«تنسيقية هولاند» تفبرك أخبارا عن استخدام الكيميائي دعما للميليشيات الإسلامية
في سياق جهود حكومته لتلفيق اتهام جديد حول استخدام الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية من أجل خلق ذرائع للعدوان عليها، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه يملك «بعض العناصر» لا ترقى لتكون «أدلة»، على حد تعبيره، عن استخدام دمشق لتلك الأسلحة. وبالترافق مع تقدم الجيش السوري الميداني في القلمون وحمص ومعارك الجنوب، طفت إلى السطح قضية «الكيميائي» مجدداً. وكانت إسرائيل أول من وضع هذه القضية على رأس التداول الإعلامي مؤخراً، وقالت: إن قوات الجيش السوري استخدمت الأسلحة الكيميائية لردع هجمات المسلحين على دمشق أواخر الشهر الماضي.
ومطلع نيسان الجاري، حذر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من أن المسلحين «يخططون لهجوم كيميائي في حي جوبر الدمشقي لاتهام الحكومة فيما بعد»، وبعد أيام أكد التلفزيون السوري أن «جبهة النصرة نفذت هجوماً بسائل الكلور السام على قرية كفر زيتا بريف حماة»، في حين قالت تنسيقيات معارضة إن قوات الجيش السوري هي من استخدمت السلاح الكيماوي. وتبنى هولاند ووزير خارجيته أمس أقاويل تلك التنسيقيات المعارضة.
ورداً على سؤال صحفي عما إذا كان صحيحاً أن النظام لا يزال يستخدم أسلحة كيميائية، قال هولاند في مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1»: «لدينا بعض العناصر (حول هذا الأمر)، ولكنني لا أملك الأدلة ما يعني أنه لا يمكنني تقديمها».
وأضاف: «ما أعلمه أن هذا النظام أثبت فظاعة الوسائل التي يمكنه استخدامها وفي الوقت نفسه رفضه أي انتقال سياسي».
من جانبه قال وزير الخارجية لوران فابيوس: «وردتنا مؤشرات ينبغي التثبت منها تفيد بوقوع هجمات كيميائية مؤخراً».
وأوضح أن هذه الهجمات «أقل أهمية بكثير من الهجمات التي وقعت في دمشق قبل بضعة أشهر لكنها هجمات فتاكة للغاية وموضعية في شمال غرب البلاد على مقربة من لبنان». وقال مصدر فرنسي قريب من الملف لوكالة الأنباء الفرنسية إن «التقارير» حول هذه المعلومات «نابعة من عدة مصادر من بينها المعارضة السورية».
وفي إطار اتفاق روسي أميركي في أيلول 2013 أتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية أميركية لسورية، التزمت دمشق تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية قبل 30 حزيران المقبل.
وقالت رئيسة البعثة الدولية التي تشرف على تدمير الأسلحة الكيماوية السورية سيغريد كاغ أول من أمس إن سورية أرسلت إلى الخارج أو دمرت ما يقرب من (80) بالمئة من مواد الأسلحة الكيماوية التي أعلنتها. وتابع هولاند في المقابلة: إن «فرنسا تسعى إلى أن تستعيد سورية الحرية والديمقراطية. أردنا أن يتم تدمير الأسلحة الكيميائية».
والأسبوع الفائت، نقلت تقارير صحفية عن مصادر دبلوماسية غربية في باريس تأكيدها أن «السلطات الفرنسية، وبعد إخفاق مؤتمر «جنيف 2»، (باتت) تتحدث عن إمكان استخدام الجيش السوري أسلحة كيميائية غير محظورة دولياً، وأن على المجتمع الدولي التحرك لردعه»، في دعوة لإحياء فكرة التدخل العسكري.
لكن مصادر سورية، أكدت وفقاً للتقارير، أن «مقومات هذا التدخل تبدو غير متوفرة حالياً»، مشددةً على أن «التهويل الحالي يهدف إلى أمرين أولاً تبرئة المعارضة مما تقوم به، وثانياً، محاولة يائسة لرسم خطوط حمراء أمام الجيش السوري وحلفائه في معركتهم في ريف دمشق، لتتمكن المعارضة من تحقيق تقدم في الشمال.. ومن هنا أتى الحشد الكبير لقوى المعارضة في حلب حيث تحاول العناصر الإرهابية تحقيق تقدم سريع فيها قبل أن ينهي الجيش معاركه في دمشق وريفها وحمص».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد