يا نصر الله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب

17-07-2006

يا نصر الله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب

هو السيد إذاً على خطى جمال عبد الناصر! أو هكذا تراه الأوساط الشعبية وأوساط المعارضة في مصر. تصدرت صوره الصفحات الأولى، ونشر نص خطابه كاملا، وخصصت صفحات تمجد أبا هادي. وبدا كأن الحملة الإعلامية التي قادتها صحف المعارضة والصحف المستقلة وقوى المجتمع المدني من صحافيين ومهنيين وحركات سياسية للتضامن مع لبنان والدفاع عن المقاومة وسيدها، الذي لقب ب(مؤذن الثورة)، هي بمثابة اعتذار ضمني عن موقف مصري رسمي حمل حزب الله المسؤولية. فمصر كما يقول رئيس تحرير صحيفة العربي الناصري عبد الله السناوي <لا يليق بها أن تتماهى مع الموقف السعودي والأردني ضد المقاومة>.
حالة التضامن هذه مع الشعب اللبناني في محنته والمقاومة في نضالها، عبرت عن نفسها من خلال انتقادات وإدانات شديدة اللهجة للموقف الرسمي المصري، دفعت بعض السياسيين إلى التحذير بالقول <لا تضربوا المقاومة في ظهرها>. واعتبرت بعض الصحف المستقلة ومنها <صوت الأمة>، أن الموقف المصري الأردني السعودي (باع اللبنانيين وأعطى الإسرائيليين مبررا لذبحهم)، وأن الحكام العرب صاروا <جزءا من المجهود الحربي لأميركا وإسرائيل>.
وقد صدرت مواقف عديدة من قوى المجتمع المدني وأوساط المعارضة. واستنكر بيان وقعته مجموعة من المثقفين المصريين <حملات النقد التي وجهت لحزب الله في عملياته الناجحة ضد العدو الصهيوني. كما أصدر الحزب العربي الناصري بيانا ندد فيه بما وصفه ب<الاستعداء العلني من بعض الحكومات العربية على المقاومة الباسلة في لبنان>. وأكد الحزب دعمه وتأييده اللامحدود لمواقف المقاومة اللبنانية <التي أعادت الشعور بالكرامة لكل العرب>. واعتبر بعض الكتاب أنه لا وقت الآن لمحاكمة <حزب الله>. وأعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة، أن الموقف العربي المناوئ للمقاومة في جزء منه يعبر عن تخوف هذه الأنظمة من إحراج قد تسببه المقاومة بعملياتها ضد إسرائيل.
شعبيا، هناك شعور قوي بالتضامن لما يحدث في لبنان. وهو وإن لم يعبر عن نفسه في صورة تظاهرات ضخمة، إلا أن ذلك لا يمنع وجوده. وهو ينعكس في صورة ارتفاع شعبية السيد حسن نصر الله بشكل غير مسبوق، ذلك أن خطبه وكلماته باتت تحظى بنسب مشاهدة عالية. وهو صار على حد قول أحد المصريين  أن <لا أمل للأمة إلا في نصر الله وجنوده>. وشوهد العلم اللبناني يرفرف على شرفات بعض المنازل، وهو يباع في وسط القاهرة. كما أن التركيز الإعلامي على ما أنجزه الحزب من انتصارات، يتبادل المصريون أخبارها عبر رسائل الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني.
وانعكست حالة التضامن مع المقاومة الإسلامية اللبنانية في شكل تظاهرات بدأت الجمعة الماضي في الأزهر. وقد دعت نقابة المحامين إلى تظاهرة للتضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني أمام نقابة الأطباء، وحضرها حوالى 300 متظاهر وسط حالة استنفار أمني شديد. ورفع المتظاهرون العلمين اللبناني والفلسطيني، كما حرقوا العلم الإسرائيلي ورددوا شعارات تضامن مع المقاومة ومنها <اللي بيضرب في لبنان بكره يضرب في أسوان>، و<يا نصر الله يا حبيب اضرب اضرب تل أبيب>، <الله الله الله إحنا جنودك يا نصر الله>.
وسوف تستمر الفعاليات التضامنية مع لبنان، حيث دعت نقابة الصحافيين الى تظاهرة غدا الثلاثاء، بينما سيشهد يوم الأربعاء تظاهرة تضامنية أيضا مع <حزب الله>.

من جهة أخرى أصدرت مجموعة من الشخصيات الوطنية المصرية ( مثقفين وأكادميين ورجال دين ) بياناً قالت فيه :

يدين الموقعون على هذا البيان المواقف الرسمية المتخاذلة، التي امتنعت عن الوقوف الى جانب المقاومة الباسلة في كل من لبنان وفلسطين. ويستنكرون بالقوة ذاتها حملات النقد التي وجهت الى حزب الله في عمليته الناجحة ضد العدو الصهيوني، وفي موقفه المشرف من عدوانه الهمجي على لبنان. وهم إذ يعلنون البراءة من ذلك التخاذل، معتبرين ان النقد واللوم ينبغي ان يتوجها الى القاتل وليس الضحية، فانهم يؤكدون ان تلك المواقف لا تعبر عن الضمير العربي الحي. كما انها تتعارض كلية مع استحقاقات الدفاع عن الأمن القومي العربي أو المصالح العليا للأمة.
وفي الوقت ذاته، فإن الموقعين على البيان يرون انه في ما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، فإن الحياد أو حتى الوساطة من جانب اي طرف عربي، هي جريمة لا تغتفر، بل تعد انحيازا فاضحا للعدو الصهيوني، وامتثالا مكشوفا للاملاءات الاميركية.
وهم إذ يعتزون بأداء المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، يؤكدون ان الأمة العربية ما زالت تملك العديد من الأوراق التي تتوزع على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وتمكنها من الدفاع عن حقوقها والذود عن شرفها. كما انهم يعتبرون ان مقاطعة إسرائيل وطرد ممثليها من العواصم العربية المتواجدين فيها هما الحد الأدنى للالتزام بالموقف الوطني الشريف. كذلك يعتبرون ان فضح التواطؤ الأميركي الراعي للعدوان الإسرائيلي، موقف يجب ان تجهر به العواصم العربية التي أخرسها العجز وافقدها الشعور بالهزيمة قدرتها على النطق في الوقت الراهن.
اننا نحذر من استمرار تخاذل الأنظمة العربية، الأمر الذي من شأنه ان يضاعف من شعور الشارع العربي بالسخط والغضب، ويفتح الباب لكافة احتمالات انفجار ذلك الغضب، على نحو قد يقلب الأوضاع العربية رأسا على عقب.
الموقعون
عزيز صدقي، يوسف القرضاوي، حسام عيسي، رضوى عاشور، حمدي قنديل، عبد الوهاب المسيري، طارق البشري، حسن نافعة، جميل مطر، محمد ابو الغار، محمد عمارة، يوسف شاهين، ايمن يسري الجمل، منصور حسن، محسنة توفيق، ابراهيم درويش، محمد سليم العوا، عبد العظيم انيس، مدحت ابو الفضل، صلاح الدين حافظ، علي الغتيت، بهاء طاهر، يحيى الجمل، سلامة احمد سلامة، مني مكرم عبيد، سامي شرف، جمال اسعد، جمال بدوي، حامد الموصلي، رفيق حبيب، مجدي مهنا، حسن حنفي، جلال امين، سعيد اسماعيل علي، رفعت سيد احمد، هاني شكر الله، صافي ناز كاظم، حمدي السيد، ضياء رشوان، يوسف القعيد، عمرو الشوبكي، احمد فؤاد نجم، نبيل عبد الفتاح، عاطف البنا، عبد العظيم انيس، نادر فرجاني، يحيى الرفاعي، جمال الغيطاني، احمد العسال، بلال فضل، محمد فائق، فهمي هويدي...

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...