الأسد: نتمسك بعلاقات متوازنة مع جميع العراقيين
أكد الرئيس بشار الأسد، أمس، «حرص سوريا على إقامة علاقات متوازنة مع جميع أبناء الشعب العراقي»، مكرراً دعمه «للعملية السياسية التي تضمن مشاركة الجميع فيها»، فيما دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، من القاهرة، إلى تواجد مصري في العراق «لخلق حالة من التوازن» فيه. وشدد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على أن العراق يتطلع «بحاجة إلى أشقائه»، ويتطلع إلى وقوف الدول العربية معه في «مواجهة التحديات الإرهابية».
وبحث الأسد مع وفد عراقي، برئاسة رئيس «الحركة الوطنية» إياد علاوي في دمشق، «الأوضاع على الساحة العراقية والعلاقات الثنائية بين سوريا والعراق». وأكد الأسد «حرص سوريا على إقامة علاقات متوازنة مع جميع أبناء الشعب العراقي بما يخدم مصالح البلدين». وكرر «دعم سوريا للعملية السياسية الجارية في العراق التي تضمن مشاركة الجميع فيها وتكون أساساً لبناء العراق وضمان أمنه واستقراره».
وفي القاهرة، قال زيباري، بعد اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك والمالكي، إن اللقاء تركز على «الترحيب بعودة مصر القوية إلى العراق، من خلال السفارة المصرية في بغداد وتفعيل اللجنة العليا المصرية العراقية». وأكد زيباري أن المالكي، الذي عاد إلى بغداد، شدّد «على ضرورة تفعيل الدور الاقتصادي المصري وحل جميع المشاكل التي تحول دون تواجد قوي للشركات المصرية والمستثمرين المصريين في العراق». وقال إن «مصر دولة مهمة جداً في إحداث توازن في الإقليم، ووجودها سيخلق حالة من التوازن في العراق».
وعن اتهام مسؤولين عراقيين لدمشق بالوقوف وراء تفجيرات بغداد، قال زيباري «نحن لم نتهم سوريا، ولكن اتهمنا قيادات عراقية بعثية وعناصر مدربة من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية للنظام (العراقي) السابق موجودة ومقيمة وتتحرك من سوريا».
واعتبر زيباري أن الجهود الدبلوماسية نجحت في حل النزاع مع طهران حالياً، مشيراً إلى ضرورة أن تتولى لجنة عراقية إيرانية مسألة ترسيم الحدود، لكن مصدراً أمنياً عراقياً أعلن أن القوات الإيرانية لا تزال داخل الأراضي العراقية، بعد انسحابها من بئر نفطية في حقل «الفكة» على الحدود بين البلدين. وتظاهر المئات من أهالي قضاء الحويجة احتجاجاً على التوغل الإيراني، وطالبوا قوات الاحتلال الأميركي «بحماية حدود العراق».
وقال المالكي، في بيان صدر عن مكتبه بعد اجتماعه مع مبارك، إن «العراق بحاجة إلى أشقائه وحريص على تطوير علاقاته مع الدول العربية في جميع المجالات، ويتطلع إلى حضورها في العراق والمساهمة في بنائه وإعماره، والوقوف معه في مواجهة التحديات الإرهابية والتخلص من التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق». وأضاف «هناك جداول أعمال إقليمية تريد تحويل العراق إلى ساحة للصراع، لكن الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة ستواجه هذه الجداول وتفشلها». وكرّر دعوته الشركات المصرية للاستثمار في العراق.
وذكرت صحيفة «واشنطن تايمز» إن قوات الاحتلال الأميركي تحاول التقرب من أتباع التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر. ونقلت عن السياسي في التيار قصي السهيل قوله إن مبعوثين حاولوا لخمس مرات خلال الأشهر القليلة الماضية تأمين اجتماعات مع مسؤولين وعسكريين أميركيين في السفارة الأميركية في بغداد. وأضاف «إنهم يحاولون التحدث معنا كأفراد، لكننا أوضحنا لهم أنه لا فائدة من الحوار معنا وأنتم قوة محتلة».
وأكد مسؤولان أميركيان، على معرفة بالموضوع، أن السفارة تحاول التوصل إلى تفاهمات سياسية مع الصدريين في مقابل استعداد الاحتلال للإفراج عن الآلاف من معتقلي التيار، بالاتفاق مع الحكومة العراقية. وقال مسؤول عسكري أميركي إن الهدف هو ألا يصبح التيار الصدري مثل «حزب الله» في لبنان، أي أن يكون حزباً سياسياً وفي الوقت ذاته يملك ميليشيا عسكرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد