إيران تطالب بضم دول أخرى للجنة الرباعية والإبراهيمي يلتقي حمد اليوم
خرجت أمس، أول أصداء أعمال اللجنة الرباعية حول سوريا التي تقودها مصر بمشاركة ايران وتركيا والسعودية. وبعد الاجتماع الأول للجنة على مستوى كبار المسؤولين في القاهرة أمس الأول، تبدت أجواء «إيجابية» بموازاة مطالبة طهران المتكررة بضمّ دول أخرى إلى اللجنة لإحداث توازن في المواقف من ملف الازمة السورية.
وفيما أعربت فرنسا عن اعتراضها على مشاركة إيران في أي جهود للحل في سوريا، مؤكدة أن أجهزتها «تعمل بنشاط» في سوريا، استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يلتقي اليوم المبعوث المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وقد أكدت الأمم المتحدة امس، أن الابراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته سوريا في الايام المقبلة.
وأكد مساعد وزير خارجية ايران للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان ان بيان وزارة الخارجية المصرية الصادر أمس الاول، يشكل حلاً ملائماً للخروج من الازمة السورية، بعد مشاركته في الاجتماع الرباعي بشأن سوريا في القاهرة. وذكر أن من أهم محاور بيان الخارجية المصرية، الوقف الفوري للعنف والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها ومعارضة اي تدخل خارجي في سوريا، وأكد ضرورة الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة.
كما وصف عبد اللهيان اقتراح مصر عقد الجولة الثانية من الحوار الرباعي على مستوى وزراء الخارجية، بأنه يشكل «خطوة إيجابية من أجل المضي قدماً في النقاط المشتركة لحل الازمة السورية»، منتقداً «عدم سيطرة الدول المجاورة على حدودها مع سوريا وإرسال السلاح واستخدامه من قبل الجماعات المسلحة المجهولة واللامسؤولة». وأكد ان «الحل في سوريا سياسي بحت»، واضاف إن «الرؤية اللاواقعية من قبل بعض الأطراف الى الاوضاع في سوريا والتوقعات غير العملية من السيد كوفي أنان، زادت من تعقيد مهمته».
وأضاف عبد اللهيان «إننا باعتبارنا الرئيس الدوري لحركة عدم الانحياز، نشارك في الاجتماع ونرغب بطرح أفكار مختلفة قدّمها بعض قادة دول عدم الانحياز من أجل الخروج من الوضع الراهن في إطار الحل السياسي. وإلحاق بعض الاطراف المؤثرة بالاجتماع، بما فيها العراق باعتباره الرئيس الدوري لجامعة الدول العربية وفنزويلا باعتبارها عضو ترويكا عدم الانحياز، من شأنه أن يساهم في إنجاح مبادرة مرسي».
أما رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي، فقال إن «الاجتماع الرباعي بين ايران ومصر والسعودية وتركيا لدراسة التطورات في سوريا، ليس اجتماعاً متكافئاً للتوصل الى حل مناسب، ولا بد من انضمام دول كالعراق والجزائر الى هذا الاجتماع». واضاف بروجردي إن «مهمة وزير الخارجية خلال الزيارة المرتقبة الى مصر هو زيادة الدول المشاركة في هذا الاجتماع وتحديد اطار المحادثات في هذا الاجتماع، لأن إيران لا توافق على أي مفاوضات مع شرط مسبق بإلغاء سوريا ورئيسها».
وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى وثيقة الصلة باجتماع اللجنة الرباعية أمس الاول،إن هذا الاجتماع كان «مجرد بداية»، وإنه «على الرغم من المواقف المتضادة للدول المشاركة إلا أن المناقشات الموضوعية المستفيضة التي جرت بين كبار المسؤولين في الدول الأربع كانت خالية من الحدّة والتوتر والانفعال».
وأضافت المصادر إن «كل طرف تمسّك بوجهة نظر بلاده تجاه هذه الأزمة»، وقالت «إن هذا أمر طبيعي لكونه اجتماعاً تمهيدياً للاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول الأربع قريبا، وسيتم تحديده خلال الأيام المقبلة، وفقاً لارتباطات مواعيد الوزراء الأربعة»، مشيرة إلى أن «كبار المسؤولين في الدول الأربع غير مخوّلين تقديم تنازلات في مواقف دولهم وعليهم الرجوع لعواصمهم».
وقال مصدر ديبلـوماسي إن المحادثات التي عقدت بين الدول الأربع أمس الاول، «أتاحـت تبـادلاً مفيداً للآراء ووجهـات النـظر حول الموقف في المنطقة. ستواصل الأطراف مشاوراتها». وأضاف إن «المحادثات كانت إيجابية ومفيدة».
من جهتها، أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن هولاند والشيخ حمد، الذي يقوم بزيارة خاصة الى باريس، «بحثا الوضع في سوريا وتطرقا الى المبادرات المقبلة داخل مجموعة اصدقاء الشعب السوري، وكذلك في إطار الاجتماع المقبل للجمعية العامة للامم المتحدة الذي سينعقد في نيويورك أواخر شهر ايلول الحالي». واضاف البيان «إنهما بحثا أيضاً التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين وأكدا الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة القائمة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي «إن أرادت ايران الإسهام في الاستقرار الاقليمي، هناك عدد من الأمور يجب ان تقوم بها»، مضيفاً «يجب ان تكشف بدقة طبيعة برنامجها النووي، كما يجب ان تحترم قرارات مجلس الامن الدولي وقرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وتابع قائلاً «يجب كذلك أن تضع حداً للانتهاكات المتكررة والمستمرة لحقوق الانسان على اراضيها. ومع توافر هذه الشروط ستكون مرحباً بها في المساهمة في تحقيق هدف الاستقرار في المنطقة».
وقال لاليو «أُحطنا علماً بهذا الاجتماع (الرباعي)، لكن هناك الكثير من الدوائر والمنظمات التي تعني بالملف السوري، ولتجنب البلبلة يجب أن يبقى الهدف الحفاظ على تنسيق جيد لجميع هذه الجهود». وعندما سئل عن رغبة موسكو في استصدار قرار في مجلس الامن الدولي يحدد مبادئ انتقال سياسي، لكن بدون الدعوة الى تنحي الرئيس بشار الاسد، قال لاليو إن نصاً «ضعيفاً جداً لن يكون مقبولاً». وأكد «إن الخبر السار سيتمثل في ايجاد اتفاق حول الأزمة السورية داخل مجلس الامن، لكن ذلك لن يكون بأي ثمن بالنسبة لنا».
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا «ساهمت في عدد من عمليات الانشقاق، إن أجهزتنا تعمل بنشاط»، وذلك غداة إعلان العميد مناف طلاس، ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تولت إخراجه من سوريا.
وفي معرض حديثه عن المساعدة الفرنسية للمعارضة السورية، أكد فابيوس من جديد ان باريس لا تقدم أسلحة. وقال «بشأن مسألة التسليح علينا أن نكون واضحين تماماً: لقد طلب منا تقديم اسلحة قادرة على تدمير الطائرات. وقلنا إننا نحترم الحظر (الاوروبي) على الاسلحة». كما اشار الى المخاوف من استخدام هذه الاسلحة في غير الوجهة التي أعطيت لأجلها. وقال «الامور في هذا الصدد مشوشة، بحيث انه من الصعب جداً التأكد من ان شخصاً امامك يمكن ان تسلمه هذه الاسلحة، وإنك لن تجد بعد ثلاثة اشهر او ثلاثة اسابيع طائرة فرنسية تدمّر بهذه الاسلحة نفسها». وأضاف «في المقابل هناك معدات اتصال مشفرة اضافة الى نظارات مكبرة تتيح الرؤية ليلاً وايضاً سلسلة من المعدات التي قدمت بالفعل او التي يمكن أن تقدم».
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي في برن إن «الممثل الخاص الابراهيمي سيعقد قريباً اجتماعاً مع السلطات السورية بما في ذلك الرئيس الاسد، وقد اجرى اتصالات مع جهات معنية رئيسية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد