«قسد» تسيطر على حقول الجفرة «بتواطؤ بين أميركا والتنظيم» والجيش يستعيد زمام المبادرة في دير الزور.
لم يستكن الجيش العربي السوري لكل الهجمات التي شنها تنظيم داعش الإرهابي على مواقعه في دير الزور والبادية بل صد تلك الهجمات واستعاد زمام المبادرة وبدأ محاصرة وتصفية حوالي 1500 داعشي قدموا من الأراضي العراقية، بعدما أمن طريق دمشق– دير الزور بشكل كامل، فيما كانت مطامع «قوات سورية الديمقراطية- قسد» النفطية تظهر بسيطرتها على حقول «الجفرة»
وقال مصدر عسكري: أن «وحدات من الجيش خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية من تنظيم داعش هاجمت بعض النقاط العسكرية بمنطقة الثردات على طريق الميادين-دير الزور» ، بريف دير الزور الجنوبي. وأكد المصدر، أن الاشتباكات انتهت بإفشال الهجوم الإرهابي بعد «القضاء على العشرات من إرهابيي تنظيم داعش وتدمير 3 آليات مفخخة وأسلحة وأعتدة واغتنام عربة مصفحة».
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: إنه «تجري الآن عملية إتمام محاصرة وتصفية ما يزيد على 1500 مسلح متشدد شرقي دير الزور جاؤوا من العراق»، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأكد المتحدث، أن الخسائر المؤكدة للتنظيمات المتطرفة بلغت في الفترة من 19 إلى 29 أيلول 2359 قتيلاً ونحو ألفين و700 جريح، من بينهم 16 قيادياً وأكثر من 400 متطرف من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، كما تم تدمير 67 موقعاً محصناً للمسلحين و27 دبابة و21 راجمة صواريخ عبر سلاح الجو الروسي.
ولفت إلى تزامن الهجوم على دير الزور مع هجوم «جبهة النصرة» الإرهابية على إدلب.
وأكدت مصادر أهلية من ريف دير الزور الشرقي: إن مجموعات إرهابية جديدة فرت من مناطق انتشار تنظيم داعش الإرهابي بينهم ما يسمى «مفتي التنظيم بمدينة الميادين» المدعو صالح الصالح الملقب «أبو سيف العراقي» مع عائلته.
وكان الجيش وحلفاؤه أمنوا منذ أول من أمس طريق دير الزور تدمر مروراً بالسخنة بالكامل بعد إفشالهم الهجوم العنيف الذي شنه داعش على نقاطهم بين بلدتي الشولا وكباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي، وبات الطريق سالكاً أمام حركة المرور بالاتجاهين من وإلى دير الزور.
ووفق مصادر أهلية، فقد شهد الطريق أمس عودة قوافل الشحن والسيارات للمرور عليه بعد تأمينه بشكل كامل.
في الغضون اعتبرت وكالة «سبوتنيك»، أن مواجهة الجيش للتنظيم في دير الزور هي «الأهم في الميدان السوري باعتبارها المنطقة الأكثر انتشاراً له، كما تساعد القوات في حشر التنظيم في أقصى الشرق ومنها إلى خارج الحدود».
من جهتها لفتت مواقع معارضة إلى عمليات اغتيال بدأ مسلحو التنظيم يتعرضون لها في الرقة ودير الزور، معتبرة أنها «ردّات فعل بعض المدنيين أو التجمعات المدنية والعسكرية المناهضة»، ومؤشر على «انحسار سلطة التنظيم، وفقدانه السيطرة على الكثير من المناطق التي يسيطر عليها، وبروز مكامن ضعفه إلى السطح».
وتحدثت المواقع عن انتشار عدة مسميات لمجموعات مناهضة للتنظيم، تتبنى عمليات اغتيالات تمت بحق مسلحيه، منها كتائب «زئير الكفن الأبيض» وكتائب «عزرائيل» و«سرايا الكواتم»، حيث إنهم يستهدفون حواجز التنظيم خارج المدينة، كما أنهم يقومون بتوزيع مناشير مناهضة للتنظيم بشكل سري، ويعلنون عبر صفحاتهم عن أسماء الأشخاص الذين يتعاملون مع داعش، ويوثقونهم بالصور أيضاً.
وقتل على يد هؤلاء بحسب المواقع أكثر من 70 مسلحا، منهم قياديون مثل أبو عمر البحريني الذي شغل منصباً أمنياً داخلياً في المدينة وأبو يوسف المصري، أحد مسلحي ديوان الزكاة وأبو سعد الجزراوي شرعي في ديوان الأوقاف، وغيرهم كثيرون.
في الأثناء أكدت الناطقة باسم حملة «عاصفة الجزيرة» التي تقودها «قسد» ليلوى العبد اللـه، سيطرة قواتها على حقول الجفرة النفطية! بعد يوم من سيطرتها على بلدة الصور في الريف الشمالي لدير الزور.
ونقل المركز الإعلامي لـ«قسد» عن العبد اللـه قولها: «في ساعات الصباح الأولى استطاعت قواتنا التقدم باتجاه حقول «الجفرة» النفطية شمال شرق دير الزور وحررتها بشكل كامل من قبضة المرتزقة الإرهابيين وأعادت الأمن والسلام إلى تلك الأنحاء التي كانت تعاني من الفوضى»، موضحة أن حقول «الجفرة» من أهم الحقول التي كان التنظيم الإرهابي يعتمد عليها لتأمين التمويل اللازم لإرهابه، وأشارت إلى أن التنظيم حول هذه الحقول إلى «مراكز انطلاق لتنفيذ الهجمات ومعاقل تدريب للمرتزقة ومواقع حصينة لإدارة المعارك لما يتمتع به الموقع من أهمية إستراتيجية عسكرياً».
ويرى مراقبون، أن هناك رابطاً بين الهجمات التي شنها داعش على الجيش العربي السوري في اليومين الماضيين وسيطرة «قسد» على حقول «الجفرة» خصوصاً أن وزارة الدفاع الروسية أكدت أكثر من مرة أنه لم تحصل معارك بين التنظيم و«قسد» في المناطق التي سيطرت عليها الأخيرة في دير الزور، في إشارة منهم إلى هجمات داعش جاءت بتعليمات من أميركا التي تقود التحالف الدولي لأشغال الجيش وفسح المجال أمام «قسد» للسيطرة على حقول «الجفرة».
بموازاة ذلك أكدت «مصادر إعلامية» معارضة استمرار مجازر «التحالف الدولي»، موضحاً أن «ضربات جوية طالت مناطق في قرية المعماري الواقعة في غرب بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي، نفذتها طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، خلفت شهداء وجرحى، حيث وثقت «استشهاد 6 أطفال، كل ثلاثة منهم من عائلة، كما تسبب القصف بوقوع جرحى».
في غضون ذلك أكدت مصادر أهلية في الحسكة وصول عشرات العائلات النازحة من أبناء محافظة دير الزور إلى قرى الحسكة نتيجة المعارك الدائرة بين داعش وقسد.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد