«الحذاء الطائر» في صحف العرب والعالم
تقدم خبر »الحذاء الطائر« على ما عداه من أخبار دولية في الصحف العربية والعالمية. وكان لافتاً أنّ مواقع الصحف وشبكات التلفزة الأميركية على الانترنت، خلت تقريباً من أي انتقاد لتصرف الصحافي الــعراقي منتظر الزيدي، فيما تفاوتت ردود الفعل في الإعلام الــعربي، إذ فيما عبرت معظم الصحف والمواقع الإخبارية عن فخرها بما قام به الزيدي، اعتبر بعضها أنه من غير الأخلاقي مقابلة سياسة الولايات المتحدة بإساءة »تعطي صورة غير حضارية عن العرب«.
وأفردت وسائل الإعلام الأميركية مساحات واسعة من إصداراتها، أمس، للحادثة، التي أجمعت على وصفها بأنها »أكبر إهانة« يمكن أن يتعرض لها شخص في الدول العربية، واعتبرتها دليلا على »هشاشة الأمن الأميركي« في العراق، بعدما »تغلب الحذاء العراقي على جميع التحصينات والأسلحة الأميركية التي أحاطت ببوش«.
واعتبرت صحيفة »واشنطن بوست« أنّ الرئيس الأميركي »ذاق بعضا من النقمة العارمة التي تغلي بها صدور العراقيين على احتلاله لبلدهم«، مشيرة إلى أن رمي الأحذية يعتبر في نظر العراقيين »أسوأ إهانة يتعرض لها أحد، وتعني ضياع احترامه«.
أما »نيويورك تايمز« فتحدثت عن الأبعاد الأمنية للحادث، مشيرة إلى أنّه بالرغم من أن المؤتمر الصحافي لبوش قد أقيم في المنطقة الخضراء، المحصنة بأحدث وسائل الحماية، فإنّ ذلك »لم يمنع الأحذية من أن تكون سلاحا في يد صحافي يستهدف به بوش«.
بدورها تناولت شبكة »سي أن أن« الحادث على موقعها الالكتروني، لافتة إلى أنّ رمي شخص ما بالحذاء يعد »رمزا لإهانة بالغة في ثقافة المسلمين«.
وحول استخفاف بوش بالحادث، واعتباره »سلوكاً معتاداً في المجتمعات الحرة«، رأت شبكة »ايه بي سي« أن تعليقات الرئيس الأميركي »لم تخفِ الإهانة«، في وقت لفتت شبكة »فوكس نيوز« إلى أنّ »توديع العراقيين لبوش بالطريقة ذاتها التي أسقطوا بها تمثال الرئيس الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس في العام ،٢٠٠٣ يعني أن »لا نصر أميركيا حقيقيا في العراق«.
من جهتها، أشارت صحيفة »الغارديان« البريطانية، التي عنونت »النعال والشتائم تنهال على بوش«، إلى أنّ ما قام به الصحافي يحفل بالرمزية، مضيفة أنّ زيارة بوش، التي أحيطت بسرية كبيرة، كانت ستمر مرور الكرام لولا إقدام الزيدي على قذفه بحذائه، مذكرة بدورها، بأنّ »مجرد رفع النعل في وجه الشخص يعد تعبيرا عن الازدراء«، فيما اعتبرت صحيفة »ديلي تلغراف« إنّ الرئيس الأميركي »نجا بأعجوبة من الإصابة بزوج الأحذية«.
وفيما لم تتمكن العديد من الصحف العربية من نشر الخبر، بالنظر إلى مواعيد الطباعة، فإنّ العديد منها حفل بالتعليقات التي تحتفي بهذه الحادثة. واعتبر عبد الباري عطوان من صحيفة »القدس العربي« أن الرمي بالحذاء »وداع لائق بمجرم حرب«.
ولم يخل الأمر في التعليقات العربية من الطرائف، فالكاتب مصطفى بكري اعتبر أن إلقاء الحذاء على رئيس أقوى دولة في العالم ينبئ بأن الحرب العالمية المقبلة ستكون »بالأحذية«، فيما أبدى الصحافي الساخر بلال فضل إعجابه بـ»دقة تصويب« الزيدي وسرعته. وأضاف: »بينما نلمس فرحا عربيا شعبيا واسعا بقذف بوش بالحذاء، فإن هؤلاء العرب أنفسهم يضربون من قبل حكامهم يوميا بالأحذية!«.
في المقابل، حاولت صحيفة »الصباح« العراقية شبه الحكومية ان تقلل من شأن الحادث. وجاء في تعليقها إن »بوش وظف هذا التصرف على انه تعبير عن توافر الحرية«، واصفة الحادث بأنه ذو طبيعة »تافهة وسخيفة«.
لكن بعض المواقع العراقية الإخبارية أشاد بـ»الوقفة الرجولية الشجاعة« للزيدي، الذي »حول رأس بوش إلى ساحة لفردتي حذائه« وجعله »يترنح يميناً ويساراً رغم محاولات المالكي الذود عنه«.
وحملت تلك المواقع المالكي مسؤولية ضمان امن وسلامة الزيدي وإطلاق سراحه، مشيرة إلى أنّ ما قام به يعكس شعوراً عارماً لدى جميع العراقيين.
وذهب موقع »العراق للجميع« إلى أبعد من ذلك حين اعتبر أن »المذلة« التي تعرض لها بوش بالحذاء أكبر من المذلة التي أذل الله بها فرعون (الغرق) وقارون (الخسف بالأرض)، حيث أجبر العراقيون بوش على »أن ينحني لحذائهم«.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد