استمرار تدفق الجهاديين عبر الحدود اللبنانية والتركية وعداد عزرائيل شغال في سائر أنحاء سوريا
تتواصل الهجمات المنسقة في ريف دمشق وبعض مناطق حمص وحماة وفي ريف إدلب على حواجز الجيش، كما استمرت عمليات الاغتيال والقتل والخطف في خروقات فاضحة لخطة المبعوث الأممي كوفي أنان وسط استغلال المجموعات الإرهابية لوجود المراقبين الدوليين غير القادرين على ضبط إجرامهم أو فرض وقف إطلاق النار على اعتبار أن المجموعات الإرهابية تشن هجماتها مع حلول الظلام وبعد مغادرة المراقبين في حين تعيش المدن حياة طبيعية في النهار.
وليل أول من أمس شنت مجموعات إرهابية هجمات منسقة في ريف دمشق وبعض مناطق حمص وريف إدلب ودير الزور على حواجز للجيش مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة في الوقت الذي انتشر فيه عدد من المسلحين في بعض الأحياء وأقاموا حواجز ما اضطر الجيش للتدخل ومطاردتهم حسب ما أفاد عدد من سكان بعض المناطق في ريف دمشق.
ويأتي التصعيد الإرهابي بالتنسيق أيضاً مع اجتماع مزمع عقده مساء اليوم لوزراء الخارجية العرب في القاهرة للبحث في الشأن السوري مع استمرار آل سعود وآل ثاني وحليفهم العثماني بإدخال السلاح والمقاتلين والمال بهدف قتل أكبر عدد ممكن من السوريين في خرق آخر للتعهدات التي تقدموا بها لكوفي أنان، وبالتوافق مع حملة أكاذيب وتصعيد إعلامي وصل إلى درجة الادعاء بأن الجيش يستخدم صواريخ بعيدة المدى بعد أن سحب آلياته من المدن.
وأحبط الجيش أمس محاولة مجموعة من المسلحين التسلل من تركيا التي تحتضن في معسكرات تدريبية عدداً كبيراً من المرتزقة العرب والأجانب استعداداً لإدخالهم إلى سورية.
وفي لبنان استجوب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين ثلاثة موقوفين بينهم سوري ضبطت معهم في بيروت أسلحة حربية من قذائف «أر.بي.جي» و700 طلقة كلاشينكوف كانوا يحضرونها لتهريبها إلى سورية عبر معبر مشتى حمود على الحدود الشمالية وأصدر مذكرة بتوقيفهم.
وفي سياق مرتبط، كشفت مصادر دبلوماسية أن الموفد الخاص للأمم المتحدة كوفي أنان يريد أن يطلب من الحكومة السورية تعيين مفوض لإعداد العملية السياسية في البلاد وذلك بعد أن طالب الموفد الدولي مجلس الأمن الثلاثاء بنشر سريع لـ300 مراقب جديد، يأتي ذلك بينما يقوم وفد من معارضة الداخل يمثل الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير بزيارة إلى موسكو.
وأعلن المتحدث باسم وفد المراقبين الدوليين في سورية، ارتفاع عدد المراقبين إلى 15 بعد انضمام 2 من الصين ومراقبة من اندونيسيا وآخر من غانا، وسيتم نشر 100 مراقب خلال شهر حسب ما أكدت الأمم المتحدة.
في المقابل، نقل دبلوماسيون بالأمم المتحدة عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسو قوله: إن «الأحداث تتغير على الأقل مؤقتا في حمص، حيث تراجع العنف بشكل كبير استجابة لوجود عدد صغير جداً من المراقبين»، مبيناً أن الأمم المتحدة نشرت بضعة مراقبين في حمص لإنشاء موقع شبه دائم.
يأتي ذلك في وقت أفادت رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة الأميركية سوزان رايس أن السلطات السورية لن تسمح لأي عضو في بعثة المراقبين الدوليين يحمل جنسية أي بلد في مجموعة «أصدقاء سورية» بدخول أراضيها، وأبلغت رايس الصحفيين أن «لادسو أفاد بأن الحكومة السورية رفضت مراقبا واحدا على الأقل على أساس جنسيته».
في الغضون، قالت مصادر مطلعة في حمص: إن مجموعة مسلحة قامت باختطاف العقيد المتقاعد مراد عيشة مع سيارته العامة، في وقت أصيبت الطفلة سمر لفلوف 9 أعوام بطلق ناري عشوائي من قبل مسلحين أثناء دوامها في مدرسة علي بن أبي طالب بحي الأرمن.
وفي دوما بريف دمشق، استشهد متطوع في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وأصيب ثلاثة آخرون إثر تعرض سيارة تابعة للمنظمة كانت تقلهم لإطلاق نار أثناء قيامهم أول أمس بمهمة إنسانية.
وقالت مصدر مطلع: إن سيارة إسعاف للمنظمة من ضمن أربع سيارات كانت تقل متطوعين من المنظمة يقدر عددهم بنحو 20 متطوعاً كانوا يقومون بمهمة إنسانية في دوما تعرضت لإطلاق نار.
وفي حلب، انفجرت عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في حي المرجة ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح خطيرة، أما حماة فشهدت بدورها يوماً دامياً، حيث تعرض عدة مواطنين إلى اعتداء من قبل مسلحين أثناء قدومهم في باص بولمان عائد للشركة الأهلية بحماة للنقل من حلب إلى حماة.
كما قتل وجرح العديد من المواطنين بينهم 5 أطفال، بانفجار ما يُعتقد أنه معمل لصنع العبوات الناسفة ضمن عدة منازل مشيدة حديثاً، إضافة إلى ما ارتكبته المجموعات المسلحة أثناء تصعيدها أعمالها العدوانية على مراكز ونقاط حفظ النظام والمواطنين الأبرياء، في ظل حضور المراقبين الدوليين وجولاتهم الصباحية والمسائية.
وفي إدلب فجر إرهابي نفسه بسيارة مفخخة في إحدى نقاط قوات حفظ النظام في موقع مصرف بلدة سيجر على طريق إدلب سلقين ما أدى إلى استشهاد العنصر إسماعيل اسعد سالم وإصابة العريف فادي محمود إسماعيل والمجند قاسم محمد رجب.
إضافة تعليق جديد