روسيـا تطـرد الملحـق العسكـري الإسرائيلـي

19-05-2011

روسيـا تطـرد الملحـق العسكـري الإسرائيلـي

في سابقة تاريخية أقدمت سلطات الأمن الروسية على اعتقال الملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو والتحقيق معه وأمرت بطرده فورا.
وقد كشف النقاب ليلة أمس عن ذلك في إسرائيل بعد وصول الملحق وهو برتبة عميد ويدعى فاديم لايدرمان إلى تل أبيب وإخضاعه للاستجواب. واتهمت روسيا الملحق العسكري الإسرائيلي بالتجسس ومحاولة الحصول على معلومات أمنية بطرق غير مشروعة.العميد لايدرمان
ويشكل احتجاز وطرد لايدرمان من روسيا مظهرا من مظاهر الأزمة الدبلوماسية بين الدولتين. ولو لم تكن هناك أزمة كهذه لجرى التعامل مع مثل هذه القضية بطريقة أخرى. ونظرا لحساسية العلاقة الإسرائيلية الروسية، جراء كون موسكو مزود السلاح الرئيس لإيران وسوريا، فإن ابتلاع إسرائيل للإهانة من دون اتخاذ خطوات مقابلة يظهر التوازن الراهن في العلاقة بين الدولتين. وليس مستبعدا أن إسرائيل، التي تعاني من توتر في علاقاتها مع الكثير من الدول الأوروبية، لا تريد مزيدا من التوتر مع روسيا أيضا.
وجرى الإعلان في إسرائيل أنه تم اعتقال واستجواب العميد لايدرمان، بعد وصوله من موسكو، باستخدام جهاز كشف الكذب حول الادعاءات الروسية وتبين أنها لا ترتكز إلى أساس. وادعى لايدرمان في التحقيق الإسرائيلي معه أن الروس أساءوا تفسير سلوكياته ما قاد إلى هذا الوضع. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مداولات مكثفة جرت خلال الأيام الأخيرة بين موسكو وتل أبيب بهدف تهدئة الأجواء، ولكن حتى الآن يبدي الروس تشددا تجاه السلوك الإسرائيلي.
وأشار موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الالكتروني إلى أن للملحق العسكري دورا بالغ الأهمية خصوصا في دول مثل روسيا، نظرا للمصالح الأمنية هناك. فهو من ناحية يمثل الجيش ولكنه يمثل أيضا الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي أقامت شراكة في العديد من الميادين مع الصناعات العسكرية الروسية. وعدا ذلك يخدم الملحق العسكري كمستشار للسفير في كل ما يتعلق بالمواضيع الأمنية، ولذلك تنظر الدولة العبرية بخطورة لإبعاد لايدرمان. ولإسرائيل مصالح كبيرة في روسيا بينها منع وصول أسلحة متطورة لسوريا وإيران.
وكما سلف اعتقل جهاز الأمن الروسي المعروف باسم «بي. إس. بي» في 12 أيار الحالي وحقق مع لايدرمان لفترة قصيرة بسبب حصانته الدبلوماسية، وبعدها تم الإعلان عنه شخصية غير مرغوب فيها. وتم اعتقال لايدرمان وهو ضابط سلاح الجو من أصل روسي في مطعم في موسكو وهو ما ترى فيه إسرائيل انتهاكا لحصانة لايدرمان الدبلوماسية. وعاد العميد إلى إسرائيل مع عائلته قبل ثلاثة أيام.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا سبق واعتقلت قبل سنوات قنصلا إسرائيليا يعمل في منظمة «نتيف» التابعة للاستخبارات الإسرائيلية والمكلفة بتنسيق «هجرة» اليهود. وفي حينه أعلنت موسكو أن هذا القنصل دفع أموالا مقابل معلومات أرشيفية عن أماكن سكن يهود في روسيا، وهو أمر غير مشروع هناك.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الحادث الدبلوماسي وقع أثناء زيارة وفد من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست برئاسة الجنرال شاؤول موفاز إلى موسكو واجتماعه مع كبار المسؤولين هناك. وتعذر على المسؤولين الإسرائيليين، وفق «هآرتس»، تفسير الموقف الروسي.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...