الاحتلال يقتحم المسجد الأقصى: حاخامات المستوطنين يطالبون بإغلاقه
واصلت إسرائيل أعمالها القمعية في مدينة القدس المحتلة، التي شهدت، أمس، مواجهات عنيفة امتدت من الحرم القدسي إلى شوارع البلدة القديمة، وذلك إثر قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى، في محاولة للتغطية على زيارة استفزازية جديدة لمجموعات يهودية متشددة إلى باحات المسجد، ما أدى إلى إصابة 24 فلسطينياً بجروح واعتقال 19 آخرين، بينهم مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر.
واقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد مرتين، حيث فرقت عشرات الفلسطينيين ممن قدموا لحمايته من هجمات المتشددين اليهود، مستخدمة القنابل، كما أغلقت باحة الحرم القدسي أمام الزوار «حتى إشعار آخر».
وذكر شهود أنّ جنود الاحتلال اعتدوا على مرافق المسجد، حيث حطموا غرفة الأذان، وعطلوا السماعات الخاصة برفع الأذان، فيما قطع التيار الكهربائي بالكامل عن المسجد بهدف منع بث نداءات المرابطين داخله وعزلهم عن العالم الخارجي.
وأعلن الصليب الأحمر أن 24
فلسطينياً أصيبوا بجروح في المواجهات، فيما ذكرت شرطة الاحتلال أنّ تسعة من عناصرها وصحافياً استرالياً أصيبوا بجروح إثر رشقهم من قبل شبان فلسطينيين، فيما تعرّض عنصر امن إسرائيلي للطعن على يد شابة فلسطينية عند معبر قلندية شمالي القدس.
وخلال المواجهات ألقى عشرات الشبان الفلسطينيين حجارة وكتلا من مواد البناء من أسطح المنازل على الشرطة الإسرائيلية في أزقة ضيقة محيطة بالحرم القدسي.
كما أعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 19 متظاهراً، بينهم حاتم عبد القادر، بتهمة «التحريض على العنف»، زاعمة أنّ المواجهات وقعت عندما تعرض عناصرها للرشق بالحجارة على أيدي المتظاهرين، الذين قالت إنهم سكبوا الزيت على ارض باحة المسجد الأقصى لعرقلة عملية الاقتحام.
وقال قائد شرطة الاحتلال في القدس دودي كوهين «لقد نشرنا قوات في القدس القديمة اثر دعوات أطلقها يهود ومسلمون من الحركة الإسلامية». وأضاف «سنرد بشدة على مثيري الشغب وكذلك على من يحرضون على العنف».
في المقابل اعتبر المتحدث باسم الحركة الإسلامية كمال خطيب أنّ «الشرطة تقول على الدوام إن المصلين يلقون الحجارة كذريعة لشن هجماتها. لكنها تريد فقط تبرير جرائمها».
وكان المئات من الفلسطينيين لبوا النداءات التي أطلقتها الشخصيات الفلسطينية والإسلامية والوطنية في المدينة للرباط في المسجد الأقصى لحمايته من أي اقتحام محتمل، حيث تمركزوا في باحاته منذ ساعات الفجر، في موازاة إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ هذه الإجراءات اتخذت بعد دعوة وجهتها جمعية «ايريتز إسرائيل شيلانو» (أرض إسرائيل لنا) اليهودية المتشددة لأنصارها بالتوجه إلى باحة الأقصى.
في غضون ذلك، طالب حاخامات التيار الاستيطاني حكومة بنيامين نتنياهو بـ«إغلاق» المسجد الأقصى، معتبرين أنّ «العرب حولوه إلى معقل للإرهاب والعنف»، حسبما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست».
وحذرت الرئاسة الفلسطينية من تداعيات اقتحام باحات المسجد الأقصى، ودعت المجتمع الدولي إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الاجراءات، مشددة على أنّ «القدس خط احمر لا يجوز تجاوزه».
من جهتها، دعت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية إلى التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى، معتبرة أن «الوضع لم يعد يحتمل أي تأجيل»، فيما دعا القيادي في حماس صلاح البردويل الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يحدث في القدس، معتبراً أنّ «معركة القدس بدأت وآن الأوان لكل عربي ومسلم أن يتحمل نصيبه من الدفاع عن كرامته».
بدوره، اتهم رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل إسرائيل بالعمل على «هدم» المسجد الأقصى. وقال، خلال مؤتمر صحافي في دمشق، إنّ الإسرائيليين «يدنسون المسجد ويقتحمون حرمته وقداسته بهدف تقسيمه كخطوة على الطريق هدمه وبناء الهيكل المزعوم»، معتبراً أنّ «ما تفعله القيادة الصهيونية هو حسم لقضية القدس بالأمر الواقع».
ومن جدة، دعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى اجتماع وزاري للجنتها التنفيذية الأحد المقبل في مقرها في المدينة للبحث في تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى.
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية اجرى اتصالات مع عدد من القادة العرب للمطالبة بتحرك عربي وإسلامي في مواجهة الممارسات الإسلامية في مدينة القدس. وذكر بيان لمجلس الوزراء أن هنية هاتف كلاً من أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمال الدين إحسان اوغلو والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إضافة إلى كل من أمير قطر حمد بن خليفة ووزير خارجية السعودية سعود الفيصل حيث وضعهم في صورة الاعتداءات الإسرائيلية التي وقعت أمس، طالباً منهم عقد اجتماع إسلامي طارئ لبحث هذه الاعتداءات وسبل وقفها وحماية الأقصى.
وفي القاهرة، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن الوزير أحمد أبو الغيط كلف السفير المصري في تل أبيب بإجراء اتصالات عاجلة مع المسؤولين الإسرائيليين نجحت في منع تفاقم وتدهور الأوضاع، كما نقل إليه انزعاج مصر البالغ من الوضع الذي تفرضه سلطات الاحتلال في القدس المحتلة.
في عمان، قال وزير الإعلام الأردني نبيل الشريف إنّ «الأردن، ومن موقع مسؤولياته التاريخية في رعاية المقدسات في القدس الشريف يحذر بقلق بالغ من مغبة الإمعان في هذا النهج الاستفزازي ويطالب القوات الإسرائيلية بالتوقف فوراً عن هذه الأعمال الخطيرة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد