«داعش» يصلب ستة شبان وساحر ويفشل في اختراق حماية مطار دير الزور
تنظيم «داعش» يبحث عن «استراتيجيات» جديدة لاقتحام مطار دير الزور العسكري. الفشل المتتالي الذي مُنيت به محاولات التنظيم لم يمنعه من تجديدها عبر جبل ثردة (جنوب شرقي المطار) هذه المرة. وتبدو جهود السيطرة على المنطقة المُرتفعة، والمطلة على المطار مقدمةً لتجريب «تكتيك» مختلف عن أسلوب «داعش» المُفضل في الاقتحامات (الهجمات الانتحارية)، بعد أن فشلت هذه الهجمات في معارك دير الزور الأخيرة.
السيطرة على جبل ثردة من شأنها أن تتيح للتنظيم قصف المطار عن بُعد، في محاولة لإضعاف دفاعاته، تمهيداً لمحاولات اقتحام جديدة. وبعيداً من التصعيد الإعلامي «الداعشي» الذي تضاعف أمس، ينبغي التذكير بأنّ الجبل سبق له أن كان في قبضة التنظيم (من دون أن يؤثر ذلك في المطار) قبل أن يستعيده الجيش السوري. وبمعنى آخر، فإنه حتى ولو أفلح التنظيم في السيطرة على الجبل، فإن ذلك لا يعني حتمية سقوط المطار، كما يحاول مناصرو التنظيم الإيحاء به. علاوةً على ذلك، لا تبدو السيطرة على المنطقة مهمة سهلة في ظل التغطية الجوية التي أفلحت أمس في إجبار مسلحي «داعش» على الانسحاب من النقاط التي سيطروا عليها لوقت محدود في ثردة. ما يبدو أنه كان سبباً في تناقض ما قاله مصدر من التنظيم، مع ما روّجه مناصرو التنظيم أمس عن «تقدم كبير لجنود الدولة في الجبل، واقتراب السيطرة عليه وعلى المطار». المصدر أكّد أن «جنود دولة الخلافة قاموا بعملية خاطفة لم يكن الهدف منها السيطرة، وقد آتت ثمارها حيث دُمِّرَت الآليّات المستهدفة».
على صعيد آخر، وفي تطوّر قد يفتح الباب أمام انقسام في صفوف تنظيم «داعش»، شهدت مدينة البوكمال (ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، قرب الحدود العراقية) اشتباكات بين جماعتين من عناصر التنظيم. ووفقاً لناشطين معارضين «شهدت منطقة الصناعة تبادل إطلاق نار بين عناصر داعش بسبب خلاف بين صدام الجمل، وأبو عبد الله الكويتي (عراقي الجنسية) على المراكز القيادية». وكان «المرصد السوري» المعارض قد نقل أول من أمس عن «مصادر موثوقة» تأكيدها أن «والي داعش السابق في دير الزور عامر الرفدان، طالب قيادات التنظيم بإعادة تعيينه في منصبه السابق». المصادر قالت إن «الرفدان استند في مطالبه إلى أحقيته بالمنصب، لأنه من أبناء دير الزور، فيما الوالي الجديد من العراق». ومن شأن هذه المقدمات أن تفضي إلى انقسام في صفوف «داعش» بدير الزور على الأقل، بين عناصر التنظيم السوريين (الأنصار وفق التسمية «الجهادية»)، ونظرائهم من الجنسيات الأخرى (المهاجرين). إلى ذلك، أعدم التنظيم ستّة شبّان، على دوار الطيارة في البوكمال، وقام بصلبهم من دون إيضاح الأسباب. مصدر من سكان المدينة أكد أن «داعش فرض تشديداً أمنياً كبيراً في المنطقة، ومنع تصوير الجثث». فيما قالت مصادر متطابقة إن «الشبان الستّة ينتمون إلى قرية صبيخان، ويُعتقَد أنّ التنظيم أعدمهم رداً على الأحداث الأخيرة في القرية». التنظيم، ووفقاً لناشطين، كان قد نفّذ أيضاً عملية إعدام وصلب لرجل قرب دوار البلدية في مدينة تل أبيض الحدوديّة مع تركيا، (ريف الرقة)، بتهمة «ممارسة السحر».
في الأثناء، أكدت مصادر من السكان أن غارات جويّة استهدفت مساء أمس آبار نفط يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف دير الزور. فيما أكّد ناشطون عبر موقع تويتر أن «الغارات شنّها طيران التحالف الدولي، واستهدفت آبار كبيبة النفطية شمال مدينة الشدادي، وقرية تل الجاير بريف الشدادي الشرقي».
«بيعات» و «غرفة عمليات»
تطور «جهادي» جديد في حلب، جاء على شكل «بيعات جديدة» لتنظيم «الدولة الإسلامية». الأخير، نشر أمس صوراً عبر صفحة «ولاية حلب» تُظهر «بيعة العشرات من جيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء». ويكتسب هذا التطور أهميةً خاصة بالنظر إلى أن المجموعتين المذكورتين تُعتبران من أبرز المجموعات «الجهادية» الموالية لـ»جبهة النصرة».
في الأثناء، بدا أنّ المجموعات المسلحة الكبرى في حلب باتت تستشعر خطراً مضاعفاً من جراء المعارك التي يخوضها الجيش السوري سعياً إلى عزل المدينة عن الريف، وإلى رفع الحصارعن نبل والزهراء في الريف الشمالي. «الجبهة الإسلامية» و»جيش المجاهدين» و»حركة حزم» و»حركة نور الدين زنكي» ومجموعات أخرى توافقت أخيراً على «تشكيل غرفة عمليات مركزية مشتركة للدفاع عن حلب، ومنع محاصرتها». ممثلو المجموعات المذكورة عقدوا اجتماعات مكثفة خلال اليومين الأخيرين، بغية «تنظيم الصفوف، والتوافق على قيادات الغرفة، تمهيداً لقلب الموازين على الأرض، واسترجاع زمام المبادرة».
«داعش» يسيطر على قريتين
سيطر تنظيم «داعش» (أيهم مرعي) على قريتي أبو قصايب وتل غزال في ريف القامشلي الجنوبي، بعد اشتباكات مع الجيش السوري و«وحدات حماية الشعب» الكردي. وباغت التنظيم حواجز الجيش و«الوحدات» في القريتين، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوفهما. مصدر عسكري أكد أنّ «أعداداً كبيرة من مسلحي داعش هاجموا نقاطاً للجيش والوحدات الكردية، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من بينهم ضابط برتبة مقدم قبل أن يؤمن سلاح المدفعية تغطية نارية لبقية عناصر النقاط»، الذين انسحبوا إلى قريتي خراب عسكر والوهابية المجاورتين. وأضاف المصدر أنّ «سلاح المدفعية استهدف بكثافة المواقع التي دخلها التنظيم، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، من بينهم قيادي ليبي يدعى أبو قتادة.
صهيب عنجريني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد