استعداد سوري للحوار والفيصل يدعو للمزيد من التسليح
دعا الرئيس بشار الأسد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة بعد إجراء التعديل الوزاري عليها، إلى تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمواطن من أجل التخفيف من آثار الأزمة، متهماً «الجهات التي تستهدف» سوريا بالعمل على تدمير البنية التحتية للبلاد، فيما برز إعلان وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر استعداده لإجراء محادثات مع رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد معاذ الخطيب خارج سوريا، لكنه رفض شرط «الائتلاف» أن يتمّ الحوار على أساس تسليم السلطة.
وأعلنت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين في مناطق الصراع، أن حصيلة القتلى تقترب من 70 ألف شخص. وقالت إن «غياب التوافق بشأن سوريا وما نتج عنه من عدم اتخاذ أي تحرك كان كارثياً، ودفع المدنيون من جميع الأطراف الثمن»، منتقدة انقسام مجلس الأمن حول النزاع المستمر منذ 23 شهراً.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من جهته، إن «سوريا تدمّر نفسها»، مضيفاً «أصبحنا نعد عدد القتلى. كل يوم، 100، 200، 300 قتيل. القتال يستعر، والكره الطائفي يتزايد. يجب ألا يقف مجلس الأمن بعد الآن على الطرف ويراقب بصمت المجزرة».
وشدّد الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي مايكل شبندليغر في الرياض، على أهمية «توحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الأزمة، ومسؤولية مجلس الأمن في الخروج بموقف صلب يحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية ويستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة».
لكن الفيصل أضاف «إذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يفعل شيئاً فليسمح للسوريين بالدفاع عن أنفسهم، فالاعتداء الوحشي الذي يرتكبه النظام يتطلب تمكين الشعب» من ذلك. وأضاف إن «المشكلة الحقيقية هي النظام السوري الذي يرفض انتقال السلطة والتوصل إلى حل سلمي».
واعتبر الفيصل، رداً على سؤال حول الحوار بين النظام والمعارضة، أن «الشأن السوري يتوقف على إرادة السوريين أنفسهم، فالحل السياسي مأمول لكن من سيشارك في الحوار وما هي ماهيته؟ ذلك يتوقف عليهم».
وسارع وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إلى الردّ على الفيصل، قائلاً في مقابلة مع التلفزيون السوري، «كنا نتمنى أن يكون موقف الخارجية السعودية غير تابع لقطر»، مضيفاً إن «كان سعود الفيصل حريصاً على دماء السوريين، كما يزعم، فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه».
وأضاف «حرص الفيصل على دماء السوريين يشبه حرصه على دماء السعوديين، لا سيما في بعض مناطق المملكة»، مشدداً على أن «قيادات الشعب السوري ومصيره ومستقبله يحددان في دمشق ومن قبل السوريين وليس من قبل أي أحد آخر. وإذا كان حريصاً كما يزعم فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه».
وأكد الأسد، خلال ترؤسه جلسة الحكومة بعد أداء 6 وزراء جدد اليمين الدستورية، أن «الظروف الحالية التي تواجهها سوريا جعلت آمال المواطنين أكبر في ما يتعلق بما ينتظرونه من الحكومة، وهذا بدوره يشكل مسؤولية إضافية على كل الوزارات ومؤسسات الدولة، وهذه المسؤولية يجب تحويلها إلى طاقة عمل إيجابية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من تلك الآمال والتخفيف على المواطن، الذي يتحمل بدوره مسؤولية أيضاً للمساهمة من موقعه وأداء واجباته، وصولاً إلى عمل جماعي، إن كان داخل كل مؤسسة بمفردها أو بين الدولة والمواطن للتخفيف من آثار الأزمة».
وأضاف الأسد إن «الجهات التي تستهدف سوريا عملت بشكل ممنهج في محاولة منها لتدمير البنية التحتية للبلاد، وهي بذلك تستهدف الشعب السوري أولاً وأخيراً، وبالإضافة إلى ذلك تحاول تدمير البنية الفكرية للمواطن، وهذا يتطلب منا جميعاً جهوداً كبيرة لمواجهة هذه المحاولات».
وقال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت أمس، «أنا على استعداد للقاء الخطيب في أية مدينة أجنبية أستطيع زيارتها، من أجل مناقشة الاستعدادات لإجراء حوار وطني، وإجراء منافسة حقيقية لانتخاب برلمان متعدد الأحزاب وللرئاسة حين تنتهي ولاية الأسد العام المقبل».
وأضاف إن «الحوار الوطني وسيلة لتوفير آلية للوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حرة، وهذا يمثل واحداً من المواضيع التي ستتم مناقشتها حول طاولة الحوار، وهذا الشيء يمكن أن يكون نتيجة للمفاوضات ولكن ليس شرطاً مسبقاً، لأننا نرفض الحوار القائم فقط على تسليم السلطة من جانب واحد إلى آخر».
وأشار حيدر إلى أنه مثل وزراء الحكومة السورية «ممنوع من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بموجب العقوبات التي فرضتها على السلطات السورية، ورشح جنيف كمكان محتمل لاستضافة محادثات تمهيدية بينه وبين الخطيب»، مشدداً على أن «الحوار الوطني الفعلي يجب أن يجري على الأراضي السورية، لأنها مسألة تتعلق بالكرامة السورية».
ونقلت وكالة «ارنا» عن السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني قوله إن طهران مستعدة لاستضافة المحادثات بين الطرفين، مؤكداً أن «موقف طهران مبني دوماً علي ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية وبلورة حوار وطني في هذا البلد».
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني، خلال لقائه نظيره التركي جميل تشيتشيك في إسلام آباد، إنه «يمكن لإيران وتركيا أن تؤديا دوراً فعالاً في إعادة الهدوء إلى سوريا، في الوقت الذي يستغل الكيان الصهيوني الأزمة الداخلية والقيام بالاعتداء على الدولة السورية». وأضاف إن «إيران تدعم الإصلاحات السياسية، وتعتبرها استحقاقاً ضرورياً، بيد أن الديموقراطية لا تتحقق عبر إشهار السلاح وسفك دماء المسلمين».
وأعرب لاريجاني، على هامش اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في منظمة «ايكو» في إسلام أباد، عن عدم ارتياح طهران لنشر منظومة صواريخ «باتريوت» على الأراضي التركية عند الحدود السورية، منتقداً «تدخل الدول الكبرى في شؤون المنطقة وهو ما من شأنه أن يعمق الخلافات بين الدول والشعوب الإسلامية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد