إسرائيل تؤكد والفلسطينيون ينفون وجود خطة أميركية جديدة للسلام
تضاربت التقارير والتقديرات، أمس، عن وجود مبادرة أميركية جديدة للسلام في الشرق الأوسط. وأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية إلى أن إسرائيل رفضت الخطة الأميركية الجديدة الداعية إلى إنهاء مفاوضات الحل النهائي خلال عامين. وشدد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات على أنه لا وجود لخطة أميركية جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى عزم الرئيس الأميركي باراك اوباما على عدم التخلي عن مساعيه لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وذكرت إن الإدارة الأميركية تضغط على إسرائيل للموافقة على عقد مؤتمر قمة بعد نحو شهر، يقوم على أساس التزام إسرائيلي بتحقيق اتفاق وإقامة دولة فلسطينية في غضون سنتين، وكذلك استعداد إسرائيلي لانسحاب واسع من الضفة الغربية. وحسب الخطة الأميركية، فإنه بعد القمة تبدأ محادثات مكثفة بين إسرائيل والفلسطينيين على التسوية الدائمة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن إسرائيل لا تقبل المطالب الأميركية، ومع ذلك فمن أجل منح فرصة لاستئناف المسيرة السلمية ستوافق الدولة العبرية على تجميد موقت للمستوطنات لفترة زمنية تتراوح بين ستة أشهر وسنة. ومع ذلك، ترفض إسرائيل الطلب الفلسطيني بأن يسري تجميد البناء على شرق القدس المحتلة أيضاً.
ولما كان عدم التوافق في كثير من النقاط، والإصرار على التعديلات يأتيان من الطرف الإسرائيلي والطرف الفلسطيني على حد سواء، فان الضالعين في الأمر يوضحون بأنه من الصعب التقدير متى ستستأنف المفاوضات. وبهدف تجسير الفجوات ودفع استئناف المفاوضات إلى الأمام فإن عضوي الطاقم المفاوض المكلف من رئيس الوزراء، المحامي اسحق مولخو والعميد مايك هيرتسوغ سافرا إلى واشنطن قبل ثلاثة أيام للقاء المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل وفريقه. وبالتوازي يتواجد في واشنطن أيضاً ممثلو السلطة الفلسطينية. تجدر الإشارة إلى أن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية يشيع بأنه تمّ التوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين بشأن البناء في المستوطنات.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن المفاوضات مع الفلسطينيين في واشنطن حققت «تقدماً نحو استئناف المفاوضات لكن لم يحدث اختراق بعد».
وردّ عريقات على كلام نتنياهو أمام «مؤتمر الرئيس» بأنه تمّ التوافق على خطة سلام أميركية ـ إسرائيلية بالقول «أؤكد أنه لا وجود اليوم لخطة كهذه. الأميركيون أبلغونا أنه ليس هناك اتفاق وليست هناك خطة». واتهم إسرائيل بعرقلة المفاوضات، موضحاً أن على الولايات المتحدة الإقرار بأن إسرائيل وليس السلطة الفلسطينية من يعرقل تقدم العملية السلمية في الشرق الأوسط. وقد جاءت أقوال عريقات بعد لقائه في واشنطن مع ميتشل.
وأضاف عريقات «على الولايات المتحدة وباقي أعضاء الرباعية مسؤولية إبلاغ الأسرة الدولية بأن إسرائيل ترفض الوفاء بالتزاماتها». وأشار إلى أن إسرائيل ترفض تجميد البناء في المستوطنات واستئناف الاتصالات حول القضايا الجوهرية مثل القدس والمستوطنات واللاجئين من النقطة التي توقفت فيها في أواخر العام 2008.
وكان عريقات أبلغ صحيفة «الأيام» الفلسطينية أن المفاوضات تجري مباشرة مع الأميركيين حول خطة أميركية. لكنه قال إن الخطة الأميركية لا معنى لها طالما يستمر البناء الاستيطاني في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية. وشدّد على أن المفاوضات تجري حول تنفيذ «خريطة الطريق» واستئناف العملية التفاوضية، وأنه لا حديث عن حلول مرحلية وعلى وجوب أن تبدأ المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها.
وقد زار منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا المناطق الفلسطينية، وأعلن تأييده «قيام دولة فلسطينية على حدود 1967. وبقدر ما يحدث ذلك اليوم قبل الغد فإنه يكون أفضل». ومع ذلك أشار إلى احتمال حدوث تبادل للأراضي شرط أن لا يضرّ ذلك بالتواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد