الأزمة السورية: «مجموعة اتصال» تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي (78 عاما) موفداً دولياً في سوريا ليخلف بذلك كوفي انان، مشدداً على أن «الديبلوماسية لا تزال تشكل أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في سوريا، خاصة أن مزيداً من القتال والعسكرة لن يؤديا إلا إلى تفاقم معاناة الشعب السوري»، فيما سارعت واشنطن إلى المطالبة بمعرفة المزيد حول مهمته، وأنقرة إلى التأكيد على ضرورة حصوله على دعم كل أعضاء مجلس الأمن.
إلى ذلك، تسارع الحديث أمس عن إمكانية تشكيل «مجموعة اتصال» لبحث الأزمة السورية، تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا. واعتبرت موسكو أن «مهمة المكتب التنسيقي التابع للأمم المتحدة في سوريا هي حث الأطراف المتنازعة على بدء الحوار السياسي».
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ادواردو ديل بوي، في بيان، إن الإبراهيمي سيتوجه «قريباً» إلى نيويورك، مع العلم أن انان ينهي مهمته رسمياً في 31 الحالي. وأضاف «لا بد من وضع حد للعنف ولمعاناة سوريا». وتابع إن «الأمين العام يثمن رغبة الإبراهيمي في وضع إمكاناته وخبرته تحت التصرف لإنجاح هذه المهمة الكبيرة، التي سيحتاج لإنجازها إلى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي ومن ضمنه مجلس الأمن».
وأعلن ديل بوي أن بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وافقا على تعيين الإبراهيمي بديلاً لأنان. وتابع أن «بان كي مون يرى أن الديبلوماسية لا تزال تشكل أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في سوريا، خاصة أن مزيداً من القتال والعسكرة لن يؤديا إلا إلى تفاقم المعاناة للشعب السوري، وجعل الطريق إلى حل سلمي للأزمة أكثر صعوبة، والذي سيؤدي إلى انتقال سياسي بما ينسجم مع التطلعات المشروعة للشعب السوري».
وفي واشنطن، قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جون ارنست «يلزمنا المزيد من الإيضاحات من الأمم المتحدة بشأن مهمة الإبراهيمي في منصبه الجديد».
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في أنقرة، ان «تعيين الإبراهيمي أمر مهم، لكن ينبغي لمجلس الأمن مساعدته من خلال توحده». وأضاف إن «كنا لا نريد لمهمته أن تفشل، مثل سلفه (كوفي) انان، يتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن ولا نسمح بأي أساليب للتعويق».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن طهران «تؤيد» اقتراح الرئيس المصري محمد مرسي لإنشاء «مجموعة اتصال مع إيران وتركيا والسعودية ومصر لتسوية الأزمات في المنطقة، خصوصاً السورية». وقال «يمكن لهذه الدول الأربع تشكيل مجموعة اتصال، وبحث المسائل، وإعادة، في اقرب فرصة، الهدوء إلى المنطقة وتبديد التوترات».
ورحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «بالنتائج الايجابية للقمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة»، معرباً عن أمله في «الإسراع بتفعيل هذه النتائج، ولا سيما على صعيد حل الأزمة السورية». وكشف، في تصريحات لصحيفة «اليوم» السعودية نشرت أمس، «عن توجه لتشكيل لجنة خاصة تضم السعودية وتركيا ومصر وإيران لوضع أطر واضحة لمعالجة المشكلة السورية بشكل جذري وسريع».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «من مهام المكتب الجديد للأمم المتحدة في سوريا متابعة الوضع على الأرض، وحث الأطراف السورية على وقف إراقة الدماء بأسرع وقت، وبدء الحوار السياسي». وأضافت «ننطلق أيضاً من أهمية بقاء الأمم المتحدة في سوريا، الذي يهدف إلى حل الأزمة في إطار خطة كوفي انان واتفاقيات جنيف لمجموعة العمل».
وكان مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيرار آرو، الذي تترأس بلاده رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، أعلن، أمس الأول، أن المجلس قرر إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، فيما أعلن نائب رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ادموند موليت أن مجلس الأمن أيد خطة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فتح مكتب اتصال سياسي في دمشق لمراقبة الأحداث.
إلى ذلك، ذكر مكتب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في بيان، انه تم تأجيل لقاء «مجموعة العمل» حول سوريا، الذي كان متوقعاً أن يعقد في نيويورك أمس، إلى موعد لم يحدد بعد.
وأشار ديبلوماسيون إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أبلغت روسيا بعدم حضورها اللقاء، الذي لم تؤكد مشاركتها فيه سوى الصين وممثل للأمم المتحدة. وقال ديبلوماسي «في هذه المرحلة لا نرى فائدة من مثل هذا الاجتماع، إذ أن الانقسامات من القوة بحيث لا توجد أي فرصة لأن تتوصل مجموعة العمل الدولية إلى اتفاق سياسي بشأن سوريا».
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيستقبل في 21 آب الحالي وفداً حكومياً سورياً برئاسة نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد