آراء وتحليلات حول الخلاف السوري السعودي
تتجه العلاقات السورية السعودية إلى مزيد من التأزم رغم امتناع دمشق الحديث صراحة عن وجود خلاف بين البلدين، حسبما يتوقع عدد من المحللين السوريين.
ويرجع هؤلاء خلاف البلدين إلى أجندات خارجية تريد معاقبة دمشق تحت عناوين إقليمية كثيرة أبرزها الملفان اللبناني والفلسطيني.
غير أن عضو مجلس الشعب السوري د. عبد السلام راجح يقول إن تلك العلاقات إستراتيجية وتاريخية، ورفض وجود قطيعة بين البلدين واصفا ما يجري بين دمشق والرياض بأنه اختلاف في الاجتهادات لا السياسات.
ويتسق ذلك الرأي مع الموقف الرسمي السوري الذي امتنع حتى اليوم عن توجيه انتقادات مباشرة للرياض باستثناء انتقادات حادة وجهها فاروق الشرع نائب الرئيس للدور السعودي في أغسطس/ آب 2007.
واكتفى وزير الخارجية وليد المعلم في تصريحات بالدوحة الخميس بالإشارة إلى "عرب يحرضون ضد عرب" وكذلك "أموال تصرف في لبنان مصدرها ليس سوريا" في إشارة إلى السعودية. بدورها تجنبت الصحف السورية الرسمية الثلاث حتى اليوم الاقتراب من الخلاف.
وأرجع الكاتب والمحلل السياسي د. فايز الصايغ ما يجري بوجود مشروعين سياسيين يتصارعان بالمنطقة الأول مشروع مقاوم ممانع تعتبر سوريا وإيران أبرز ممثليه إضافة لقوى المقاومة الفلسطينية وحزب الله، يقابله مشروع أميركي يستند إلى ما يسمى القوى المعتدلة ويهدف لمواجهة وإضعاف الفريق الأول.
وقال د. الصايغ إن البراكين والحمم التي تواجهها المنطقة تفرض على الجميع الالتقاء والبحث الجدي بمشاكل المنطقة. وأكد أن أهمية قمة دمشق استثنائية جراء استثنائية القضايا المطروحة، منتقدا اشتراط بعض الدول حل موضوع الرئاسة اللبنانية لإنجاحها.
ويترقب كثير من المحللين المشاركة السعودية ومستواها في قمة دمشق 29-30 مارس/آذار، باعتباره سيحدد مدى الخلاف.
ورأى المحلل د. أحمد الحاج علي من جهته أن السعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام، وحضورها مهم جدا في هذه الفترة الخطيرة فلسطينيا ولبنانيا.
وأضاف أن السعودية تملك ملفات القمة السابقة التي عقدت بالرياض، كما أن الرئيس بشار الأسد أجرى خلال تلك القمة حوارات طيبة مع الملك عبد الله "ويجب استكمال تلك القضايا والحوار المباشر لمواجهة تطورات خطيرة جدا جرت منذ قمة الرياض".
لكن د. الحاج أشار أيضا إلى أن "السعودية تتعرض لضغوط أميركية هائلة" لسحب الدور القيادي الذي تلعبه عربيا وإسلاميا.
وقال إن العلاقة بين دمشق والرياض مستهدفة بوضوح من الإدارة الأميركية نظرا للدور المحوري الذي لعبه البلدان مع مصر في قيادة دفة العمل العربي، ومعالجة كثير من التحديات خلال العقدين الماضيين.
يشار إلى أن الرياض والقاهرة أعطتا إشارات واضحة تربط نجاح قمة دمشق بانتخاب رئيس للبنان، وأشارتا إلى إمكانية لعب دمشق دورا مهما بهذا الموضوع عبر التأثير على حلفائها. في المقابل رفضت سوريا ذلك الربط وأكدت أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالملف اللبناني الذي هو شأن داخلي.
ويصف المحلل والكاتب منذر موصللي العلاقة بين سوريا والسعودية بأنها ليست بأحسن أحوالها استنادا إلى ركيزة أساسية عمرها عقود طويلة لم تنفك رغم المشكلات الكثيرة التي مرت على المنطقة.
وأوضح موصللي أن هناك تطورات جديدة تتصل بأجندات خارجية أميركية تحديدا تريد الضغط على سوريا في الملفين اللبناني والفلسطيني.
وقال الرجل -وهو سياسي مخضرم وعضو سابق بمجلس الشعب- إن الضغط يهدف أيضا لفك التحالف الإستراتيجي بين دمشق وطهران، ومحاولة بث الذعر بين العرب من علاقات البلدين.
محمد الخضر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد