هل نحن عنصريون

24-01-2007

هل نحن عنصريون

أظن أن النفاق الاجتماعي من أهم مقومات التعايش في مجتمعنا السوري!؟ ذلك أننا مجتمع شديد العنصرية، وكل فرد بيننا يحس أن غيره أقل مرتبة منه، ولولا فسحة النفاق لصرنا مثل لبنان والعراق.. فالشامي لا يعترف بشامية كل من أتى من خارج السور، وإنما هم فلاحون (من ريف دمشق)، تماماً كما كان يغمز من قناتنا الولد الأبله (سعد) مع أنه لبناني وليس من داخل السور.. أهل حماة أيضاً يرون الحلبيين دونهم منزلة، والحلبيون ينظرون إلى الجزراويين بالطريقة نفسها، أي دونهم مرتبة. اللوادءا متعصبون ضد الطراطسة، ومشجعوا فريق حطين يرون أنفسهم أعلى مرتبة من مشجعي فريق تشرين.. والعنصرية متفشية أيضاً بين أتباع المذاهب والأديان والقوميات والألوان، حيث مازال الرجل الأسود عندنا يدعى عبداً، والفول السوداني اسمه (فستق عبيد) نسبة إلى السودانيين الذين كانوا يبيعونه على الطرقات.. ولن نختتم بعنصرية رجالنا وإحساسهم بالتفوق على النساء، يدعمهم في ذلك القضاء والأرض والسماء.. وإذا سألنا: كيف نخفف من مستوى عنصريتنا هذه، نذكر بأن الأحزاب، أحزابنا غير الدينية، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كانت تصهر عنصريات أعضائها داخل بوتقتها لتدمجها في عنصرية واحدة هي عنصرية الحزب الموجهة ضد الأحزاب الأخرى، وهذا أقل الإيمان، أعني أن تسمح الدولة بإنشاء أحزاب جديدة غير تلك الموجودة في مأوى العجزة الذي اسمه: الجبهة.. الوطنية.. التقدمية...


نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...