نمائم فنية على هامش الدراما السورية
بعد انتهاء «مولد رمضان»، تعيش الساحة الفنية السورية هذه الأيام فراغاً واضحاً، وهو ما فتح المجال واسعاً للنميمة والفضائح والشائعات والشائعات المضادة، في وقت تعيش فيه هذه الصناعة أزمة حقيقية في التسويق والانتشار.
حمّى «باب الحارة» لا تزال تنفخ النار في الرماد. بعد تكريم أسرة المسلسل في دمشق، انتقلت إلى مدينة تدمر الأثرية، بدعوة من محافظ حمص، ثم إلى عمّان، وها هي تحط الرحال أخيراً في ليبيا. ويقال إن كثرة «المناسف»، أصابت ممثلي العمل بالتخمة، الأمر الذي قد يؤثر على أدائهم في الجزء الثالث من المسلسل. من جهة أخرى، لا تزال «خيزرانة معتزّ» تلقى رواجاً في الأسواق المحلية. أما عباس النوري، أحد أبطال «الحارة»، فقرر أن يخرج عملاً بيئياً بعنوان «أولاد القيمرية»، وهي الحارة التي نشأ فيها. ويُتوقع أن يستفيد من أخطاء المسلسل الأول لجهة الفولكلورية والحياة المشتهاة التي صدّرها المسلسل للجمهور العربي. كذلك بعض ممثلي «باب الحارة» حاولوا استثمار نجاح المسلسل عبر التواجد في كواليس مهرجان دمشق السينمائي الذي انتهى قبل أيام، بوصفهم نجوماً، بمن فيهم الكومبارس. وقد حظي بعضهم بالتوقيع على أوتوغرافات المعجبين والتقاط الصور معهم، تحت لافتة «أنا بحب تمثيلك كتير»!
ومن «باب الحارة» إلى الكابتن نجدت أنزور الذي ما انفكّ ينقل السلاح من كتف إلى أخرى، حسب اتجاه الرياح. آخر الأخبار تفيد بأنّه قطع رحلته إلى روما حيث كان يحضّر لفيلم «الظلم سنوات العذاب»، وعاد إلى دمشق. وسيعقد مؤتمراً صحافياً، يوضح فيه ملابسات الخلاف مع سلاف فواخرجي حول مسلسل «اسأل روحك» وسحبه النص من مخرجه وائل رمضان (راجع «الأخبار»، عدد 10 تشرين الثاني (نوفمبر))، وتهديده بإقامة دعوى قضائية على النجمة السورية، بتهمة القدح والذم والتشهير. وقد علّق بعضهم على الخبر قائلاً «إن نجدت أنزور يعقد مؤتمرات صحافية أكثر من عمرو موسى من دون أن يقول شيئاً مهماً، عدا مانشيتات ساخنة وغير مسؤولة... مانشيت يمحو الآخر». فبعد إشعال النار بين مصر وسورية فنياً بتصريحات ناريّة، عاد واتهم السعودية بالتخطيط لمؤامرة على الدراما السورية. وإذا بالجميع يفاجأ بأن صاحب «الجوارح» في حضن ليبيا يعدّ لإخراج فيلم من تأليف القذافي عن الثورة الليبية على المستعمر الإيطالي. وهو الذي عاش طويلاً على مائدة الإنتاج الخليجي، وتعهد إخراج مهرجان «الجنادرية» بكل سيوفه ودبكاته الصحراوية، سنوات متتالية. وقد رأى أصحاب النميمة في مقاهي الفنانين تصريحات أنزور محاولة للتغطية على فشل مسلسله الأخير «سقف العالم» الذي سبق أن عقد من أجله أكثر من مؤتمر صحافي!
وبمناسبة الحديث عن المؤامرة على الدراما السورية، يرى بعض أصحاب البيت أن هذه الدراما هي من تتآمر على نفسها، في غياب المعايير والتقاليد التي تحمي المهنة من عابري السبيل سواء أكانوا كتّاباً أم مخرجين أم منتجين. ويغمز بعضهم من «هجمة» راقصي الدبكة السابقين إلى مهنة الإخراج، حتى أن أحد هؤلاء أبدى استعداده لإخراج مسلسل «اسأل روحك»، فور نشوب المشكلة مع مخرج العمل وائل رمضان. وبرر ذلك بقوله: «إذا لم أخرجه أنا فسيخرجه غيري».
بات ضعف النصوص في الدراما السورية أحد عوائق تطوّرها بسبب انتشار العلاقات العامة على حساب جودة النص. وكانت روائية وكاتبة سيناريو شابة، قد أنجزت نصاً مهماً منذ سنة، لكنها لم تتمكن من تسويقه إلى اليوم. ذلك أن معظم الشركات ترفض التعامل مع كتّاب جدد، وحين لجأت إلى مخرج كي يقرأ نصها، قال لها: «ليس لدي وقت للقراءة، أرسليه عبر البريد الإلكتروني». فيما صرّح مخرج آخر بأن الحصول على نص جيد، يشبه البحث عن إبرة في كومة قش. حتى أن كاتب سيناريو آخر، صار يبحث عن كتاب مغمورين لشراء نصوصهم وتوقيعها باسمه، فهو حسب الشائعات، مشغول إلى أذنيه بتجارة العقارات.
أما أحد أعضاء لجنة التحكيم في جائزة «آدونيا» للأعمال الدرامية السورية التي تقيمها «المجموعة المتحدة» سنوياً، وستُعلن نتائجها أوائل الشهر المقبل، فقال بمرارة إن معظم الأعمال المقدمة للجائزة، لا تستحق المشاهدة. وأكد أن اللجنة وقعت في حيرة حقيقية في توزيع الجوائز، نظراً إلى ضعف الدراما السورية هذا الموسم. وفي هذا الباب، تصبّ تصريحات جمال سليمان الأخيرة، سواء في ما يخص السينما أو التلفزيون عن ازدهار الإنتاج الفني المصري وكثافته، وهو ما يميزه عن الإنتاج الفني السوري.
خليل صويلح
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد