«الكردستاني»: ضباط أتراك يديرون عمليات «داعش»
في المخيم الاستشاري المعتاد الذي يعقده «حزب العدالة والتنمية» في أنقرة، وهذه المرة في ظل الرئاسة الجديدة لرئيس الحكومة أحمد داود اوغلو، كشف العديد من نواب المناطق الكردية التابعين للحزب أن الأحزاب الكردية المؤيدة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، ومنها «حزب الشعب الديموقراطي»، قد ضاعف من سيطرته على تلك المناطق، مقابل إضعاف سلطة الحكومة.
ونقل بعض النواب انه منذ سنتين و«حزب العمال الكردستاني» يضاعف نفوذه في المنطقة، مستغلا ما يسمى بعملية الحل التي بدأت بين الحزب والدولة التركية، ولا يزال يواكبها حتى الآن وقف للنار.
ويقول هؤلاء النواب إن «الجميع في المنطقة يتسلح، وأسعار الأسلحة ارتفعت بصورة كبيرة، وقطعة السلاح التي كان ثمنها 500 ليرة تركية أصبح ثمنها الآن خمسة آلاف (حوالي 2500 دولار)».
ويشير هؤلاء النواب إلى أن «عملية الحل استغلها حزب العمال الكردستاني في الأساس لهذا الغرض، كما أن مرور البشمركة عبر تركيا إلى مدينة عين العرب (كوباني السورية) قابلها حزب العمال بمظاهر استعراضية واستفزازية للرأي العام التركي».
ونقلت صحيفة «ميللييت» عن هؤلاء النواب تكرار قولهم للمجتمعين «هذا الذي نقوله يجب أن يبقى هنا، وألا يتسرب للإعلام».
وفي حوار مع قناة «ستيرك» الكردية، قال الرجل الثاني في «الكردستاني» رئيس الهيئة القيادية جميل باييك إن «مقاومة كوباني اكتسبت أبعادا عالمية وإنسانية»، متهما «الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء حرب كوباني».
وقال «قطعا تركيا وراء حرب كوباني». ورأى أن «تركيا تهدف من الحرب على كوباني إلى عدة أهداف، منها أولا تصفية الحكم الذاتي في مناطق روجافا (الاسم الكردي الذي يطلقه الكردستاني على المناطق الكردية في سوريا) لأنه إذا تحقق الحكم الذاتي في سوريا فمن المحتوم أن ينتقل إلى الشمال (أي إلى المناطق الكردية في تركيا) وهو ما لا تريده تركيا. لذا تحالفت تركيا مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لضرب كوباني والحكم الذاتي. والهدف الثاني هو أن تركيا تريد استعادة نفوذها في سوريا والعراق بعدما انهارت سياستها بالكامل في الشرق الأوسط. وتريد أن تستعيد نفوذها من خلال التحالف مع داعش واستخدامه كقوة للتأثير والابتزاز. من هنا كان الأكراد احدى ضحايا هذه السياسة. ومن هنا فإن حرب داعش ضد كوباني هي في الأساس حرب الدولة التركية وحرب تطهير اتني للمنطقة من الأكراد». وأضاف ان «تركيا تريد إخراج الأكراد من كوباني وإحلال قبائل سنية مرتبطة بداعش هناك».
وقال باييك إن «تركيا لم تدخل التحالف الدولي ضد الإرهاب لأنه سيعرض منظومة تحالفها مع داعش للخطر»، مضيفا ان «تركيا فتحت ممرا إلى كوباني عبر أراضيها لأنها كانت مرغمة على ذلك من جانب القوى الدولية»، معتبرا أن «اقتراح فتح ممر عبر تركيا جاء من قبل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وليس من قبل اردوغان كما كان قد ادعى. وقد نقل البرزاني الاقتراح إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أرغم الأتراك على ذلك».
وشدد باييك على انه «ليس لدى حزب العمال الكردستاني أي حساسية من محاربة البشمركة إلى جانب مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي في كوباني. وكما حاربت البشمركة مع حزب العمال الكردستاني معا في شمال العراق ضد داعش ها هما يحاربان معا في كوباني ضد داعش نفسها».
وقال باييك إن «اقتراح تركيا إرسال عناصر من الجيش السوري الحر إلى كوباني يهدف إلى إسقاط المدينة من الداخل بعدما فشل داعش في إسقاطها من الخارج»، مضيفا ان «عناصر الجيش السوري الحر موجودون أصلا في كوباني ويحاربون مع الأكراد. لكن العناصر الجديدة التي يريد اردوغان إرسالها من الجيش السوري الحر مرتبطة مباشرة بدائرة الحرب الخاصة في الجيش التركي وتأتمر بأمرها». وتابع «لتركيا عناصر مسلحة داخل الجيش السوري الحر كما داخل داعش، ومن خلالها تدير تركيا داعش كما الجيش السوري الحر. لكن هذه اللعبة خطرة ومكشوفة، وهي لن تنجح لأن مقاومة كوباني باتت عالمية وإنسانية ولا تستطيع مثل هذه الألاعيب أن تسقطها».
ورأى باييك أن «السعودية وقطر تمدان داعش بالسلاح والمال والأردن يدعمه سياسياً، لكن تركيا تقدم الدعم الأشمل ومن كل النواحي. وداخل قيادة داعش يعمل خبراء وعناصر من دائرة الحرب الخاصة التركية التي توجه عمليات التنظيم العسكرية وخططه. وحذر «تركيا من أنه إذا لم تعترف بالحقوق الكردية وتوجد حلا ديموقراطيا وحرا للمشكلة الكردية فإنها أمام إما انقلاب عسكري يطيح بأردوغان، كما حصل في مصر مع محمد مرسي، وإما إلى حرب أهلية مفتوحة، تجعل منها سوريا أو عراقا ثانيا».
محمد نور الدين
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد