الاندبندنت: بوش وبلير يغازلان الأسد
تحت عنوان أصدقاؤنا الجدد في الشرق الأوسط، أجرت صحيفة الاندبندنت مقارنة بين المواقف الأخيرة لواشنطن ولندن من سوريا وإيران، لجهة وصفهما بأنهما وسطاء سلام، وبين الموقف منهما عشية الحرب على العراق، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير يغازلان اليوم من كانا يلومانهما في السابق.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الإدارة الأميركية كانت قد وضعت في العام 2003 إيران في خانة محور الشر، في الوقت الذي ساهمت فيه طهران بالإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وأضافت الاندبندنت أنّه بموازاة الخطر الذي واجهته طهران بعدما استهدف المجاهدون والمقاتلون السنة الغالبية الشيعية (في العراق) بهدف إشعال حرب أهلية، رفض بوش مبادرة إيرانية أطلقها الرئيس الإيراني الإصلاحي محمد خاتمي، حيث قام في المقابل بإطلاق اتهامات بأنّ إيران ترعى الإرهاب وتسعى لامتلاك أسلحة نووية.
وإذ أعلن المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون، الذي بات منصبه مهدداً بعد انتخابات الكونغرس الأخيرة، إضافة سوريا إلى لائحة محور الشر الأميركية، عاقبت واشنطن دمشق بسبب رفضها الحرب على العراق، من خلال إطلاق اتهامات بأنها تؤوي مجموعات إرهابية ومساعدي صدام، وأنّها تمتلك أسلحة دمار شامل، ثم من خلال وصفها من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس بأنها نموذج للطغيان، فضلاً عن إخراج قواتها من لبنان.
وتابعت الصحيفة أنّ الوضع أصبح مختلفاً في العام ,2006 حيث جرى تقديم وزير الدفاع الأميركي الجديد روبرت غايتس على أنّه من المؤيدين لإجراء حوار مع طهران لحثها على المساعدة في اخراج قوات التحالف من العراق، بموازاة المساعي التي يبذلها بلير للحصول على دعم ايران من أجل المساعدة على وقف الهجمات ضد القوات البريطانية في العراق.
وفي المقابل، لفتت الصحيفة إلى أنّ إيران الآن أصبحت بقبضة قيادة متشددة، مشيرة الى أنّ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيجعل بوش وبلير يتصببان عرقاً قبل الموافقة على تقديمه الدعم لهما، في الوقت الذي يمسك فيه الرئيس السوري بشار الأسد، متوهجاً بنجاح الميليشيات الموالية لسوريا في لبنان، بمفاتيح الوضع في العراق والسلام في الشرق الأوسط.
من جهتها، كتبت المحررة الدبلوماسية في الصحيفة آن بنكيث تحليلاً بعنوان اعتراف متأخر بمكامن القوة الحقيقية على الأرض، اعتبرت فيه أن السوريين والإيرانيين لا بد من أنهم كانوا يضحكون وهم يشربون الشاي الليلة الماضية، مضيفة أنّه بعد ثلاث سنوات من وصفهم بمحور الشر وبأنهم نماذج للطغيان، والطلب منهم عدم التدخل في العراق، باتوا الآن مدعوين كي يكونوا جزءاً من الشرق الأوسط الجديد.
وبعد استعراض للمواقف الأميركية والبريطانية من دمشق والعراق، منذ الإطاحة بنظام حركة طالبان في أفغانستان، اشارت بنكيث الى انعطاف في الموقف، موضحة أن شيئاً واحداً تغيّر في السنوات الثلاث الماضية منذ غزت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق، وهو تلازم القوة في الشرق الأوسط، حيث باتت ايران وسوريا تملكان اليد العليا في المنطقة بعد حرب لبنان.
وختمت أمّا بوش وبلير ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت فيلعبون دور البط الأعرج.
المصدر: السفير عن الاندبندنت البريطانية
إضافة تعليق جديد