أوباما أسوأ من بوش
الجمل- قسم الترجمة- ترجمة: د. مالك سلمان:
حتى الموالون للحزب الديمقراطي بدؤوا يدركون حقيقة أن أوباما سيء مثل بوش, أو حتى أسوأ منه.
أوباما أسوأ من بوش في تفضيله للنخب الفوقية, وإنقاذ المصارف الضخمة, وحماية المجرمين الماليين, واستهداف من يقولون الحقيقة, والتعتيم على الأسرار الحكومية, والدَوس على حرياتنا, وإشعال النزاعات العسكرية في بلدان جديدة.
تشير غلين غرينوولد إلى أن الموالين للحزب الديمقراطي بدؤوا يتبرمون من أفعال أوباما المشابهة لأفعال بوش:
"حتى الموالون للحزب الديمقراطي بدؤوا ينتقدون الرئيس بقسوة بسبب حربه على الشفافية ...
فقد أصبحت هذه السرية خانقة ومتطرفة إلى درجة أدت إلى انفجار المؤيدين المخلصين للحزب الديمقراطي وتوجيه الانتقادات العلنية."
(تقدم غرينوولد عدة أمثلة على ذلك).
جاء في "ذ هيل" الشهر الماضي:
"يعتقد معظم الناخبين أن أوباما لم يكن أفضل من سلفه, الرئيس جورج و. بوش, عندما يتعلق الأمر بالموازنة بين الأمن القومي وحماية الحريات المدنية, تبعاً لاستفتاء أجرته الصحيفة.
يقول 37% من الناخبين إن أوباما أسوأ من بوش بينما يقول 15% إنه ‘بمثل سوئه’ [وبكلمات أخرى, يعتقد 52% أن أوباما سيء مثل بوش. وهذا قبل انفجار قضية الطائران الآلية/بدون طيار].
...
لايمكن تفسير هذه النتائج على أساس حزبي. فأكثر من واحد من خمسة ديمقراطيين, أي 21%, أكدوا أن إدارة أوباما لم تكن أفضل من إدارة بوش. وهذا ما يقوله 23% من الليبراليين أيضاً.
وفي الحقيقة, بدأ الديمقراطيون يكتشفون أكثر فأكثر أن أوباما يفعل ما كان يقوم به بوش.
كان بوش رئيساً في غاية السوء. فقد أشعل الحروب, ولم يحترم الحريات المدنية, ونهبَ الثروات من الفقراء والطبقة الوسطى وأعاد توزيعها للنخب المالية, كما كان مهووساً بالسرية."
ولكن أين يأتي أوباما, تبعاً للتصنيفات الموضوعية؟
دعونا نقارن ...
تفضيل النخب الفوقية على حساب الجميع
ازدادت الفروقات الكبيرة في الدخل في عهد أوباما عما كانت في عهد بوش.
ففي عهد أوباما, حصل الأمريكيون الأكثر ثراءً على أكثر من 100% من كافة أرباح الدخل.
قال الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل, جوزف ستيغليتز, في سنة 2009 إن خطة أوباما حول الأصول السمية "ترتقي إلى مستوى نَهب الشعب الأمريكي".
إنقاذ المصارف الضخمة
بينما يعرف الجميع عن "مصيدة" الإنقاذ التي بلغت 700 مليار دولار والتي بدأت في عهد بوش, يقدر أحد المحللين المصرفيين عمليات الإنقاذ الحالية في عهد أوباما بأكثر من 780 مليار دولار كل سنة.
حماية المجرمين الماليين
كان عدد المجرمين الماليين الذين عاقبهم أوباما أقل من العدد الذي تعرض للعقوبة في عهد الرئيس ريغان, أو كلينتون, أو بوش الأب والابن.
أعلن النائب العام للولايات المتحدة في عهد أوباما أنه لن يلاحق المصارف الكبيرة.
استهداف من يقولون الحقيقة
قام أوباما بملاحقة ومعاقبة أشخاص يقولون الحقيقة ويكشفون الأسرار أكثر مما فعل كافة الرؤساء مجتمعين.
إن أوباما – وأكثر من بوش حتى – يحمي الأنشطة الإجرامية من خلال ملاحقة ومعاقبة من يقولون الحقيقة ويكشفون الأسرار.
وفي الحقيقة, تتعامل إدارة أوباما مع كل من يقول الحقيقة ويكشف الأسرار المخفية بصفته إرهابياً.
استخدام الأسرار الحكومية
في آذار/مارس 2010, وثقت "إي بي" أن 17 وكالة كبيرة – في عهد أوباما – يمكن أن ترفض طلبات تتعلق بحرية المعلومات بنسبة تزيد عن 50% عما كان الوضع في عهد بوش.
ويقول أحد القضاة العاملين في مكتب النائب العام:
"إن إدارة أوباما أكثر عدوانية فيما يتعلق بالسرية من إدارة بوش."
ويبين تحقيق جديد ﻠ "إي بي" نشر الأسبوع الماضي أن إدارة أوباما قد أصبحت مؤخراً أكثر سرية من أي وقت آخر.
الدَوس على الحريات والدستور
يكره الليبراليون بوش بسبب دوسه على الحريات. حتى أن بوش قال عن الدستور إنه مجرد "ورقة لعينة".
لكن أوباما فعل أكثر من ذلك بكثير من خلال:
1) الإعلان عن الحق في اغتيال الأمريكيين الذين يعيشون على الأرض الأمريكية ... دون أي محاكمة قانونية؛
2) الإعلان أن بمقدوره احتجاز الأمريكيين إلى أجل غير مسمى على الأرض الأمريكية بلا أية محاكمة قانونية؛
3) التجسس على الأمريكيين بشكل أوسع مما كان الأمر عليه في عهد بوش (ويقول الرئيس الأسبق لبرنامج جمع المعلومات الرقمية الكونية في "وكالة الأمن القومي", وليام بيني, إن انتشار عمليات التجسس في عهد أوباما قد أصبح "أسوأ بكثير")؛
4) عمل بوش على تدمير قانون فصل السلطات الذي جعل من أمريكا بلداً عظيماً. وفي عهد أوباما أصبحت الأمور أكثر سوءاً. فعلى سبيل المثال, فإن الوكالة التي تقرر من سيتم اغتياله بواسطة الطائرات الآلية هي الوكالة نفسها التي تتجسس على جميع الأمريكيين؛
5) بمعنى من المعاني, تمزيق ميثاق الحقوق.
إشعال النزاعات العسكرية في بلدان جديدة
يلوم الليبراليون بوش لتوريطنا في الحرب الكارثية على العراق.
لكن أوباما شن حروباً في ليبيا وسوريا واليمن وباكستان ... وفي حوالي 35 بلداً أفريقياً.
زعم أوباما – وهو يسوق تبرير أحد المسؤولين في إدارة نيكسون لغزو كمبوديا – أن سلطته تمتد لتطالَ أي بلد في العالم ... أي خارج البلدان التي تورطنا في عمليات هجومية عليها.
عمل أوباما على تصعيد استخدام الاغتيالات بواسطة الطائرات الآلية/بدون طيار, والتي تولد إرهابيين أكثر مما تقتل. ويقول القاضي العسكري الأول السابق في "غوانتانامو" إن "استخدام أوباما الكثيف للطائرات الآلية مدمر لبلدنا مثل برنامج التعذيب في عهد بوش. وأظن أنه لا يدرك مدى الضرر الناتج عن هذا البرنامج, حيث أصبحت هذه الطائرات الأداة رقم 1 في تجنيد المقاتلين من قبل القاعدة" (وخاصة أن هذه الطائرات بدأت تستهدف الأطفال ... آه, والتعذيب لا يزال قائماً بمعرفة أوباما).
وربما تكون إدارة أوباما قد دعمت إرهابيين أكثر – في ليبيا وسوريا وأماكن أخرى – من إدارة بوش.
تُرجم عن "واشنطن بلوغ"
("غلوبل ريسيرتش", 17 آذار/مارس 2103)
إضافة تعليق جديد