إسرائيل: مصير صفقة التبادل يتحدد خلال ساعات
أعلن التلفزيون الإسرائيلي، أمس، أنّ حركة حماس ستحسم موقفها النهائي من صفقة التبادل خلال الساعات المقبلة، في وقت أكدت الحركة أنّ المفاوضات ما زالت جارية، واضعة كل ما ينشر حولها في خانة التسريبات التي تستهدف تغيير مجرى التفاوض، في حين أشار الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إلى أنّ إنجاز الصفقة يتطلب منه أن يصدر عفواً عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أن حماس سترد خلال الساعات المقبلة بنعم أو لا على صفقة التبادل، مشيرة إلى أنّه يجري الآن بحث التفاصيل التقنية الأخيرة لإتمام الصفقة. وبحسب القناة الثانية، فإنّ مبعوثاً لمدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان يقوم حالياً بزيارة سرية إلى دمشق، تزامناً مع وصول وفد من قياديي حماس إلى دمشق للبحث في التفاصيل النهائية.
وأوضحت القناة الإسرائيلية ان المفاوضات وصلت إلى نقطة تذليل العقبات الأخيرة حول الصفقة، لاسيما في ما يتعلق بمطالبة حماس بتخفيض عدد المبعدين من قائمة الأسرى، وهم 22 أسيراً من فلسطينيي الداخل و44 أسيراً من القدس.
إلى ذلك، نقلت وكالة «معاً» الفلسطينية عن مصادر مقربة من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب الأسير مروان البرغوثي، قولها ان فكرة إبعاده إلى الخارج لم تعرض عليه حتى الآن، مشيراً إلى أنه في حال طلب منه الموافقة على ذلك، فإنه سيرفض.
في المقابل، أشار المسؤول الإعلامي لحركة حماس في دمشق أسامة أبو خالد، في مقابلة مع وكالة «آكي» الإيطالية، الى إنّ المفاوضات بشأن صفقة التبادل ما تزال جارية، واصفاً إياها بأنها «صعبة وشاقة». وأكد أنّ حماس متمسكة حتى اللحظة بالقائمة التي قدمتها لإسرائيل، متهماً الحكومة الإسرائيلية بـ«التردد وعدم الوضوح».
ولفت أبو خالد إلى أن «كل ما يشاع عن قرب التوصل إلى الصفقة هو تسريبات إسرائيلية تستهدف التأخير على مجرى الأحداث أو الضغط على حركة حماس من خلال التلاعب بمشاعر الأسرى وذويهم». وشدد على أنّ الحركة ترفض حتى الآن إبعاد أي أسير إلى الخارج.
من جهته، أعلن بيريز أنه في حال التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، فإنه سيتعين عليه إصدار عفو عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين حكم عليهم بالسجن لفترات طويلة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بيريز قوله، خلال لقاء مع طلاب مدرسة، إنه «يشجع» مواصلة المفاوضات من أجل استعادة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت. وأشار إلى أنّ الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في هذه الصفقة «باهظ جداً، كونه كبيرا وصعب التنفيذ... وكنت أحبذ الإفراج عن شاليت بوسائل أخرى».
وزعم بيريز أنّ الحكومة الإسرائيلية ليست هي من يؤخر تنفيذ صفقة التبادل، مشيراً إلى أنّ «المشكلة ليست من جانب حكومة إسرائيل وإنما في الجانب الآخر، فهناك نقاش داخل حماس، وإذا عادت حماس إلى إطار الصفقة، وهو مرتفع أصلا، فسنراه (شاليت) في البيت».
إلى ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي يوفال ديسكين هدد بتقديم استقالته على خلفية ما وصفه بـ«الثمن الكبير» الذي ستدفعه إسرائيل في صفقة التبادل.
من جهة ثانية، دعا الجاسوس جوناثان بولارد، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة لإدانته بالتجسس عليها لمصلحة إسرائيل، إلى قتل أسير فلسطيني يومياً إلى أن يتم الإفراج عن شاليت. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن بولارد عارض بشدة صفقة التبادل مع حركة حماس، واصفاً إياها بأنها «شتيمة رهيبة». واقترح بولارد على نتنياهو أن «يأخذ لائحة السجناء التي اقترحتها حماس فيقتل واحداً منهم كل يوم إلى أن يتم إطلاق سراح جلعاد من السجن».
وكانت مصادر إسرائيلية ذكرت أن اتصالات سرية تجري بين إسرائيل والولايات المتحدة للإفراج عن بولارد، من ضمن المرحلة لصفقة التبادل، وذلك في مقابل إطلاق سراح مروان البرغوثي.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد