«التحالف» يستعد لمعركة صنعاء
ظلَّت جلسة مجلس الأمن الدولي التي قدَّم خلالها الموفد الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إفادته، أمس الأول، سريَّة، ما عدا الأجواء التي سرَّبها ديبلوماسيون قالوا إنَّ الأخير تلقى وعوداً من «أنصار الله» بالتعامل بإيجابيَّة مع الحكومة المستقيلة التي تعتزم استكمال عمليتها لـ «تحرير صنعاء» في غضون الأيام القليلة المقبلة بدعم جــوي وبري من «التحالف» العسكري الــسعودي الذي يقود حرباً على اليمن للشهر الخامس على التوالي.
ونقلت «الأناضول» عن مصادر ديبلوماسيَّة أمميَّة قولها إنَّ ولد الشيخ أحمد أبلغ أعضاء مجلس الأمن في إفادته، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة عصر أمس الأول، موافقة قيادات بارزة في جماعة «أنصار الله» على التعامل بإيجابية مع الحكومة المستقيلة. وأضافت المصادر أنَّ المبعوث الأممي تطرَّق أيضاً إلى الوضع الإنساني في البلاد، وضرورة الدعوة مجدداً إلى هدنة إنسانيَّة، محذراً، في الوقت ذاته، من مخاطر انقسام البلاد في ظل استمرار الوضع الحالي.
وفي وقت تشكو بعض الفصائل المسلحة من عدم إمدادها بالأسلحة اللازمة خصوصاً في محافظتي إب وتعز التي لا تزال تحت سيطرة الجيش اليمني و «أنصار الله»، أكَّد وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين، أنَّ عملية «السهم الذهبي لتحرير صنعاء» ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة بمساندة قوات «التحالف»، حيث ستستغرق «عملية تحريرها ثمانية أسابيع تقريباً».
وقال ياسين إنَّ الحكومة ستعود بالكامل إلى عدن خلال أقل من خمسة أشهر، موضحاً أنَّ المرحلة المقبلة لن تشهد مشاركة «أنصار الله» في العملية السياسية، إلَّا بعد «قبولها قرار الحكومة بنزع السلاح، والتخلي عن إيران».
وفي نيويورك، قال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، إنّ «الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تشهدها بلادي هو في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 الذي يطالب الانقلابيين بالخروج من المدن التي احتلوها».
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين من أمام قاعة مجلس الأمن الدولي، أوضح أنَّ «جماعة الحوثيين في حالة انهيار في أغلب المحافظات اليمنية»، مضيفاً «لا يوجد حلّ سوي في اتخاذ أعضاء مجلس الأمن موقفاً موحدا إزاء العملية السياسية حتى تعود إلى مسارها، وفقاً لبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني».
في هذه الأثناء، كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يزور الإمارات حيث التقى مساء أمس الأول، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان الذي أشار إلى أنَّ ما تقوم به بلاده في إطار «التحالف» «ينطلق من إيمان عميق بأهمية التضامن والتعاون العربي المشترك، لحماية المنطقة العربية، وتحصينها تجاه الأطماع والمخاطر والتدخلات الخارجية في شؤونها».
وفي إشارة واضحة إلى إيران، قال إنَّ «الانتصارات التي تشهدها أرض اليمن اليوم، ترسل رسالة واضحة وقوية حول عالم عربي لا يرضى أن تكون أرضه وعرضه مشاعاً ومستباحاً، ويقف أبناؤه الأوفياء حصناً حصيناً للذود عنه، والدفاع عن حــياضه»، مشدداً على «التصدي بــكل قــوة وحزم، لكل ما من شأنه أن يقوض أمن ويهدد استقرار المنطقة».
ميدانياً، تمكَّن الجيش اليمني بمؤازرة «اللجان الشعبية» من استعادة السيطرة على مديرية الرضمة في إب.
وكانت ما يعرف إعلامياً بـ «المقاومة الشعبية» في محافظتي إب وتعز وسط اليمن، قد اشتكت ممَّا وصفته بـ «خذلان الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف لها»، وفق ما أفاد أحد مصادرها، مؤكداً أنَّ المسلحين الموالين لهادي في محافظة إب لم يتلقوا أيّ دعم من الأسلحة حتى الآن.
وفي تعز، قال قائد ميداني لـ «بي بي سي» إنَّ «المقاومة الشعبية كانت على وشك إحكام قبضتها على كل مناطق وأحياء مدينة تعز وطرد من تبقى فيها من حوثيين وقوات الحرس الجمهــوري، إلَّا أنَّ نفــاد الذخائر وقلة الأسلــحة حالا دون ذلك».
(«السفير»، «الأناضول»)
إضافة تعليق جديد