«أنصار الله» في قصر عدن والسعودية تدعو إلى اليقظة وتعلن خسائرها الأولى

03-04-2015

«أنصار الله» في قصر عدن والسعودية تدعو إلى اليقظة وتعلن خسائرها الأولى

لا يزال المشهد الميداني من الشمال وصولاً إلى آخر معاقل ميليشيات عبد ربه منصور هادي جنوباً لمصلحة جماعة «أنصار الله»، التي أحكمت، يوم أمس، سيطرتها على عدن، في خطوة تمثّل الانتكاسة الأكبر لـ «تحالف الحزم» الذي يقود الحرب على اليمن بعنوان: «حماي ة الشرعية»، فيما نعَت السعودية قتيلها الأول من حرس الحدود والذي سقط في تبادل لإطلاق النار على الحدود المشتركة بين البلدين.
ويتأكّد مع مرور اليوم الثامن على بدء «عاصفة الحزم»، أنّ مفاعيل الغارات الجوية لم تحقّق أيّ خرقٍ في التوازنات على الأرض، او شعار استعادة «الشرعية»، حيث باتت الجماعة تسيطر على معظم البلاد وها هي دخلت القصر الجمهوري في عدن، في حين أنّ من بين شعارات الحرب التي شُنّت على اليمنيين هو وقف تقدّم الحوثيين واستعادة «الشرعية».
وعلى الرغم من ذلك، قال المتحدث باسم «العاصفة» أحمد عسيري، إنّ قوّات «التحالف» تسيطر على الموانئ والمواقع الاستراتيجية في اليمن، وهو على ما يبدو، يقصد السيطرة النارية في ظل غياب قوات على الارض.
وبحلول منتصف يوم أمس، وصلت «أنصار الله» ووحدات الجيش اليمني على متن مصفّحات وناقلات جند إلى قصر المعاشيق في حي كريتر في عدن، بعد مواجهات دامية مع الميليشيات الموالية لهادي، أدّت إلى مقتل أكثر من 44 شخصاً، بينهم 18 مدنياً و20 من عناصر الجماعة، بحسب مصادر عسكرية وطبية.
واعتبر مصدر ديبلوماسي غربي أنّ «أنصار الله» يضغطون على عدن «باعتبارها تشكّل النقطة الأضعف في الإستراتيجية السعودية»، لأن الميليشيات في المدينة، «تسودها الفوضى والتشرذم».
المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام، أعلن، من جهته، أنّ القتال في عدن أظهر فشل التدخل العسكري السعودي، مضيفاً في حديث لقناة «المسيرة» التابعة للحوثيين أنّ «الانتصارات» في عدن تربك تلك الحملة و «تسكت الدول المعتدية»، فيما أكد المتحدث الإعلامي باسم الجماعة أحمد حامد السيطرة الكاملة على مدينة عدن، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أنّ «القوات اليمنية بدأت التحرك نحو الحدود اليمنية ــ السعودية بهدف تأمينها».
وبعدما أكّد ولي ولي العهد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، خلال لقائه قادة حرس الحدود في مناطق جازان ونجران وعسير الجنوبية، أمس الأول، «أهميّة تعزيز الإجراءات الأمنية على حدود المملكة البرية والبحرية والتعامل بحزم مع كل من يسعى إلى استغلال الظروف الراهنة للإخلال بالأمن»، أعلنت الرياض، للمرة الأولى، أمس، مقتل أوّل عسكريّ سعوديّ من حرس الحدود وإصابة عشرة آخرين خلال تبادل لإطلاق النار جرى مساء أمس الأول في منطقة عسير الحدودية مع اليمن.
وأوضحت وزارة الداخلية أنّ حرس الحدود في إحدى نقاط «المراقبة الحدودية المتقدمة في مركز الحصن في منطقة عسير، تعرّضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبليّة مواجهة داخل الحدود اليمنية، ما أدى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح».
وذكرت وكالة الأنباء السعودية ـ «واس» أنّ وزير الداخلية استعرض مع قادة حرس الحدود «الأوضاع الراهنة في اليمن وما تتطلبه من حرص ويقظة للتصدي لأيّ محاولات تستهدف النيل من الأمن والاستقرار في المملكة»، في وقت أكّد عسيري أنّ القوّات السعودية أحبطت محاولة تسلّل مسلحين حوثيين إلى أراضيها.
وبرغم إعلان «التحالف العربي» اكتمال الحصار البحري على اليمن، قال مستشار سعودي إنّ قوّات موالية لعلي عبدالله صالح استطاعت إنزال قوّة خاصة صغيرة العدد في مرفأ عدن الواقع في حي كريتر، بعد معلومات عن عملية إنزال لـ «التحالف» في المدينة، وهو ما سارع إلى نفيه السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، مؤكداً أنّه لا وجود لعناصر سعودية «رسمية» على الأرض في عدن، مع ترك الأفق مفتوحاً أمام إرسال قوات بريّة.
وفي رواية ثانية، قال نائب رئيس مجلس إدارة «مؤسسة موانئ خليج عدن» عبد الرب الخلاقي إنّ «سفينة حربيّة صينيّة كانت راسية في الميناء لإجلاء الرعايا، وأثناء عمليّة الإجلاء حدث إطلاق نار، ما أدى إلى انتشار جنود صينيين، كانوا على متن السفينة، لحماية الركاب. وبعدما انتهت عمليّة الإجلاء، عاد الجنود إلى مواقعهم في السفينة، والأمور هادئة في ميناء عدن».
على مستوى آخر، وفي تطوّر خطير، تمكّن مسلحون من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من اقتحام السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، فجر أمس، وحرّروا حوالي 300 سجين، بينهم أحد قادة التنظيم البارزين ويدعى خالد باطرفي.
وأكد مصدر أمني أنّ «باطرفي، الموقوف منذ أكثر من أربعة أعوام، من بين نحو 300 سجين تمكّنوا من الفرار اثر اقتحام السجن»، مضيفاً أنّ اشتباكات دارت في السجن، أسفرت عن مقتل حارسين وخمسة من السجناء.
ويعدّ باطرفي من أبرز قادة «القاعدة» في أبين الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم بين العامين 2011 و2012.
وإلى جانب السجن، هاجم مسلحو «القاعدة» الميناء والقصر الرئاسي ومقار الإدارة المحلية والمحافظ والأمن والاستخبارات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية، كما سيطروا على مقرّ إذاعة محلية.
وفي هذا السياق، شدّد عسيري على أنّ تنظيم «القاعدة» له تأثير كبير على الوضع القائم في اليمن، معتبراً أنّ «القاعدة والحوثيين وجهان لعملة واحدة».
سياسياً، جدّدت موسكو تأكيدها على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش ألّا بديل من الحلّ السياسيّ للأزمة في اليمن، مشيراً إلى أنّ «النهج الروسي يقول بضرورة وقف أيّ استخدام للقوة».
وفي هذه الأثناء، بعث الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تحاول بلاده إيجاد تسوية لإنهاء الحرب على اليمن، برسالة إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عبر نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي الذي أوفده إلى بغداد. ودعا روحاني بغداد إلى بذل جهودها من أجل إنهاء الحملة السعودية، وإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن، وفقاً لوكالة «مهر» للأنباء.
كما دعا الرئيس الإيراني المؤسسات الدوليّة إلى التحرّك، وبذل الجهود من أجل إيقاف «عاصفة الحزم» فورا.
العبادي، بدوره، أكد رفض العراق «التدخلات الخارجية في اليمن، والتي تؤدي إلى زيادة الوضع تعقيداً، وزيادة التطرف والإرهاب الإقليمي والدولي».
وتوجه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر من مقر إقامته في مسقط إلى نيويورك، في وقت يسعى فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى وقف القتال وحماية المدنيين في اليمن.
تركياً، أعرب وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن أمله في إيجاد حل سياسي دائم في اليمن، موضحاً عدم تلقّي بلاده أيّ طلب حول المشاركة في «عاصفة الحزم»، ولكنّه أشار إلى «إمكانيّة تقديم دعم لوجستي واستخباراتي إذا تطلّب الأمر، باستثناء إرسال قوات عسكرية».
وفي وقت يبدو دور إسلام آباد ضبابياً في الحملة العسكرية على اليمن، دعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى عقد جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان، الاثنين المقبل، لبحث مشاركة القوات الباكستانية في «التحالف»، وذلك عقب عودة وفد عسكري وسياسي باكستاني رفيع المستوى من زيارة إلى السعودية لتقصّي الحقائق.
وتكثّفت الغارات الجوية والقصف المدفعي، أمس، على بلدات باقم ورازح ومنبه الحدودية في محافظة صعدة شمالاً، ما أدى إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة ثمانية.
وشنّت المقاتلات السعودية غارات جوية استهدفت عبارات الطرق في بلدة باقم وشبكات الهاتف، ومحطات الإذاعة والتلفزيون في جبل مرع، ما أدى إلى عزل أبناء البلدة عن محيطهم الخارجي.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...