيها وتجربتها منذ نشأتها وقال " نتمسك بالماضي وبهذا الجزء من تاريخنا لأن الحاضر نتاج الماضي وهو الذي يؤسس للمستقبل والبعض يريد أن ينسى الجميع الماضي من أجل أن نكون أمام حاضر يحكمه خداع وتزوير وانقلاب في العناوين والمقاييس.. عندما نريد أن ندرس الحاضر ونقيم أحداثه وشخصياته يجب أن يبقى الماضي حاضرا وإذا أغفلنا هذا الماضي فسنخطىء في التشخيص والفهم وبالتالي سنخطىء في اتخاذ الموقف".
وقال نصر الله " إن المقاومة كيان وإطار وسياق ومشروع ونؤكد أننا مستمرون في عملنا بالمقاومة وبتطوير جهوزيتنا للدفاع عن بلدنا في تطوير إمكاناتنا وخبراتنا ومقدراتنا البشرية والمادية على كل الصعد ".
وأشار الامين العام لحزب الله إلى أن الاحتلال الاسرائيلي بات يسلم بحقيقة الردع مع المقاومة اللبنانية بعد حرب تموز والتطورات التي حصلت بعدها من خلال المعادلات الجديدة وهذا الأمر يجمع عليه القادة السياسيون والعسكريون والأمنيون والأحزاب والإعلاميون والخبراء والرأي العام الإسرائيلي.
ولفت نصر الله إلى أن فريق 14 اذار في لبنان بدأ بالبكاء واللطم والندب وإصدار البيانات الجماعية والفردية التي تعتبر إرسال طائرة أيوب خرقا للقرار 1701 واعتداء وتوريطا للبنان وأنها تعطي الحق لإسرائيل بشن حرب على لبنان حتى أن بعض أطراف تلك القوى كان يتمنى من قلبه أن تعتدي إسرائيل على لبنان ولكن أملهم خاب علما أنها ليست المرة الأولى التي تخيب فيها إسرائيل امالهم لأنها تعمل على مشروعها ومصلحتها الخاصة فقط.
وقال الأمين العام لحزب الله: إن موقف فريق 14 آذار المدان يؤكد أنه لا يؤمن بخيار المقاومة ولا يؤمن بأن إسرائيل عدو بل يؤمن بخيار التفاوض مع الإسرائيلي والخضوع لشروطه وفق ما ظهر على مدى ثلاثين عاما.
وأضاف نصر الله إن هناك طاولة حوار تناقش استراتيجية الدفاع الوطني بمعزل عمن يقاطعها أو يحضرها وهي لا تحتاج إلى شروط ومن يرغب بالحضور يستطع فعل ذلك ومن لا يرغب فلا مشكلة بعدم حضوره لأن ذلك لا يشكل أي ضغط علينا كما لا يمكن انعقاد طاولة الحوار حول استراتيجية الدفاع الوطني من دون فصائل لبنانية شاركت في مقاومة إسرائيل وضحت من أجل لبنان وهي من أولى الناس بذلك ومن حقنا وضع شروط للعودة إلى طاولة الحوار كما يضع الطرف الآخر شروطه.
وأوضح الامين العام لحزب الله أن جريمة اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي أدخلت لبنان في مشهد جديد من الانقسام الحاد والتوتر الشديد يحتاج إلى التصرف بمسؤولية وطنية استثنائية وليست انتهازية بلا حدود وضوابط لمصلحة هدف معين لأن أي تصرف خاطئ قد يفجر البلد وخاصة في ظل التوتر في المنطقة.
وأشار نصر الله إلى أن فريقا في لبنان يتصرف بلا مسؤولية حيث اتهم سورية مباشرة بعد ساعة أو ساعتين باغتيال الحسن اتهاما سياسيا دون دليل وأدخل الاتهام إلى لبنان ضد فريق سياسي لأن لديه مشروعه الخاص لافتا إلى أن هناك فرضيات كثيرة لمن قام بالاغتيال لكن قوى 14 اذار أبعدت إسرائيل عن الاتهام لأنها تدافع عنها وأصرت على اتهام حزب الله فقط كما استبقت التحقيق وطالبت باستقالة الحكومة رغم علمها أنها ليست حكومة حزب الله وقطعت طريق الحوار بأسلوب انتهازي ثم ذهبت إلى لعبة الشارع وسط احتقان طائفي ومذهبي وسياسي وقطعت الطرقات من قبل مسلحين ثم حاولت استدراج القتال في طرابلس.
وبين نصر الله أن أغلبية الشعب اللبناني انكفأت ولم تشارك في هذه الأعمال كما أن الطرف الآخر تصرف بحكمة ما منع تفجير لبنان بل ان وعي بعض الناس كان أكبر من وعي بعض السياسيين في فريق 14 اذار الذين ينتظرون تفجير البلد ولكن تم تفويت الفرصة.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن كل الوقائع السياسية والميدانية تؤكد تواطؤ جهات سياسية لبنانية في فريق 14 آذار مع جهات خارجية تريد تفجير الوضع في لبنان رغم أن الجانب الأمريكي والغربي لا يريد ذلك على اعتبار أنه يخدم الحكومة في سورية وفق رأيه.
وأوضح نصر الله إن بعض قوى 14 اذار تريد حصول انفجار طائفي ومذهبي وسط احتقان طائفي في المنطقة بدل التعاطي بعقلانية ونبذ الاتهام السياسي والاعتماد على المعطيات والتحقيقات لافتا إلى أن صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة ومدينة العيش الواحد والتي احتضنت فلسطين يريد البعض أخذها إلى الفتنة تحت شعارات وعناوين مختلفة وسط تخلي الدولة عن مسؤولياتها تجاهها.
ونبه الأمين العام لحزب الله إلى أن المرحلة الحالية حساسة جدا وتحتاج إلى تبصر ووعي والتفاف وعدم تحريض أو بث الإشاعات داعيا إلى التيقن من صحة المعطيات واتخاذ الموقف بعد التأكد من صحة الأخبار والمعلومات.
وقال نصر الله: إن في لبنان نهجا يدعو إلى الشراكة الوطنية بأوسع أشكالها وآخر إقصائيا ولا يمكن الادعاء أن الحكومة الحالية إقصائية لأن فريق 14 آذار رفض دعوة رئيس الحكومة للانضمام لها وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتالي فالفريق الآخر لا يريد الحوار ولا الوصول إلى نتيجة بل يؤكد على نهج الإقصاء في حكوماته المستقبلية.
وأضاف نصر الله: إن الحكومة الحالية قانونية ودستورية ومستمرة بعملها حتى تخطي المرحلة ولا يمكن إيجاد حكومة حيادية أو تكنوقراط لأن كل شيء في لبنان مسيس حتى النخاع وبالتالي يجب طرح المواضيع الخلافية على طاولة الحوار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد