أنان: اتفاق مع الأسد على «منهجية حل» تبدأ بـ«الانسحابات المتبادلة»
أعطى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان أمس، دفعا جديدا لمهمته عندما أعلن عن توصله إلى اتفاق مع الرئيس بشار الأسد، يحظى بدعم إيران، أفادت مصادر أنه يقضي بـ«خروج آمن» للمسلحين المعارضين من المناطق المأهولة بالتزامن مع انسحاب القوات النظامية، وقال إنه سينقل هذا الاقتراح، الذي وضعه رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود، إلى المعارضة السورية المسلحة.
في المقابل، أكدت روسيا تمسكها بـ«إجبار» الأطراف المتنازعة في سوريا على التوصل إلى «حل سياسي سلمي»، والتزامها باتفاق جنيف الذي شدد عليه وزير خارجيتها سيرغي لافروف خلال استقباله وفدا من المنبر الديموقراطي السوري المعارض برئاسة ميشيل كيلو، الذي فاجأ اوساط المعارضة بقوله إن العميد المنشق مناف طلاس، مؤهل لأداء «دور أساسي في المرحلة الانتقالية».
وواصلت القوات المسلحة السورية مناوراتها العسكرية التي تشترك فيها جميع صنوف القوات البرية والجوية والبحرية. ونفذت تشكيلات من الدفاع الجوي مشروعا تكتيكيا عملياتيا باستخدام الصواريخ القتالية الحقيقية والمدفعية المضادة للطيران لصد هجوم جوي وأرضي معاد مفترض في مختلف ظروف الموقف القتالي، حسبما نقلت وكالة «سانا» السورية للأنباء. وحضر المشروع وزير الدفاع العماد داود عبد الله راجحة يرافقه نائب وزير الدفاع العماد طلال مصطفى طلاس وعدد من كبار ضباط القيادة العامة.
وقبل أن يتوجه الى طهران مساء امس، أكد أنان أنه أجرى «لقاء صريحا وواضحا» في دمشق مع الرئيس السوري، مضيفا أنه تحدث مع الأسد «عن أهمية إنهاء العنف والسبل والطرق المفضية إلى ذلك». وأعلن أنان «اتفقنا على منهجية ستتم مشاركتها مع المعارضة المسلحة. كما أنني شددت على أهمية السير قدما من خلال حوار سياسي. وهو أمر حظي بقبول الرئيس السوري».
وتابع أنان قائلا إن الأسد جدد التزام حكومته «بخطة النقاط الست، والتي بالتأكيد علينا التحرك لتنفيذها على نحو أفضل من السابق». وأكد المبعوث الدولي أنه سيواصل حواره مع الأطراف المعنية، مشيرا إلى أنه «سيتشاطر (مع الأطراف) المنهجية التي ناقشناها حول إيقاف العنف مع المعارضة المسلحة». وأوضح «لدي فريق هنا على الأرض سوف يواصل القيام بذلك. وأود أيضا تشجيع الحكومات والجهات المؤثرة على أن تبذل جهودا في هذا الاتجاه».
وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن الجانبين بحثا في «جو ودي الآليات الممكنة للوصول لهدف وقف العنف» كخطوة أساسية لتنفيذ بنود الخطة الستة. وعلم لاحقا أن المنهجية التي طرحها أنان هي مزيج توافقي بين إدارة البعثة ممثلة بقائدها الجنرال روبرت مود ونائبه البريطاني مارتن غريفيث من جهة، والجانب الروسي من جهة أخرى. وهي خطة كانت بحاجة لرغبة سورية وحماسة إيرانية أيضا، إضافة إلى حاجتها لدعم الأطراف الأخرى المعنية بالأزمة السورية.
وينص تصور أنان على العمل في بيئات معينة صغرى كأحياء المدن والقرى والانتقال منها لمساحات أكبر كالمدن، كما السعي لتجنيب المدنيين الصراع القائم عبر نقله إلى خارج المناطق المأهولة، وهو تصور يحتاج أولا خروج الجماعات المسلحة من تلك المناطق وعدم استغلالها في النزاع، فيما يتطلب من الجانب السوري الرسمي موافقة الجيش على المغادرة الآمنة لهؤلاء من تلك المناطق، وهو ما يبدو معقدا في الظرف الحالي. وتنبع الفكرة من توافق الطرفين على تجنيب المدنيين العنف عبر انسحابات متبادلة ومتزامنة، وبالتالي تخفيض مستوى العنف المتبادل.
وهي فكرة سبق للجانب الروسي أن طرحها في لقاء جمع وزيري خارجية سوريا وروسيا في بطرسبرغ مؤخرا. لكن ليس ثمة آلية متفق عليها لتلك الانسحابات، في حال جرى الاتفاق على انسحاب، ولا سيما أن دول الجوار متهمة بتسهيل دخول المقاتلين وخروجهم من سوريا وخاصة من يحمل جنسيات أجنبية منهم.
وقال أنان بعيد وصوله إلى طهران حسبما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي «انا هنا لمناقشة الوضع في سوريا. كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف. ولنر كيفية العمل معا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا». ومن المقرر أن يلتقي أنان وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي وأمين مجلس الامن القومي سعيد جليلي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «إننا نرى مدى التعارض وعدم التوازن في عملية الإصلاحات التي تجري في شمال افريقيا والشرق الاوسط. ان الاحداث المأساوية في ليبيا تقف امام ناظرنا ويجب عدم السماح بتكرارها ثانية في دول اخرى مثل سوريا». وأكد بوتين «ضرورة عمل كل شيء ممكن من اجل إجبار اطراف النزاع في سوريا على وضع صيغة للحل السلمي». وأكد «نحن نصر على مراعاة ميثاق الامم المتحدة باعتباره أساس النظام العالمي المعاصر ويجب ان ينطلق الجميع من انه في الحالات التي تتطلب التدخل العسكري، فإن اتخاذ القرار يكون من حق مجلس الامن الدولي فقط». وأضاف «ان تكملة هذه القرارات بعقوبات اضافية من جانب واحد لن يكون مثمرا».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال محادثاته مع وفد من المعارضة السورية، أن «موسكو تدعو الى وقف العنف في سوريا وبدء الحوار السياسي حول مستقبل البلاد في أسرع وقت ممكن». وأعاد لافروف الى الأذهان أن «موسكو مهتمة بتنفيذ ما جاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي حول سوريا الذي انعقد في جنيف في 30 حزيران الماضي».
وقال كيلو بحسب وكالات أنباء روسية «ان سوريا اصبحت ساحة نزاع دولي. ونعتبر بصفتنا ممثلين عن القوى الديموقراطية ان من مصلحة روسيا (التوصل) الى استقرار الوضع» في سوريا. وقال كيلو لإذاعة «صوت روسيا» ان العميد مناف طلاس، «قد يضطلع بدور اساسي في سوريا». ونقلت وكالة «انترفاكس» عن كيلو قوله في المقابلة ان «العميد مناف طلاس هو الشخص المناسب للعب دور اساسي في سوريا».
وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا غداً الى موسكو لاجراء محادثات.
وقال نائب رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري - التقني فيتشيسلاف دزيركالين، على هامش المعرض الدولي للطيران والفضاء المقام حاليا في مدينة فارنبورو البريطانية، إن روسيا لا تخطط حاليا لتوريد طائرات «ياك – 130» المصممة للتدريب والقتال إلى سوريا، ولن تعقد أي صفقات أسلحة جديدة مع سوريا حتى تهدأ الأوضاع فيها.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد