واشنطن بوست تكشف عن أكبر فضائح المارينز في العراق
قال مصدرعسكري أميركي إن عددا من أفراد مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قد يواجهون تهما جنائية في قضية مقتل 24 مدنيا عراقيا بينهم نساء وأطفال في مدينة حديثة شمال غربي بغداد.
واستعادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية التي نقلت الخبر وقائع الجريمة التي ارتكبها جنود من المارينز في حديثة في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بقتل مدنيين "بدم بارد".
ونقلت الصحيفة كذلك عن مصادر قريبة من ملف التحقيقات الذي كلف جهاز التحقيق في الجرائم بتوليه, أن اتهامات بالقتل والإخلال بالواجب والإدلاء بشهادات مزورة قد توجه إلى عناصر من مشاة البحرية.
وبينما أوشك التحقيق أن ينتهي، توجه قائد المارينز الجنرال مايكل هاغي الخميس إلى العراق لتذكير الجنود بأن مهمتهم تقضي أيضا بحماية المدنيين.
وقالت الصحيفة إن هذه القضية "قد تشكل أخطر انتهاك لقوانين الحرب من جانب القوات الأميركية خلال ثلاثة أعوام من النزاع".
وكان الجيش الأميركي ادعى أن المدنيين الذين قضوا في حديثة قتلوا جراء قنبلة يدوية الصنع، لكن مجلة "تايم" دحضت هذه النظرية ونشرت رواية قد تكون وخيمة العواقب بالنسبة إلى الجيش الأميركي، مستندة خصوصا إلى شهادة طفل في التاسعة نجا من المذبحة.
ونشرت الصحف الأميركية تفاصيل المذبحة منذ بدايتها في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2005 عندما انفجرت قنبلة لدى عبور قافلة أميركية، مما أسفر عن مقتل جندي في المارينز يدعى ميغيل تيرازاس (20 عاما) وجرح جنديين آخرين.
وذكرت الصحف أنه بعيد الانفجار توجه عناصر من المارينز إلى منزل ادعوا أنهم شاهدوا رصاصا يطلق منه، وهو منزل المسن عبد الحميد حسن علي (76 عاما) الذي يتنقل على كرسيه المتحرك ويعيش مع العديد من أفراد أسرته.
وما أن دخل الجنود الأميركيون المنزل حتى أطلقوا النار على كل من وجدوه، وكانت الحصيلة سبعة قتلى بينهم طفل في الرابعة.
وانتقل المارينز إلى منزل مجاور يعيش فيه زوجان وأولادهما السبعة، وسرعان ما أطلقوا النار عليهم ورموا قنابل يدوية في المطبخ والحمام.
ونقلت الصحافة الأميركية عن جيران لهذه العائلة قولهم إنهم سمعوا صراخا أليما إلا أن فتاة في الـ13 من عمرها نجت من المذبحة بعدما تظاهرت بأنها ميتة وقد غطت وجهها بدماء والدتها. وكان من بين الضحايا الثمانية طفلة في عامها الأول وولد في الثامنة.
ثم أكمل المارينز طريقهم نحو بيت ثالث يقيم فيه أربعة أشقاء فقتلوهم جميعا. وقال مسؤولون في مشاة البحرية لاحقا إن أحد هؤلاء كان مسلحا لكنهم لم يوضحوا ما إن كان استخدم سلاحه.
وفي منزل رابع، عثرت وحدة من المارينز على شبان فأخرجتهم واعتقلتهم من دون سفك دماء.
لكن المذبحة لم تنته عند هذا الحد، إذ وصلت سيارة أجرة إلى المكان فيها أربعة ركاب وما أن شاهد السائق آلية أميركية مدمرة وجنودا متوترين حتى حاول العودة سريعا، لكن المارينز أطلقوا النار فأردوا السائق والطلاب الأربعة داخل السيارة.
ومن دون أي تفسير، تولى جنود أميركيون نقل الجثث الـ24 إلى مستشفى حديثة حيث التقط طالب عراقي يدرس الصحافة صورا للجثث الملفوفة داخل أكياس.
وقالت الصحافة الأميركية إن تنظيم القاعدة طبع نسخا من هذه الصور ووزعها على مساجد في سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية لغايات دعائية، مستغلا ذبح النساء والأطفال لتجنيد مزيد من المقاتلين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد