إسرائيل تحتفي بإنجازات القمةالثلاثية:37وحدة استيطانيةجديدةفي الضفة
احتفى المسؤولون الإسرائيليون، أمس، بالإنجازات التي خرجت بها قمة نيويورك الثلاثية، التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورحّب كل من نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بتخلي واشنطن عن «الشروط المسبقة» لاستئناف المفاوضات لا سيما منها شرط تجميد الاستيطان، في وقت سارع وزير الدفاع ايهود باراك إلى إصدار سلسلة من التراخيص لوحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، شملت 37 مسكناً.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، «إنني أرحّب بالتأييد الواضح من رئيس الولايات المتحدة لإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي... وأرحّب بالخطاب المهم للرئيس أوباما ودعوته إلى استئناف عملية السلام من دون شروط مسبقة».
وأضاف «لقد أصغيت إصغاء كبيراً لدعوة الرئيس أوباما للدول العربية بأن تمتثل بشكل علني وتدعم دفع السلام في المنطقة، وللتقدير الذي عبر عنه حيال التسهيلات التي نفذتها الحكومة (الإسرائيلية) خلال الأشهر الأخيرة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أجل تحسين جودة حياة السكان الفلسطينيين وتحسين مستوى اقتصادهم». وأضاف إن «هذا التقارب بين مواقف إسرائيل والولايات المتحدة هو ثمرة اتصالات عديدة وسياسة الشفافية التي اتبعتها وبالطبع فإنه يعبر عن نية حسنة من كلا الجانبين».
ولفت إلى أنه «ينبغي التنويه إلى أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة قوية كما كانت عليه دائماً، ولا بد من الاعتراف بشيء يخص أوباما، الذي يحظى بإشادة تامة، وهو أنه يقف وراء العالم الإسلامي برمته، وبالرغم من ذلك فإن العلاقة بين أميركا وإسرائيل لم تتأثر أو تهتز وكلانا ملتزم بصفة مطلقة بأمن إسرائيل».
في هذا الوقت كشف موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك صدق في الأيام الأخيرة بناء 37 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «كارني شومرون» الواقعة بين مدينتي قلقيلية ونابلس في الضفة الغربية. وذكرت الصحيفة أنه «بعد تراجع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما عن فكرة التجميد المطلق في الضفة الغربية... فإنّ تلك المصادقة الجديدة تبدو أقل دراماتيكية من المصادقة التي وقعها قبل أسبوعين» على بناء 455 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات وأثارت انتقادات من جانب الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي». ويصل عدد الوحدات السكنية التي صدقها باراك خلال الاسبوعين الماضيين إلى 492 وحدة.
إلى ذلك، اعتبر نتنياهو إن مطلب التجميد الكامل للاستيطان «يكبد الأطراف كافة قدراً كبيراً من الوقت»، مضيفاً أن «المفترض أن يتم بحث قضية المستوطنات في نهاية المفاوضات أو في سياقها وليس قبلها». ورأى أن العقبة الرئيسية أمام السلام هي في عدم اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، موضحاً أنه «إذا طلب منا الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة وطنية للشعب الفلسطيني، فإن أقل ما نتوقعه من الفلسطينيين أن يقولوا نعم ليهودية إسرائيل».
بدوره، قال ليبرمان إنّ حكومته أثبتت، خلال القمة الثلاثية، أنه «يمكن إجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة أو الرضوخ للضغوط، أو تقديم التنازلات بصورة مستمرة». وأشار إلى أنّ «أجواء موضوعية وجديّة سادت اللقاء الثلاثي غير ان المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ستكون صعبة ومعقدة ولن تنتهي بسرعة».
ورفض ليبرمان أي تجميد للاستيطان اليهودي كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات مشيراً إلى ان الفلسطينيين «لم يضعوا أبداً مثل هذا الشرط خلال 16 عاماً من المحادثات». ورأى ليبرمان مجدداً انه من غير المرجح التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في السنوات المقبلة، معتبراً انه يمكن التوصل في أفضل الحالات إلى تسوية مؤقتة.
إلى ذلك، أكد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن اللقاءات التي سيعقدها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في نيويورك، ومن ثم واشنطن، ولاحقاً في المنطقة ستكون ثنائية فلسطينية ـ أميركية، وأميركية ـ إسرائيلية منفصلة. وشدّد على أنّ موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القمة تمثل بوجوب وقف النشاطات الاستيطانية، بما فيها النمو الطبيعي.
وكان مسؤول عربي أكد أنّ عباس قدم تقييماً متشائماً لوزراء الخارجية العرب عن نتائج القمة الثلاثية، حيث أعرب عن اعتقاده بأن مسار المفاوضات مع إسرائيل يتجه نحو «أزمة».
وأصدر الوزراء العرب في ختام الاجتماع الذي ترأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم بياناً حذروا فيه من «المشكلات» التي تواجه مسار المفاوضات الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال المسؤول العربي إن وزراء عرباً، وتحديداً وزراء خارجية الأردن والإمارات، «سعياً للتخفيف من لهجة البيان وعدم استخدام كلمة أزمة عند الإشارة إلى حقيقة الموقف الذي يواجه مسار التفاوض الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد