استمرار طلب تجميد الاستيطان يؤجّـل المفاوضـات عامـاً كامـلاً

24-03-2010

استمرار طلب تجميد الاستيطان يؤجّـل المفاوضـات عامـاً كامـلاً

انتقل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من الدفاع الى الهجوم عندما ابلغ محاوريه من أعضاء الكونغرس الاميركي، أن استمرار الفلسطينيين بالمطالبة بتجميد الاستيطان، وبالتالي تأييد الادارة الاميركية لهذا المطلب، قد يؤجلان المفاوضات عاما كاملا، واستبق لقاءه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما بالقول أمام مؤتمر «أيباك» في واشنطن، ان القدس ليست مستوطنة يهونتنياهو يدخل البيت الأبيض من الجهة الغربية للقاء أوباما أمسدية لكنها عاصمة اسرائيل والاستيطان اليهودي فيها مستمر منذ ثلاثة آلاف عام.
وقال نتنياهو الذي حظي باستقبال حميم من جانب أعضاء في مجلسي الكونغرس الذين التقى بهم بعد خطابه امام اللوبي اليهودي «أيباك»، ان رسالته الى اوباما هي ان المفاوضات قد تتأجل لعام اذا تواصلت الدعوات الفلسطينية لتجميد الاستيطان، مشددا على أن إسرائيل تبني في القدس منذ 42 عاما ولم يعترض
أحد «فهذه أحياء يهودية لا تسلب أي عربي. وهي مرتبطة بالنسيج البلدي في القدس»، وهي تصريحات رأت فيها السلطة الفلسطينية قرارا إسرائيليا بعدم العودة الى التفاوض.
من جهتها، أعلنت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي «اننا في الكونغرس نقف إلى جانب إسرائيل. وهذا موضوع التزام يتجاوز الخلافات الحزبية. فالصداقة الطويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تستند إلى القيم المشتركة، الديموقراطية والتعددية والحرية».
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن اللقاءين بين نتنياهو وكل من نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ركزا أكثر من أي شيء آخر على قضية الحدود. فالأميركيون يعتبرون هذا البند مفتاح حل كل المسائل الأخرى. لكن نتنياهو يتشبث أولا وأخيرا بمبدأ الأمن. وفي كل الأحوال، اعتبرت اللقاءين مع بايدن وكلينتون تمهيدا للقاء بين نتنياهو واوباما. وحاول كل من نتنياهو وكلينتون وصف الخلافات بين الحكومتين بأنها «بين أصدقاء وداخل العائلة». وجرى البحث بينهما بشكل أساسي في مسائل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والعقوبات على إيران.
وقد ذكرت الرئاسة الاميركية في بيان ان «عشاء عمل جمع بين نائب الرئيس و(مستشار الامن القومي) الجنرال (جيمس) جونز ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي (ايهود) باراك في مقر نائب الرئيس». واضافت ان هؤلاء «اجروا مناقشة مثمرة وصريحة حول مجمل موضوعات العلاقة الثنائية».
وفيما كان أوباما يبدأ محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض، التي استمرت لتسعين دقيقة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن بلدية القدس وافقت على هدم فندق «شيبرد» في حي الشيخ جراح الفلسطيني في القسم الشرقي من المدينة المحتلة، لإقامة 20 وحدة سكنية مكانه لمستوطنين.
وفي خطابه امام «ايباك» الذي قوطع مرارا بتصفيق حاد، شدد نتنياهو على أن القدس «ليست مستوطنة إنما عاصمتنا». ودعا إلى عدم التنكر «للعلاقة بين الشعب اليهودي وأرض إسرائيل، وأيضا لعلاقة الشعب اليهودي بالقدس. لقد بنى الشعب اليهودي القدس قبل 3000 عام وهو يبني فيها اليوم».
وقال ان البناء في القدس الشرقية ليس سوى بناء في جزء «لا يتجزأ من القدس الحديثة». واعتبر ان البناء في القدس لا يضر البتة بالعملية السلمية، وأشار إلى الاستيطان في رامات شلومو، وهو ما فجر الخلاف مع إدارة اوباما، بأنه «يقع على مسافة خمس دقائق من الكنيست. إنها جزء لا يتجزأ من القدس الحديثة وستكون جزءا من إسرائيل في أي اتفاق سلام. لذلك، فإن البناء هناك لا يمس بحل دولتين لشعبين».
وحذر نتنياهو من الخطر الذي تمثله إيران، التي «يمكن أن توصل إلى النهاية عهدا من دون سلاح نووي استمر 65 عاما، وحينها، لن يبقى عالمنا ذاته. وإسرائيل تنتظر من العالم أن يعمل باهتمام لكننا دائما سنحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس».
وبعدما أشار إلى تصريحات قادة إيران و«حزب الله» بشأن «إبادة» إسرائيل، قال «تخيلوا أن الولايات المتحدة بأسرها حشرت في أراضي ولاية نيوجرسي، ووضعوا على الحدود الشمالية تابعا لإيران اسمه حزب الله، يطلق 6 آلاف صاروخ على الدولة الصغيرة، ويملك 60 ألف صاروخ. في هذه المرحلة، تخيلوا على الحدود الجنوبية تابعا آخر لإيران اسمه حماس، وهو أيضا يطلق 6 آلاف صاروخ على أراضي الدولة ويهرب أسلحة».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...