الأسـد يدعو لكسر حصار غزة وموسى يتهم الفصائل بتضييع القضية
وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس، انتقادا شديدا إلى الفصائل الفلسطينية، وحملها مسؤولية الانقسام الحاصل، مشيرا إلى أن العلاقات السورية اللبنانية تمر في مرحلة انتقالية، وأن الجامعة العربية تحاول رأب الصدع في العلاقات العربية ـ العربية »لكن لم يحدث التقدم المطلوب بعد«.
وأعرب الرئيس بشار الأسد، خلال لقائه موسى، عن »قلق بلاده العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة جراء الحصار والممارسات الإسرائيلية«، مكررا »دعم سوريا واستعدادها لبذل كل الجهود الممكنة لتحقيق اللحمة الوطنية الفلسطينية«.
وشدد الأسد، الذي تسلم رسالة من نظيره السوداني عمر حسن البشير نقلها المبعوث الخاص جلال يوسف الدقير، على »ضرورة تحمل الجامعة العربية مسؤولياتها، وخروج الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب، الذي سيعقد في القاهرة في ٢٦ تشرين الثاني الحالي بتوصيات وقرارات ناجعة تضمن كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني«، مؤكدا »أهمية أن يعمل وزراء الخارجية العرب على وضع آلية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تكفل وحدة الشعب الفلسطيني«.
وأوضح البيان الرئاسي انه »تم خلال اللقاء التأكيد على أن تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني يتوقف على وحدة الصف الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب من كل الفصائل الفلسطينية البحث عما يجمعها، عوضا عن الانشغال بما يفرقها«.
وقال موسى، بعد بحثه مع الأسد الوضع في لبنان بعد »اتفاق الدوحة« والأوضاع في فلسطين والعراق، »نحن كعرب لا يمكن أن نقبل هذا الانقسام الفلسطيني. على ماذا ينقسمون؟ القضية الفلسطينية تطير، وستضيع بسبب النزاع الفلسطيني الفلسطيني، هذا خط أحمر لا يصح أن نقبل به«.
وأضاف موسى، الذي التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، »أمضينا ٦٠ سنة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وإذا كانت الفصائل الفلسطينية غير مهتمة بالقضية الفلسطينية فسيكون لنا موقف. يصطفلوا«. وتابع »كلهم مسؤولون، بالدرجة ذاتها، مسؤولية تاريخية وخطيرة لأن القضية الفلسطينية تضيع«.
وحول طلب النائب سعد الحريري من الجامعة العربية أن تضع يدها على ملف تفجير »القزاز« في دمشق والتحقيقات الجارية في قضية تنظيم »فتح الإسلام«، قال موسى، الذي التقى وزير الخارجية وليد المعلم أمس الأول، إن »العلاقات السورية اللبنانية تمر في مرحلة انتقالية، العلاقة لها وشائجها الخاصة وارتباطاتها الخاصة التي تتعدى العلاقة بين دولتين إلى علاقة بين مجتمعين، وهذا أدى إلى الكثير من الكلام والمواقف ولا بد من أن ننسق بيننا، ونأخذ المواقف في عين الاعتبار«.
وشدد موسى، الذي يشارك اليوم في اجتماعات وزراء الإعلام والاتصالات، على ضرورة الحفاظ على الهوية العربية، مضيفا ان »الأمر لا يجب أن يصل إلى أن تهيمن فكرة ربط الثقافة العربية بقضية الانتماء والهوية فقط، أو أن تنحصر في دائرة إقليمية ضيقة ونحن نعيش في عصر العولمة بكل ما تطرحه، وهو ما يتطلب إقداما من ناحية وحذرا من ناحية أخرى، ويفرض رحابة من جهة وانضباطا من جهة أخرى، وهذا لن يحققه قانون أو وثيقة، كما لن تضبطه إجراءات أمنية، لكنها الثقافة والتعليم اللذان يشكلان القاعدة الصلبة للتفاعل الثقافي والحياتي ويمنعان التراجع أو الانهزام أمام الثقافات الأخرى«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد