يافا تحيي يوم الأرض وغزة تشيع شهداءها
شارك أكثر من ألفي متظاهر من فلسطينيي48 بمدينة يافا في إحياء الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض الذي يحل يوم الثلاثين من الشهر الجاري، مؤكدين رفضهم لسياسة التهويد.
وتحت شعار "مسيرة البقاء" ردد المتظاهرون هتافات تؤكد عروبة المدينة وتصميم أهلها على البقاء بأراضيهم، كما حملوا الأعلام الفلسطينية وسط حضور كبير من اليهود اليساريين.
وفي المهرجان الخطابي الذي جرى بحديقة غزة بمدينة يافا أكد رئيس لجنة المتابعة العربية شوقي خطيب أن الحكومة الإسرائيلية "ترتكب خطأ كبيرا لو ظنت بأنها ستنجح في مخططاتها" لإجلاء العرب عن مدينة يافا.
وقال ممثل اللجنة الشعبية عن يافا عمر سكسك إنه "ليست صدفة أن تكون مدينة يافا هدفا للهجمة لأنه يحيط بنا مليون ونصف المليون يهودي ونحن عشرون ألفا، يافا تتعرض للتهويد من قبل الحكومة وكل مؤسساتها" مطالبا القيادات العربية إلى وضع إستراتيجيات جديدة للتصدي للمحاولات الإسرائيلية.
ولفت سكسك إلى أن أراضي الفلسطينيين وبيوتهم في مدينة يافا تباع بالمزاد العلني وتتعرض للهدم والإخلاء، مؤكدا في الوقت ذاته أن ما حدث عام 1948 لن يتكرر.
من جهته قال رئيس الحركة الإسلامية بإسرائيل الشيخ رائد صلاح "نحن نعيش على هذه الأرض إما أن نبقى فيها أو نموت فيها" مشيرا إلى أن لجنة المتابعة تعمل على ترميم عشرات البيوت حفاظا على مستقبل مدينة يافا.
وقامت لجنة المتابعة العربية بتكثيف نشاطها هذا العام حيث جعلت الجمعة افتتاح فعاليات يوم الأرض بيافا، والسبت يوم عمل تطوعي بالنقب لزراعته بمشاتل الزيتون. كما ستنظم تظاهرة أخرى في بلدة قلنسوة، على أن تنظم تظاهرة مركزية الأحد في بلدة عرابة في الجليل.
ويحيي فلسطينيو 48 -البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة بأراضي 48 في يوم الأرض، ذكرى استشهاد ستة منهم برصاص قوات الاحتلال في الثلاثين من مارس/ آذار 1976 بمواجهات عنيفة ضد مصادرة أراض من قبل تل أبيب.
- من جهتها أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد مسلحين فلسطينيين وإصابة اثنين آخرين باشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، في حين أكد قائد الأمن الوطني الفلسطيني وجود اتصالات مع الجانب الإسرائيلي من أجل تسليم محافظة جنين بالضفة الغربية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ذكر أمس الجمعة أن الجنود فتحوا النار على مسلح شمال القطاع بعد أن ألقى قنبلة يدوية عليهم.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في القطاع إن جيش الاحتلال أبلغهم بسقوط أحد الضحايا، لكنه حذرهم من الاقتراب من المنطقة.
وكانت حماس أعلنت بوقت سابق الجمعة استشهاد مقاوم وجرح اثنين آخرين برصاص الاحتلال خلال عملية توغل محدودة في بلدة القرارة شرق خان يونس جنوب القطاع.
وأكدت الحركة أن الشهيد بلال عبد ربه الأسطل هو أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري التابع لها.
في الأثناء أعلن قائد قوات الأمن الوطني بالضفة أن اتصالات تجري مع تل أبيب من أجل تسلم مدينة جنين، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية جاهزة لاستلام المدينة.
وأكد اللواء ذياب العلي في تصريح إعلامي الجمعة أن القوات الأمنية باتت جاهزة لاستلام مناطق الضفة كافة.
كما أوضح أن كتبية يبلغ عدد أفرادها ستمائة ضابط وعنصر ستنهي خلال الشهر المقبل دورة تدريبية تجريها بالأردن حاليا، وأنه سيتم توظيف كتيبة أخرى من الشبان صغار السن لتضاف لقوات الأمن الوطني.
يُذكر أن وزارة الدفاع الإسرائيلية أعطت موافقتها على نشر مئات من رجال الشرطة الفلسطينيين بمدينة جنين شمال الضفة المحتلة، وذلك في أعقاب لقاء جمع الأربعاء كلا من وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض.
وأوضح العلي أن قوات الشرطة الفلسطينية ستتولى مهام حفظ النظام، بينما يحتفظ الجيش الإسرائيلي بحق توقيف الفلسطينيين "الملاحقين لنشاطات معادية لإسرائيل".
وفي شأن متصل بالوضع الفلسطيني، أكد الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا استمرار سياسة المقاطعة وعدم الحوار التي ينتهجها الاتحاد مع حماس.
ففي تصريح عقب اجتماع وزراء خارجية الأوروبي حول الشرق الأوسط عقد بمدينة في بردو بري كرانيو في سلوفينيا، شدد سولانا على أنه لا توجد أي اتصالات مباشرة مع حماس وأنه لم يطرأ أي تغيير بموقف الاتحاد على هذا الصعيد.
وأوضح المسؤول الأوروبي أن الاتحاد يتواصل مع أوضاع المنطقة عبر التحدث مع المصريين الذين يقودون المفاوضات بين مختلف الحركات الفلسطينية، ومع إسرائيل.
من جانبه عبر وزير الخارجية الفرنسي عن تأييده للمبادرات التي أطلقتها بعض الدول العربية لتحقيق مصالحة بين حماس التي تسيطر على قطاع غزة وبين حركة التحرير الوطني (فتح) التي تقود السلطة في الضفة.
وقال برنار كوشنر في مؤتمر صحفي إنه من المناسب فسح المجال أمام المبادرة المصرية واليمنية بهذا الخصوص، وإن الأمر متروك نهاية المطاف للفلسطينيين كي "يقرروا اللحظة التي يتحدثون فيها فيما بينهم، سرا أو علانية".
وردا على سؤال عن إمكانية قيام حوار بين الأوروبيين وحماس، أعرب المسؤول الفرنسي عن أمله في التوصل لموقف واحد من قبل الدول الأعضاء بالاتحاد حيال هذه المسألة معتبرا أن المفاوضات الفردية وسط انقسام للرأي حول هذا الموضوع "لن يكون أمرا إيجابيا".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد